محصول الذرة الشامية أحد الحاصلات النجيلية الشرهة لكافة المُعاملات، ما يستوجب إلمام المُزارعين بكافة التوصيات الفنية، الضرورية واللازمة لتحقيق أفضل النتائج، على مستوى حجم الإنتاجية ومُعدلات الجودة المطلوبة، وهو الأمر الذي يستدعي الاستماع والإنصات لرأي المُتخصصين، لعدم الوقوع في شراك الأخطاء الشائعة، التي تؤثر سلبًا على مُخرجات النشاط الزراعي.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور تامر عبد الفتاح – وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية، أستاذ بقسم بحوث الذرة – عن محصول الذرة الشامية باستفاضة، لتسليط الضوء على طُرق زراعته، وكيفية إتمام مُعاملاته على النحو الأمثل.
حرث الأرض.. “ألف باء” نجاح زراعة محصول الذرة الشامية
في البداية شدد الدكتور تامر عبد الفتاح على أهمية وضرورة قيام المُزارعين بعمليات تهيئة التُربة وحرث الأرض وتنعيمها مرتين على الأقل، موضحًا أنها من أهم المُعاملات، اللازمة لنجاح زراعة محصول الذرة الشامية، والوصول للنتائج المأمولة الخاصة بمعدلات الإنتاجية والجودة.
وتناول وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية أبرز الأخطاء الشائعة التي يرتكبها بعض المُزارعين، والذين يُباشرون زراعة محصول الذرة الشامية، عقب الانتهاء من جمع وحصاد محاصيل الحبوب والغلة مُباشرة، دون القيام بأي إجراءات خاصة بتهيئة التُربة وحرث الأرض، لافتًا إلى أن عدم الاهتمام بإتمام مثل هذه المُعاملات، يؤثر بالسلب على حجم الإنتاجية المُتوقعة بحلول نهاية الموسم.
وأشار “عبد الفتاح” إلى أن إتمام مُعاملات تمهيد وتنعيم الأرض لها مردود إيجابي على نجاح تقنية الزراعة على خطوط، والتي توفر نسبة كبيرة من حجم نفقات ومُدخلات زراعة محصول الذرة الشامية، والتي تُعظم من نسبة أرباح المُزارعين بالنهاية.
التسميد وتأثيره على محصول الذرة الشامية
أكد الدكتور تامر عبد الفتاح على أهمية إتمام مُعاملات تسميد محصول الذرة الشامية على الوجه الأمثل، طبقًا للتوصيات الفنية الواردة بشأنها، مُشددًا على ضرورة زيادة نسب توزيع “الأسمدة البلدية”، نظرًا لشراهة هذا الصنف النجيلي لمُركبات التسميد الآزوتي والبوتاسي والفوسفاتي، وأهميتها في تعزيز نشاط ونمو النبات وتغلظ الخلايا ومُعدلات استطالة الساق.
موضوعات ذات صلة:
الذرة الشامية.. علاقتها بالحرب “الروسية” وأسباب عودتها لقائمة اهتمامات المُزارعين
مصدر التقاوي وأبرز الفوارق بين الهُجن الفردية والثلاثية
انتقل “عبد الفتاح” إلى أهمية الاعتماد على مصادر موثوقة للحصول على تقاوي ذات جودة عالية، وهي الخطوة التي يعتمد عليها نجاح زراعة محصول الذرة الشامية ومحددات الجودة الخاصة به، والتي يرتكز تحقيقها والوصول إليها على استخدام هُجن جيدة ومُعتمدة.
وقدم وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية أجندة التوزيع وكمية التقاوي المُوصى بها، موضحًا أن زراعة الهُجن الفردية في الأراضي القديمة طبقًا لتقنيات الزراعة اليدوية تحتاج 10 كجم، فيما ينخفض هذا الرقم إلى 8 كجم بالنسبة للأراضي التي تعتمد على طُرق الميكنة الحديثة.
إقرأ أيضًا:
محصول البنجر.. أبرز الأخطاء الشائعة خلال الزراعة وما قبل الحصاد
وبالنسبة للهُجن الثلاثية فإن المُعدلات والكمية المُستخدمة تصل إلى 14 كجم في الأراضي القديمة، ويتقلص هذا الرقم إلى 12 كجم في طُرق الزراعة المُميكنة.
وفرق “عبد الفتاح” بين الهُجن الفردية التي تحتوي على سُلالتين فقط “أب وأم”، والهُجن الثلاثية ذات الـ3 سلالات، ناصحًا بالاعتماد على النوع الأول “الفردي”، نظرًا لأنه يتفوق في حجم الإنتاجية عن الأنواع الأخرى، شريطة موائمته لنوع التُربة المُتاح لدى المُزارعين.
شروط استخدام الهُجن الفردية والثلاثية
قيد الدكتور تامر عبد الفتاح استخدام الهُجن الفردية والثلاثية والثنائية بشروط مُحددة، لافتًا إلى أن زراعة النوع الأول يجود في الأراضي الخصبة والتُربة القوية، ما يُفرد له المساحة للتعبير عن نفسه بشكل جيد من حيث حجم الإنتاجية والجودة، فيما تميل التوصيات الفنية لاستخدام النوع الثاني في الأراضي التي تُعاني من بعض المشاكل، بينما تُرجح الدراسات اللجوء للنوع الأخير في الأراضي الأقل جودة وخصوبة.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
متوسط حجم إنتاجية الفدان
كشف الدكتور تامر عبد الفتاح عن متوسط حجم الإنتاجية المُتوقعة، موضحًا أنها لا تنبغي أن تقل عن 28 إردب للفدان، حال التزام المُزارع بتنفيذ كافة التوصيات والاشتراطات الفنية، وإتمام جميع المُعاملات الخاصة بالمحصول على النحو الأمثل.