محصول الثوم واحد من الحاصلات الهامة التي تمثل عنصرًا أساسيًا على مائدة غالبية المصريين، ما يعزز ضرورة الارتقاء بمعدلات إنتاجيتها والحفاظ عليها من أي مؤثر سلبي قد يعوق الوصول إلى الحدود المستهدفة، وهو الملف الذي تطرق إليه الدكتور أحمد محمود العناني – الأستاذ المساعد بمعهد بحوث البساتين – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية رشا فهمي، مقدمة برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
الأهمية الاقتصادية لـ”محصول الثوم”
في البداية تناول الدكتور أحمد محمود العناني، ملف زراعة وإنتاج الثوم في مصر من المنظور الاقتصادي، موضحًا أنه أحد النباتات العشبية المعمرة، المنتمية إلى عائلة الثوميات، وتضم البصل والكراث أيضًا، مشيراً إلى الأهمية التاريخية لهذا المحصول والتي تعود إلى آلاف السنين، مدللًا على ذلك بتوثيق وجوده على جدران المعابد المصرية القديمة.
متوسط الإنتاج ومعدلات التصدير
أضاف الدكتور العناني أن مصر تحتل المرتبة الثانية عالميًا في إنتاج الثوم بعد إسبانيا، حيث يصل متوسط إنتاج الفدان إلى حوالي 10 أطنان، وتعتبر هذه الإنتاجية مرتفعة مقارنة بدول أخرى، وأوضح أنه يتم تصديره إلى العديد من الدول، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، الدول العربية، والأفريقية، لافتًا إلى أن يصل لهذه النوافذ التصديرية بأشكال متعددة، تشمل الثوم الطازج في شهري فبراير ومارس، بالإضافة إلى الثوم المجفف وزيت الثوم، والذي يُعتبر من المنتجات التي تحظى بطلب كبير في الأسواق الخارجية.
وأشار الأستاذ المساعد بمعهد بحوث البساتين إلى آخر الإحصاءات الرقمية الخاصة بتصدير محصول الثوم، موضحًا أننا صدرنا قرابة الـ31,965 طن من الثوم، منها 22,000 طن للسوق الخارجية، خلال العام الجاري، فيما نجحنا في فتح أسواق جديدة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حيث تم فتح أكثر من 90 سوقًا جديدًا، من بينها أسواق البرازيل للبطاطس، اليابان للموالح، وجنوب إفريقيا للثوم.
وفيما يتعلق بمساحات زراعة الثوم، أوضح أن مصر تزرع حوالي 60,000 إلى 70,000 طن سنويًا في عدة محافظات مثل الفيوم، المنيا، الدقهلية، والشرقية، لافتًا إلى أن محافظتي بني سويف والمنيا تستحوذان على 40% من إجمالي المساحات المنزرعة بالثوم.
مواعيد زراعة الثوم وتأثير التغيرات المناخية
تطرق “العناني” إلى مواعيد زراعة محصول الثوم، مشيرًا إلى أنه يُزرع عادةً في بداية فصل الخريف، ويستمر خلال الشتاء حتى الوصول لمرحلة النضج في فصل الربيع، لافتًا إلى أن زراعة هذا المحصول تتطلب درجات حرارة معتدلة، وخاصة في مراحل النمو الأولى، لضمان نمو الأوراق بشكل قوي، ثم درجات حرارة منخفضة لتكوين بصيلات الثوم بحجم مناسب.
وتحدث عن أبرز التحديات التي تواجه زراعة محصول الثوم بسبب التغيرات المناخية التي أثرت على مواسم الزراعة التقليدية، مشيرًا إلى ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن التلوث الصناعي الذي تقوم به الدول الكبرى، وهو ما يؤدي إلى تغير في درجات الحرارة وتداخل الفصول، ما يحتم ضرورة تعديل جداول مواعيد الزراعة في ظل هذه الظروف الجديدة، مع الانتباه لضرورة زراعته في ظل محاصيل أخرى مثل الذرة، لتوفير الظروف المثالية لنموه على النحو المطلوب.
الفوائد الصحية والغذائية للثوم
وتطرق “العناني” إلى الفوائد الصحية لـ”الثوم” يُعتبر كنزًا من العناصر الغذائية، حيث يحتوي على مجموعة متنوعة من المعادن الأساسية مثل البوتاسيوم، المغنسيوم، الفوسفور، الحديد، الزنك، والمنغنيز، بالإضافة إلى الدهون والزيوت الطيارة المميزة، كما يلعب الثوم دورًا هامًا في تحفيز الشهية وتنشيط الجسم، وأوضح أنه تاريخيًا، استخدمه المصريون القدماء منذ أكثر من خمسة آلاف عام في علاج الجروح والإصابات والأورام، إلى جانب علاجات أخرى مثل التهابات الأمعاء، وهي المسألة التي أثبتت الأبحاث الحديثة العلمية الحديثة صحتها، حيث يسهم هذا النبات السحري في تخفيض مستويات الكوليسترول، ويعمل على خفض ضغط الدم المرتفع، كما يساعد في توسعة الشرايين والشعيرات الدموية، ما يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأزمات القلبية.
الثوم كعلاج للأمراض
واصل الأستاذ المساعد بمعهد بحوث البساتين الحديث عن تأثير الثوم على منع تكوّن الأورام، بفضل خصائصه المضادة للأكسدة التي تمنع تكوّن الشوارد الحرة في الجسم، وبسبب هذا الدور الوقائي، يعتبر الثوم غذاءً مثاليًا لمن يرغب في تقوية مناعته ومكافحة الأمراض القلبية، موصيًا بتناوله بشكل يومي في الوجبات الغذائية لتعزيز نشاط الجسم وقوته.
التربة المناسبة لزراعة الثوم
تناول “العناني” بعد ذلك أفضل أنواع الأراضي لزراعة محصول الثوم، مشيرًا إلى أن التربة المثلى لزراعته هي التربة الطينية الخفيفة الخالية من الأمراض والآفات، ومؤكدًا أنه يتوجب ألا يتجاوز مستوى الملوحة حدود الـ2800 جزء في المليون (PPM) لتجنب التأثير السلبي على نمو النبات، علاوة على ضرورة أن تكون التربة خفيفة وجيدة التصريف، لضمان الحصول على بصلة منتظمة وكبيرة.
التحضير لزراعة الثوم
انتقل الأستاذ المساعد بمعهد بحوث البساتين إلى شرح كيفية تجهيز الأرض لزراعة الثوم، موضحًا أن المزارعين يجب أن يقوموا بإضافة سماد عضوي بكمية حوالي 20 متر مكعب لكل فدان، مع استخدام سماد سوبر فوسفات وسلفات المغنيسيوم والكبريت الزراعي. يتم خلط السماد جيدًا بالتربة لضمان تحليله بواسطة البكتيريا الموجودة في التربة.
وأكد أنه يتوجب على المزارعين تخطيط الأرض بشكل دقيق، حيث يتم تحديد عدد الخطوط التي ستزرع فيها الشتلات، موضحًا أن وضع السماد دفعة واحدة في بداية الزراعة، يعد أحد أبرز الأخطاء الشائعة، ما قد يؤدي إلى فقدان جزء كبير منه دون تحقيق الاستفادة المرجوة، وهي المسألة التي تحتم توزيع السماد تدريجيًا على مراحل النمو المختلفة للنبات لضمان استيعابه بشكل صحيح.
كمية التقاوي المطلوبة لزراعة فدان من الثوم
وأوصى “العناني” بضرورة الالتزام بكمية التقاوي الموصى بها، موضحًا أن كمية التقاوي المستخدمة تختلف باختلاف نوع الثوم، فالصنف البلدي يتطلب بين 200 و300 كيلوغرام من التقاوي لكل فدان، بينما يحتاج صنف “46” إلى ما بين 400 و450 كيلوغرام، لافتًا إلى أن نوع التربة ومدى خصوبتها يؤثر أيضًا على كمية التقاوي، والأمر عينه بالنسبة لاستخدام الميكنة الزراعية الحديثة، والتي تتطلب كميات أكبر لضمان غرس الفصوص بشكل جيد.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات والحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
الموعد الأمثل لزراعة محصول البصل واشتراطات الري والتسميد
الطرز الوراثية الحديثة لمكافحة آفات القطن.. حلول مبتكرة لتعزيز الإنتاجية ومواجهة التغيرات المناخية