محصول الزيتون يحتاج لتوافر ظروف بيئية ومناخية معينة، لإتمام مراحل نموه وتزهيره على النحو المطلوب، وبما يسهم في تحقيق حجم الإنتاجية المأمولة والمتوقعة، وهي المسألة التي تستدعي تسليط الضوء عليها والاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور السعيد حجازي – أستاذ الفاكهة بكلية الزراعة جامعة القاهرة – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
محصول الزيتون
أبرز التحديات التي تواجه المزارعين
في البداية تحدث الدكتور السعيد حجازي عن أبرز التحديات التي تواجه جموع مزارعي الزيتون، وفي مقدمتها الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، موضحًا أنها أثرت بالسلب على حجم الإنتاجية، لتنخفض بسببها إلى حدود النصف.
وأوضح “حجازي” أن إسبانيا والبرتغال وإيطاليا، هبطت فيها إنتاجية محصول الزيتون بنسبة 50%، وهي المسألة التي انعكست على أسعار زيت الزيتون العالمية، والتي ارتفعت إلى حد كبير، لتصل في النهاية إلى متوسط يعادل 200 جنيه للتر الواحد.
نسبة الأضرار المتوقعة
ومشاكل الأصناف الأوروبية
لفت “حجازي” إلى تداعيات التغيرات المناخية على جموع المزارعين، موضحًا أن نسبة الضرر تختلف بحسب الموقع ونوع الصنف المنزرع، ضاربًا المثل بمنطقة الإسماعيلية التي انخفضت فيها الإنتاجية لحدود الـ40% من النسبة المتوقعة، فيما وصلت إنتاجية الفيوم إلى 30%.
وأكد أستاذ الفاكهة بكلية الزراعة أن الأصناف الأوروبية هي الأكثر حساسية لـ”التغيرات المناخية”، وأبرزها “البيكوال” و”المانزانيلو”، في المقابل يعد صنف “العجيزي” واحد من أفضل الأصناف المتحملة للتغيرات المناخية.
الاحتياجات الحرارية وأضرار موجات حرارة الربيع
قدم “حجازي” وصفًا مبسطًا للظروف البيئية الملائمة لزراعة محصول الزيتون، موضحًا أنها شجرة أوروبية بالأساس، ما يعني احتياجاها لشتاء بارد، وساعات برودة محددة، تقل فيها درجة الحرارة عن حدود الـ10 درجات مئوية.
وأوضح أن ساعات البرودة التراكمية التي يحتاجها محصول الزيتون تتراوح ما بين 300 إلى 400 ساعة على الأقل، لمساعدتها على إتمام عملية إنبات البراعم الزهرية “الخنثى”، لافتًا إلى أن أي ارتفاع في درجات حرارة الشتاء، يؤدي لتقليل عدد تلك الأزهار، وبالتبعية تنخفض إنتاجية المحصول.
وتطرق “حجازي” إلى أصناف الزيتون الأوروبية، موضحًا أنها تحتاج إلى 600 ساعة تراكمية من البرودة، لإنبات البراعم الزهرية الخاصة بها، وتحقيق حجم الإنتاجية المرجوة والمأمولة، وهي أحد التحديات التي تواجه جموع المزارعين.
وكشف “حجازي” مدى خطورة الموجة الحارة التي قد تتعرض لها زراعات وأشجار الزيتون خلال شهري إبريل ومايو، موضحًا أنها تؤدي لتدمير الأزهار بشكل كبير، علاوة على “موت” حبوب اللقاح والبويضات، وهي المسألة التي تعرقل إتمام عمليات التلقيح والإخصاب، وتنعكس بالتبعية على حجم الإنتاجية، التي تصل لأدنى مستوياتها.
لا تفوت مشاهدة الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
محصول الزيتون .. أبرز التوصيات الفنية خلال شهري أغسطس وسبتمبر
مخلفات عصر الزيتون.. فوائد التسميد بـ”التفلة وفطر التريكوديرما”
الطحالب الخضراء وتحويل “مخلفات عصر الزيتون” إلى “سماد عالي الجودة”