أوصى الدكتور أحمد مفيد صبري، الباحث بقسم بحوث الزيتون، باستخدام أصناف الزيت مثل “الكوروناكي” و”الكوراتينا”، بالإضافة إلى “المرائي”، رغم تعرض الأخير لبعض المشكلات المتعلقة بمقاومته للحلم الدودي، مشيرًا إلى أن صنف “الدلسي” يعد الأكثر حساسية لهذا المرض.
وأوضح أن “الكوروناكي” و”الكوراتينا” لا يزالان يشكلان الأساس في إنتاج الزيت بمصر، مؤكدًا على نجاح “الكوروناكي” في بعض المناطق، مثل المنيا، حيث أثبت كفاءة إنتاجية عالية رغم التحديات المناخية التي واجهتها الزراعة في العام السابق.
التحديات المرتبطة بتبادل الحمل في الزيتون
سلط الدكتور أحمد مفيد صبري الضوء على مشكلة “تبادل الحمل” في أشجار الزيتون، موضحًا أن التبادل الطبيعي بين سنة وأخرى يجب أن يكون ضمن نطاق محدد، مشيرًا إلى أن الفارق بين سنة وأخرى يجب ألا يتجاوز الطن أو الطن وربع.
وأكد أن الانخفاض الحاد في الإنتاج، مثل الحصول على خمسة أطنان في سنة ثم مئة كيلوغرام فقط في السنة التالية، ليس تبادل حمل طبيعيًا، بل نتيجة اختلال زراعي وممارسات خاطئة.
وأوضح أن هذه المشكلة ناجمة عن أخطاء متكررة في إدارة الأشجار، وليس مجرد تأثير طبيعي للتغيرات المناخية، مشددًا على ضرورة تحقيق توازن في الحمل السنوي لضمان إنتاجية مستدامة.
أصناف الزيتون الوراثية الأكثر استقرارًا
عدد الدكتور أحمد مفيد صبري بعض الأصناف الوراثية التي أثبتت نجاحها في مقاومة التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن الأصناف 66، 69، و48 تتمتع بثبات كبير في الإنتاج تحت ظروف المناخ المصري
وأشار إلى أن صنفي “123” و”138″ يتميزان بإنتاجية مرتفعة في المناطق الساخنة، موضحًا أن صنف “138” قد يكون أكثر ملاءمة لبعض المناطق المحددة، نظرًا لخصائصه المتميزة.
وأكد أن زراعة هذه الأصناف تعد خطوة واعدة لتعزيز إنتاج الزيتون في مصر، مشددًا على ضرورة الاهتمام بالأصناف الأكثر تكيفًا مع الظروف المناخية المختلفة.
أهمية التعاون مع القطاع الخاص في التجارب الزراعية
أكد الدكتور أحمد مفيد صبري على أهمية التعاون مع القطاع الخاص لإجراء تجارب على الزراعة عالية الكثافة، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الشركات الكبرى التي يمكنها دعم هذه التجارب، مثل “ماركيرو”، “مارينا”، “الهاشمية”، و”كنانة”.
وأوضح أن الهدف من هذا التعاون هو تخصيص مساحات صغيرة، مثل فدان، نصف فدان، أو حتى 30 فدانًا، لاختبار الأصناف الجديدة في ظروف مختلفة، مؤكدًا أن هذه التجارب ستتيح فرصة حقيقية لوضع خريطة صنفية دقيقة مبنية على بيانات تجريبية، بدلًا من الاعتماد على التجارب الشخصية والخبرات الفردية فقط.
البحث عن بدائل لأصناف الزيتون التقليدية
تطرق الدكتور أحمد مفيد صبري إلى ضرورة إيجاد بدائل للأصناف التقليدية مثل “التفاحي”، مشيرًا إلى أن الأصناف الوراثية الجديدة، مثل “92”، “97”، “99”، و”102″، قد تكون بدائل واعدة.
ولفت إلى أن صنف “102” يتميز بإنتاجية عالية كمائدة زيتون، فضلًا عن كونه صنفًا مبكر النضج، مما يجعله خيارًا جيدًا للمزارعين الباحثين عن أصناف ذات إنتاج سريع، مؤكدًا أن هذه الأصناف يمكن أن تكون بدائل ناجحة لصنف “المنزنيل”، خاصة فيما يتعلق بـ التبكير في الإنتاج وتحسين جودة الزيت.
نجاح صنف “كايرو سيفن” في الإنتاج المبكر
أشار الدكتور أحمد مفيد صبري إلى أهمية صنف “كايرو سيفن”، موضحًا أن هذا الصنف لم يحظَ بتسويق جيد في البداية، لكن المزارعين الذين جربوه أبدوا اندهاشهم من إنتاجيته العالية، مؤكدًا أنه يتمتع بقدرة كبيرة على التكيف مع الظروف المناخية.
وأشار إلى أنه مناسب للزراعة عالية الكثافة، بالإضافة إلى أن نسبة الزيت التي ينتجها مرتفعة، مما يجعله خيارًا واعدًا للمزارعين الباحثين عن أصناف عالية الإنتاج والجودة.
فعالية صنف “سيرسي كولا” كبديل جديد
كشف الدكتور أحمد مفيد صبري عن أن صنف “سيرسي كولا” يعد بديلًا جيدًا للأصناف التقليدية، مشيرًا إلى أنه يتميز بإنتاجية غزيرة وثبات في المحصول، موضحًا أن بعض الشركات بدأت بالفعل في تجربته في التخليل الأسود، حيث أثبت نتائج واعدة للغاية.
وأكد أن ثماره تتميز بقوام جيد وطعم ممتاز، مما يجعله مناسبًا للاستهلاك المباشر، بالإضافة إلى تمتعه بمقاومة عالية للأمراض، مشيرًا إلى أن هذه الخصائص تجعله خيارًا متميزًا لمستقبل زراعة الزيتون في مصر.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
التغيرات المناخية وتاثيرها على الزيتون وأهمية إنشاء المجمعات الوراثية
شاهد أيضًا..