محصول الخرشوف واحد من المُنتجات الزراعية ذات الجدوى الاقتصادية، التي تحتاج إلى إلقاء مزيد من الضوء، نظرًا لفوائده الصحية وقيمته الغذائية، علاوة على عوائده الاقتصادية الضخمة، والتي قد تتجاوز مئات آلاف الجنيهات، حال الالتزام بتنفيذ كافة التوصيات الفنية الواردة بشأنه، ما يستدعي الاستماع لرأي المُتخصصين في هذا المجال.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم – الباحث بمعهد بحوث البساتين – عن كل ما يخص محصول الخرشوف، بدءًا من التعريف بقيمته الغذائية، مرورًا بطرق زراعته، وأبرز الأخطاء الواجب تلافيها لتحقيق أفضل النتائج.
محصول الخرشوف وأسباب تراجع مُعدلات الاهتمام به
في البداية أكد الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم أن محصول الخرشوف ينتمي إلى “العائلة المُركبة”، والتي تضم عدة أصناف إلى جواره منها الشكرية، الخس، وعباد الشمس بالنسبة للمحاصيل الحقلية، مُبررًا خروجه من قائمة الوجبات الغذائية الأساسية على مائدة الأسر المصرية، بارتفاع أسعاره مُقارنة بباقي الأصناف المُتاحة داخل الأسواق المحلية، ما يجعله بعيدًا عن اهتماماتهم، علاوة على غياب المعلومة وقلة الوعي بحجم فوائده الغذائية والصحية.
وأشار “عبد الحليم” إلى أن الاهتمام بزراعة محصول الخرشوف تراجع منذ عدة سنوات، ليقتصر تواجده حاليًا على بعض المساحات الصغيرة بمحافظة الإسكندرية والبحيرة، بالإضافة لعدم دراية قطاع عريض من جمهور المُستهلكين بصفاته الشكلية وفوائده وقيمته الغذائية، لقلة تواجده بالأسواق ومنافذ البيع التقليدية.
ثمار محصول الخرشوف ومزاياها الصحية
انتقل الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم إلى نقطة القيمة الغذائية والفوائد الصحية، التي يتميز بها نبات الخرشوف عما سواه من محاصيل، والتي لخصها في عدة نقاط كالتالي:
1. برغم ارتفاع نسبة الكربوهيدات فيه إلا أنه آمن جدًا على مرضى السكر.
2. مُنشط عام للدورة الدموية بسبب احتوائه على الفينولات أو “مضادات الأكسدة”.
3. مُنشط للقلب.
4. مُنشط عام للذهن والذاكرة وينصح بوضعه ضمن الوجبات الأساسية للطلبة والتلاميذ.
5. يتميز بانخفاض سعراته الحرارية ما يضعه على قائمة المواد الغذائية الرئيسية في برامج الريجيم.
6. يحتوي على مادة السينارين المسؤولة عن إفراز العصارة الصفراوية ما يجعله غذاءً علاجيًا لمرضى الكبد.
7. مُدر طبيعي للبول.
8. مُنشط للقدرة الجنسية عند الرجال.
9. مُحفز جيد للشهية لدى الأطفال.
10. علاج فاعل للالتهابات.
11. يحتوي على كمية كبيرة من المياه.
12. خالي من الدهون.
13. يحتوي على العديد من المعادن الهامة للجسم مثل “البوتاسيوم، الكالسيوم، الماغنسيوم، الحديد، المنجنيز”، بالإضافة لمادة الكاروتين.
14. يُساعد في علاج عُسر الهضم ومشاكل المرارة.
نصائح هامة لربات البيوت
قدم أستاذ معهد بحوث البساتين مجموعة من النصائح لربات المنزل، لتوضيح أفضل الطرق للتعامل مع ثمار الخرشوف، ضمن الوجبات الغذائية اليومية، لافتًا إلى ضرورة القيام بـ”سلقه” أولًا، قبل إضافته لباقي الأطعمة، حتى لا يفقد قيمته الغذائية عن طريق الأكسدة، إذا ما تم استخدامه والتعامل معه بطرق الطهي التقليدية.
وأوضح أنه يُمكن إضافته إلى بعض الأطباق المعروفة والمحببة للكثير من المصريين، مثل شوربة “الخضار، العدس” بالإضافة لطاجن اللحمة المفرومة لرفع قيمتها الغذائية، علاوة على إمكانية تناوله مُباشرة في صورته الخضراء المُتعارف عليها.
محصول الخرشوف وأبرز مزاياه الاقتصادية
وكشف الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم عن المزايا الاقتصادية التي يتميز بها محصول الخرشوف، والتي دعت المُتخصصين في المجالات الطبية لدراسته، والاهتمام ببحث طُرق استخدامه، نظرًا لاحتوائه على العديد من المواد الفعالة، التي يمكن الاعتماد عليها في تصنيع المُستحضرات الطبية والتركيبات الدوائية، ما يجعله على قائمة الحاصلات الزراعية التي تُدر ربحًا وعوائد اقتصادية مُجزية للمُزارعين.
ولفت “عبد الحليم” إلى المزايا التي يتمتع بها محصول الخرشوف المصري، والتي تُعزز من فُرص تحقيق عوائد اقتصادية كبيرة، طوال الفترة من أواخر نوفمبر وحتى نهاية شهر فبراير، نظرًا لفوارق التوقيت التي تفصل بيننا، وبين موعد بداية موسم زراعته، بغالبية الدول المُنتجه له على مستوى العالم، ما يمنحنا ميزة نسبية لزيادة حصتنا التصديرية طوال هذه الفترة.
مزايا تصديرية
عدد أستاذ معهد بحوث البساتين مزايا الخرشوف الاقتصادية، موضحًا أن المجال مفتوح أمام تصدير هذا النبات، سواء في شكله الطازج “الأخضر”، علاوة على إمكانية تحويله إلى قطاع التصدير التصنيعي حال عدم توافر المواصفات القياسية اللازمة، ما يضعه على رأس قائمة المحاصيل الناجحة، التي يجب زيادة حجم التوعية بأهمية زراعتها، وإلقاء الضوء على حجم العوائد والأرباح المُتوقعة منها.
وأكد أن الدول الأوروبية تأتي على رأس قائمة الدول المُستوردة لإنتاجنا من الخرشوف، نظرًا للفوارق الزمنية التي تفصل مواقيت زراعته، ما يُفسح المجال لنا للاستحواذ على نسبة أكبر من الأسواق، يليها الدول العربية الشقيقة مثل لبنان والسعودية، وشمال إفريقيا.
قائمة الدول المنتجة والمستوردة لمحصول الخرشوف
تحتل إيطاليا صدارة الترتيب في قائمة الدول المنتجة لـ”محصول الخرشوف” تليها إسبانيا وفرنسا والأرجنتين، فيما تأتي مصر المرتبة الخامسة على مستوى العالم.
موسم زراعة الخرشوف
أوضح الباحث مصطفى كمال، أن موسم انتاج محصول الخرشوف يستمر طوال الفترة ما بين نوفمبر وفبراير من كل عام، والتي تسبقها فترة النمو الخضري التي تتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر.
وتفرض الدول الأوروبية بعض الرسوم على استيراده من الخارج، في محاولة للحفاظ على انتاجها المحلي.
موضوعات قد تهمك:
محصول الأفوكادو.. فوائده وأفضل النصائح الخاصة بطرق زراعته
الخرشوف غذاء وعلاج
ولفت إلى أن محصول الخرشوف يجمع ما بين القيمة الغذائية العالية والفوائد الصحية التي لا يمكن تجاوزها، وهي الحقيقة الغائبة عن أغلب الأسر المصرية.
ويحتوى نبات الخرشوف على نسبة مرتفعة جدًا من الفنيولات، الموجودة في التخت اللحمي الأبيض، وهي أحد مضادات الأكسدة الهامة لعضلات القلب وتنشيط الذاكرة.
وصفة طبيعية لمرضى السكر والكبد
يحتوي هذا النبات على نسبة كبيرة من الكربوهيدرات، والتي تشمل سكر الأنيولين، الذي يعد أحد العناصر الهامة لمرضى السكر، فيما تحوي أوراقه مادة السينارين المُنشطة لإفرازات الكبد والمرارة.
ضيف أساسي للباحثين عن الرشاقة
لا تتوقف الفوائد الصحية والغذائية للخرشوف عند هذا الحد، وتتمثل أهم ميزاته، في انخفاض سعراته الحرارية، والتي تجعله ضيفًا أساسيًا ووصفة مضمونة، في أغلب برامج الدايت والريجيم.
نشاط اقتصادي مُربح
يحتل محصول الخرشوف مكانة مرموقة في قائمة المواد الغذائية التي تتهافت الدول الأوروبية على استيرادها، بسبب قيمته الغذائية العالية وفوائدة الصحية التي لا يمكن حصرها.
أفضل توقيت لتصدير الخرشوف
يُعد شهر ديسمبر أفضل فترات تصدير محصول الخرشوف، بسبب سوء الأحوال الجوية التي تتعرض لها الدول الأوروبية، في مثل هذا التوقيت ما يعوق زراعته هناك، ويجعلهم في أمس الحاجة لاستيراده.
ولهذا السبب يتم تقليل قيود المواصفات القياسية المفروضة على محصول الخرشوف، ويساهم في زيادة فُرص المُزارعين في تصديره للخارج.
وأوضح أستاذ معهد بحوث البساتين، أن باب التصدير مفتوح خلال شهر ديسمبر على مصراعيه، حتى لو لم تتوافر في المحصول المواصفات القياسية، حيث يتم تحويله للتصنيع، وهي ميزة لا يتمتع بها أي منتج زراعي آخر.
إقرأ أيضًا:
زراعة محصول الكتان “من الألف إلى الياء”
محصول الخرشوف.. المعاملات الزراعية وأفضل التوصيات
يحتاج محصول الخرشوف إلى من 5 إلى 6 آلاف متر مكعب من المياه طوال الموسم، إذا ما كانت طرق الري المُستخدمه تتم وفقًا للأساليب الحديثة بالرش والتنقيط، بمعدل من 10 إلى 12 متر مكعب يوميًا.
وبالنسبة للأراضي المروية بالطرق التقليدية القديمة، التي تتبع سياسة الغمر، فإنه يحتاج لريه واحدة على الأقل كل أسبوعين.
خطوات حماية محصولك من الظروف المناخية السيئة
محصول الخرشوف من النباتات الحساسة ضد الرطوبة، حيث تتأثر جذورها سلبًا بعفن الجذور، والتي تسببها زيادة المياه الموجودة في التربة، نتيجة الأمطار والسيول.
وتحدث أستاذ معهد بحوث البساتين، عن الإجراءات التي يجب اتباعها لحماية المحصول من الأثار السلبية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية والتغيرات المناخية، وأبرزها الأمطار والسيول.
وشدد على ضرورة التعجيل بصرف المياه الزائدة من التربة، حتى لا تتعفن الجذور، فيما يمكن مقاومة إجهاد التربة عن طريق رش “مضادات الإجهاد”، أو باستخدام سماد السوبر فوسفات، الذي يساعد في تصريف الرطوبة الزائدة.
أفضل وصفات تسميد محصول الخرشوف
محصول الخرشوف من المحاصيل الشرهه للأسمدة، لذا فيجب اتباع خطة منضبطة حتى لا يتأثر نموه بالسلب، للوصول إلى محصول قوي وسليم وعالي الإنتاجية.
ويحتاج المحصول في الظروف العادية خلطة تسميدية مكونة من 150 كيلو نيتروجين، و75 كيلو فوسفور، 100 كيلو بوتاسيوم.
أبرز الأخطاء الشائعة أثناء تسميد محصول الخرشوف
عدم الالتزام بتوزيع الأسمدة على مدار الموسم، هو واحد من أبرز الأخطاء الشائعة التي يقع فيها أغلب المزراعين، والتي يكتفون فيها بتسميد المحصول ثلاث مرات فقط على أقصى تقدير.
فيما ينبغي أن تسير خطة التسميد بالتوازي مع مراحل نمو النبات، حيث تتحصل كل مرحلة على الكمية المناسبة لها، بداية من فترة النمو الخضري التي تستمر لأربعة أشهر، مرورًا بمرحلة التزهير، وانتهاءًا بوقت انتاج المحصول.
نصائح هامة جدًا لمزارعي الإسكندرية والبحيرة
تتركز زراعة محصول الخرشوف في محافظتي البحيرة “كوم البركة”، والإسكندرية “برج العرب”، وبسبب طبيعة أراضي هذه المنطقة التي تتميز بارتفاع نسبة الصرف فيها، علاوة على أن تربتها “خفيفة”، يُنصح باستخدام السماد البلدي وحمض الهيوميك والفولفيك منذ بداية الموسم.
فيما يجب عمل خلطة تسميد خاصة مكونة من 25 كيلو نترات، و5 لترات من حمض الفوسفوريك “بدلًا من السوبر فوسفات”، بالإضافة لـ10 كيلو من سلفات النشادر، للحفاظ على العناصر الغذائية وإتاحة الفرصة للتربة لامتصاصها بشكل كامل.
واختتم استاذ معهد بحوث البساتين نصائحه، بالاهتمام باستخدام الأحماض، والتي عزا أهميتها إلى ارتفاع نسبة الملوحة في الجو والمياه، ما يحتم اللجوء للأحماض لتقليل معامل الـBH، لتسهيل امتصاص التربة للعناصر الغذائية.
أفضل الأراضي التي تجود فيها زراعة محصول الخرشوف
الأراضي ذات التربة الصفراء هي أفضل البيئات التي يجود فيها زراعة محصول الخرشوف، وبالرغم من نجاح زراعته في الأراضي الصحراوية، إلا أنه يحتاج المزيد من الجهد والعناية بسبب افتقارها للعناصر الغذائية المطلوبة والتي يحتاجها النبات لينمو بشكل سليم.
لون زهرة الخرشوف وتأثيرها على اتجاهات التصدير
تحبذ بعض الدول أن يكون شكل المنتج المُصدر لها يغلب عليه لون معين، حيث تفضل الولايات المتحدة الأمريكية الخرشوف ذي اللون الأخضر، أما إيطاليا فتفضل اللون البنفسجي.
لحصاد صحيح عليك باتباع هذه الخطوات
يبدأ موسم حصاد محصول الخرشوف في شهر نوفمبر، حيث تستمر فترة النمو الخضري قرابة الأربع شهور، قبل بدء مرحلة التزهير.
وينبغي أن يتم الحصاد على شكل متوالية هندسية، ما يتطلب مراقبة ومتابعة جيدة للمحصول مع بداية هذا موسم الإنتاج، لقطاف كل نورة جديدة، بالشكل الذي يسمح للنورة التالية بالنمو بشكل صحيح، لتصل إلى حجمها الطبيعي.
وأكد الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم أن زراعة محصول الخرشوف، لا تستدعي شراء تقاوي جديدة مطلع كل موسم زراعي، موضحًا أن يتم الاكتفاء بتوفيرها مرة واحدة فقط، فيما يتم استزراعها وإكثارها اعتمادًا على الجورات الأم.
وكشف أستاذ معهد بحوث البساتين أن زراعة فدان واحد من المحصول، تستدعي تخصيص ما يتراوح بين 5 إلى 7 قراريط فقط، لاستخدامها كتقاوي صالحة للاستخدام، بدءًا من الموسم التالي، شريطة الالتزام بالتوصيات الفنية الواردة في هذا الشأن.
الإكثار الخضري.. الطريقة الأكثر شيوعًا في المحافظات المصرية
أشار إلى أن زراعة محصول الخرشوف تحتاج إلى حوالي 4 آلاف قطعة شتلة أو تقاوي، مُشددًا على ضرورة وجود المساحة الكافية بين الشتلة والأخرى والتي لا ينبغي أن عن 1م بأي حال من الأحوال، للوصول إلى حصاد وموسم ناجح، ونفس الأمر ينطبق على الفواصل بين الخطوط، بحيث لا تقل عن 1م.
ولفت “عبد الحليم” إلى وجود العديد من الطرق المُتعارف عليها عالميًا، في ملف إكثار تقاوي الخرشوف، وأبرزها “البذور، زراعة الأنسجة، الخضري”، مُشيرًا إلى أن التقنية الأخيرة “الخضري”، هي الأكثر تداولًا وشيوعًا، لدى قطاع عريض من مُزارعينا بأغلب محافظات الجمهورية.
8 خطوات لإكثار تقاوي الخرشوف
وأوضح أن نجاح طريقة إكثار تقاوي الخرشوف، باستخدام النموات الخضرية تحتاج لاتباع عدد من الخطوات العلمية المُنضبطة، لتحقيق المُستهدف منها، والتي حصرها في النقاط التالية:
1. تخصيص إنتاج ما بين 5 إلى 7 قراريط لتحويلها إلى تقاوي صالحة للزراعة في الموسم الجديد.
2. تقليع محصول المساحة المُحددة سالفًا بشكل صحيح تمهيدًا لاستخدامها في الخطوة التالية.
3. تقطيع النبات إلى 3 أجزاء على أقصى تقدير.
4. فصل البراعم المُنبتة لاستخدامها في وقت لاحق شريطة وجود الجذور المُلائمة بها.
5. تقطيع الجورة الأم إلى قطعتين أو 3 على الأكثر.
6. وضع الجزء المقطوع تجاه مصادر المياه
7. غرس ثُلثي حجم قطعة التقاوي المُستخدمة داخل التربة والإبقاء على الثُلث فوقها
8. مُتابعة التقاوي بمُعاملات الري المُنضبطة للوصول على الحصاد المُتوقع
إكثار تقاوي الخرشوف.. أبرز الملاحظات الواجب الالتفات إليها
حذر أستاذ معهد بحوث البساتين من صغر حجم التقاوي التي تم تجهيزها من قِبل المُزارعين، قد يحول دون الوصول إلى النتائج المأمولة، وتحقيق عائد اقتصدي مُرضي بحلول نهاية الموسم.
وأوجز الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم بعض الملاحظات التي ينبغي على المُزارعين، الانتباه إليها عند تجهيز شتلات تقاوي الخرشوف، في مجموعة النقاط التالية:
1. تقطيع النبات إلى 2 إلى 3 أجزاء على الأقل.
2. احتواء قطعة التقاوي الواحدة على من 3 إلى 4 براعم.
3. أن تكون ذات نمو جذري سليم.
4. خلو التقاوي المُستخدمة من الأعفان.
5. الاكتفاء بإزالة ثُلثي النمو الخضري فقط، مع الإبقاء على الثُلث الأخير.
أبرز الأخطاء الشائعة
وشدد “عبد الحليم” على ضرورة الاحتفاظ بـ”ثُلث” النمو الخضري الموجود على قطعة التقاوي، لنجاح الإنبات والحيلولة دون ارتفاع نسبة الفقد والهالك من المحصول المُتوقع بنهاية الموسم.
وكشف أستاذ معهد بحوث البساتين أن التخلص من كامل النمو الخضري، يُعد أحد الأخطاء الأكثر شيوعًا بين قطاع عريض من مُزارعينا، ما يؤدي للعديد من المشاكل، وأبرزها تقلص حجم الإنتاجية المُتوقعة بنهاية الموسم.
عدم اتباع التوصيات الفنية = خسائر اقتصادية للمُزارعين
لفت الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم إلى أن عدم التزام المُزارعين باتباع التوصيات الفنية الخاصة بزراعة محصول الخرشوف يؤدي لتخفيض سقف العوائد المالية المُتوقعة، علاوة على ارتفاع تكلفة المُدخلات الخاصة بالمُعاملات التسميدية الخاصة به، ما يُحكم على الموسم بالفشل من البداية، ومن وجهة النظر الاقتصادية البحتة، والتي ينخفض فيها سعر النورة بمقدار أربعة أضعاف.
وأوضح أن محصول الخرشوف واحد من المحاصيل “المُجهدة للتربة”، نظرًا لطول فترة زراعته، والتي تصل لقرابة التسعة أشهر، ما يستدعي توفير كافة احتياجاته الغذائية في بداية الموسم، لضمان عبور الـ60 يومًا الأولى، دون حدوث أي أزمات مثل “فشل عملية إنبات التقاوي، أو فقد نسبة من المحصول بسبب الأعفان”، وذلك قبل تنفيذ جرعة التسميد الرئيسية للنبات.
خطورة تعقير الأرض على التُربة
حذر “عبد الحليم” مُزارعي محصول الخرشوف، من خطورة تكرار زراعته بذات الرقعة، وهو الأمر الذي يعود بالسلب على حجم الإنتاجية المُتوقعة في نهاية الموسم، علاوة على الإضرار بالتربة إلى حد بعيد، لا يمكن تلافيه إلا عن طريق القيام ببعض المُعاملات المُوصى بها، للخروج من هذا المأزق بسلام، بالشكل الذي يُعزز من فرص نجاح المواسم التالية.
وكشف أستاذ معهد بحوث البساتين النقاب، عن أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها المُزارعين، فيما يُعرف اصطلاحًا بعملية “تعقير الأرض”، والتي تؤدي لخسائر اقتصادية فادحة، علاوة على الإضرار بالتربة والرقعة الزراعية إلى حد بعيد.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
تعقير الأرض.. معناها وأبرز النتائج المُترتبة عليه
فسر “عبد الحليم” ظاهرة “تعقير الأرض” بأنها تكرار زراعة محصول الخرشوف لعدة سنوات مُتصلة، في ذات الرُقعة والمساحة، وعدم الانتباه لما يترتب على هذا الخطأ من نتائج سلبية، والتي لخصها في النقاط التالية:
1. انخفاض إنتاجية الجورة، والتي تتوقف عند 20% من الحد المُتوقع، ما يعني خسارة 80% من المحصول
2. الإضرار بالتُربة وفقدانها لكافة العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لنجاح زراعة أي محصول آخر
3. نشر العديد من الأمراض الفطرية والمُسببات المرضية داخل التربة
روشتة علاج خطأ “تعقير الأرض”
قدم الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم روشتة علاج خطأ تعقير التربة، والتي تعتمد على تنفيذ دورة زراعية صحيحة، وعدم تكرار زراعة أي محصول بذات الرقعة لموسمين مُتتاليين.
ولفت إلى إمكانية تجاوز الآثار السلبية الناجمة عن الوقوع في خطأ – تعقير التُربة – تكرار زراعة ذات المحصول لعدة مواسم مُتصلة، وبالأخص بالنسبة لـ”محصول الخرشوف”، عن طريق زيادة ومُضاعفة حجم المُقررات السمادية المُوصى بها، مع عدم توصيته بتنفيذ هذه الاستراتيجية، التي تؤدي لارتفاع تكاليف مُدخلات النشاط، وتقلل حدود الربح والمكاسب المادية والاقتصادية المُتوقعة.
وأكد أن اللجوء لهذا الحل يستدعي مُضاعفة حجم العناصر التسميدية “المعدنية” والعضوية التي يُقدمها المُزارع للتربة، لتعويض ما فقدته طوال الموسم الفائت، وهو الأمر غير المُستساغ أو المُحبب اقتصاديًا.
وأوضح أن تلافي هذا الأمر يكون بنقل تقاوي المحصول، وزراعتها في مساحة بديلة، لتحقيق العوائد الإنتاجية والاقتصادية المُتوقعة والمأمولة تواليًا.
سلسلة الأخطاء الدارجة التي يقع فيها المُزارعين
لخص “عبد الحليم” سلسلة الأخطاء التي يقع فيها المُزارعين والتي تؤدي بالتبعية لانخفاض حجم الإنتاجية والإضرار بالتربة في عدة نقاط:
1. اختيار توقيت الزراعة الخاطىء “التبكير أو التأخير عن الموعد المُوصى به”
2. إضافة المُقررات السمادية في بنسب غير صحيحة وفي التوقيتات الخاطئة
3. إضافة مُنظمات النمو بطريقة عشوائية مُخالفة للتوصيات المُقررة
وهو الأمر الذي يؤدي لعرقلة النبات عن إتمام دورة حياته الكاملة بطريقة سليمة، علاوة على انهيار مُعدلات إنتاجيته عن حدودها الدُنيا المقبولة اقتصاديًا والمُتعارف عليها بالنسبة للخبراء والمُتخصصين.
الخرشوف.. الحل السحري لمواجهة مشاكل الملوحة والتربة
في البداية أكد الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم أن نبات الخرشوف يُعد أحد المحاصيل الزراعية التي تُلائم أجواء الزراعة في كافة أنواع الأراضي، بدءًا من التربة الطينية الثقيلة، انتهاءًا بالأراضي الصحراوية، علاوة على ارتفاع درجة مُقاومته لملوحة الأرض ومياه الري المُستخدمة، ما يضعه على رأس القائمة المُستهدفة من قِبل المُزارعين الذين يُعانون من بعض هذه الإشكاليات.
محصول الخرشوف.. عوائد اقتصادية مضمونة “بشروط”
أوضح أستاذ معهد بحوث البساتين أن الالتزام بالجدول الزمني الخاص بزراعة محصول الخرشوف، يضمن للمُزارع تحقيق عوائد اقتصادية مُجزية، علاوة على الاستفادة من زيادة فُرصه التصديرية للخارج، وبالأخص خلال الفترة من أواخر نوفمبر وحتى نهاية شهر فبراير، نظرًا لفوارق التوقيت التي تفصل بيننا، وبين موعد بداية موسم زراعته، بغالبية الدول المُنتجه له على مستوى العالم، ما يمنحنا ميزة نسبية لزيادة حصتنا التصديرية طوال هذه الفترة.
أبرز الأخطاء الواجب تلافيها
لفت “عبد الحليم” إلى أن عدم التزام بعض المُزارعين بموعد بدء الموسم المُوصى به، يُسهم إلى حد بعيد في تخفيض سقف العوائد المالية المُتوقعة، علاوة على ارتفاع تكلفة المُدخلات الخاصة بالمُعاملات التسميدية الخاصة به، ما يُحكم على الموسم بالفشل من وجهة النظر الاقتصادية البحتة، والتي ينخفض فيها سعر النورة بمقدار أربعة أضعاف.
متوسط الإنتاجية السليم للفدان
كشف الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم أن متوسط الإنتاجية، حال الالتزام بتنفيذ التوصيات الفنية، الخاصة بزراعة محصول الخرشوف، يتراوح ما بين 40 إلى 60 ألف نورة للفدان الواحد، فيما ينخفض هذا المُعدل بمقدار النصف، إذا ما تم إهمالها أو إجرائها بشكل خاطىء.
الخرشوف.. أرباح اقتصادية خيالية
أشار أستاذ معهد بحوث البساتين إلى أن سعر الخرشوف خلال ذروة الموسم يصل إلى 5 جنيهات للنورة الواحدة، ما يعني أن عوائد الفدان الواحد قد تصل إلى 300 ألف جنيه، فيما ينخفض هذا الرقم إلى حد بعيد، حال تأخر موعد الزراعة والحصاد عن الموعد الموصى به – سعر النورة هنا يتراوح ما بين 90 إلى 100 قرش – ليصل إلى 54 أو 60 ألف جنيه على أقصى تقدير.
جدول الخدمة التسميدية الصحيح
قدم “عبد الحليم” قائمة التوصيات الفنية الخاصة بالمعاملات الزراعية اللازمة لنجاح موسم زراعة محصول الخرشوف، والتي تحتاج من المُزارع توفير جرعة كاملة تشمل “السماد البلدي، النيتروجين، الكبريت، سوبر فوسفات، بوتاسيوم، جبس زراعي”.
وفسر هذه الإجراء بكون الخرشوف أحد المحاصيل التي تحتاج مُقررات سمادية عالية، نظرًا لطول فترة زراعته، حيث يمتد الموسم لقرابة التسعة أشهر، ما يستدعي توفير كافة احتياجاته الغذائية في بداية الموسم، لضمان عبور الـ60 يومًا الأولى دون حدوث أي أزمات – فشل عملية إنبات بعض التقاوي، أو فقد نسبة من المحصول بسبب الأعفان – قبل تنفيذ جرعة التسميد الرئيسية.
أضرار تكثيف زراعة محصول الخرشوف
وقدم أستاذ معهد بحوث البساتين شرحًا تفصيليًا لأبرز الأضرار، الناجمة عن اللجوء لتقنية تكثيف زراعة الخرشوف في وحدة المساحة المُتاحة، موضحًا أن بعض المُزارعين يعمدون إلى زراعة المحصول بأبعاد 50×50سم، وهي نصف المسافة المُوصى بها من قِبل الخبراء، والواردة في كُتيب الإرشادات الخاصة بهذا المحصول.
ولفت إلى أن اتباع هذه الطريقة يقود إلى العديد من الإشكاليات، ويؤدي لإصابة التُربة بالكثير من الأمراض، مُشيرًا إلى أن زراعة محصول الخرشوف الصحيحة، تقتضي توزيع النباتات على أبعاد لا تقل عن 1×1م، ما يعني وجود 4 آلاف نورة في الفدان الواحد، وهو الحد الأقصى للنباتات المُفترض تواجدها في هذه المساحة.
وأوضح أن تكثيف زراعة محصول الخرشوف في وحدة المساحة، يؤدي لتلاحم النورات الموجودة في الأرض، وهو الأمر الذي يترتب عليه عدة نتائج سلبية حصرها في النقاط التالية:
1. عدم حصول النباتات على كامل احتياجاتها الضوئية بالشكل المطلوب
2. ارتفاع نسبة الرطوبة في التربة عن مُعدلاتها المسموحة
3. يُعزز فُرص انتشار وظهور الأمراض الفطرية
4. عدم حصول النباتات على كامل احتياجاتها الغذائية المُنضبطة من التربة، نتيجة مُضاعفة عدد النورات عن الحد المسموح
5. صعوبة القيام بُمعاملات الخدمة الصحيحة مثل “عزيق التُربة، الرش” نتيجة تداخل نورات الخرشوف
6. حدوث تلقيح خلطي للنورات، نتيجة نقل حبوب اللقاح من نورة لأخرى عن طريق بعض الحشرات كالنحل
7. ظهور انعزالات وراثية غير مرغوبة نتيجة التلقيح الخلطي غير المدروس عن طريق النحل أو غيره من الحشرات
8. توقف الإنتاج عند حدود الـ7 نورات ما يعني خسارة 3 مواسم إنتاجية على الأقل
9. صعوبة الاعتماد على البذور الناتجة من الجيل الثاني، اللاحق لحدوث عمليات التلقيح الخلطي، والتي تكون مجرد انعزالات وراثية غير مُنضبطة، ما يعني المزيد من الخسائر الاقتصادية غير المُباشرة، لضياع فرصة الحصول على بذور وتقاوي نقية صالحة لإعادة الزراعة