محصول البنجر واحد من المحاصيل الاستراتيجية الواعدة، التي تحتل مكانة مرموقة في قائمة اهتمامات المُزارعين، حال تطبيق التوصيات الفنية الواردة بشأنه، والتي يترتب عليها جني المزيد من الأرباح والعوائد الاقتصادية، علاوة على الاستفادة من مُخرجاته في عدة أنشطة “صناعية وزراعية وإنتاج حيواني”.
وخلال حلوله على الإعلامي سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “الزراعية الآن”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عابد عبد الجليل – الأستاذ بمعهد أمراض النبات، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف مزايا محصول البنجر بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أبرز التوصيات الفنية والنصائح، اللازمة لنجاح زراعته بالأراضي مرتفعة الملوحة.
محصول البنجر.. مزايا وعوائد اقتصادية
في البداية تحدث الدكتور عابد عبد الجليل عن الدوافع التي دعت للاهتمام بزيادة الرُقعة المُنزرعة بـ”محصول البنجر”، مؤكدًا أن الحاجة ازدادت للبحث عن بديل استراتيجي لـ”قصب السكر”، نظرًا لارتفاع مُدخلاته وتكاليف زراعة الأخير.
وأوضح أن الاهتمام المتزايد بزراعة محصول البنجر، بدأت منذ عام 1982 بعد إنشاء مصنع سكر الحامول بمحافظة كفر الشيخ، كونه أحد المحاصيل ذات الإنتاجية العالية، وبتكاليف أقل من القصب.
ولفت إلى أن إجمالي المساحة المُنزرعة بمحصول البنجر حققت طفرة كبيرة، حيث كانت لا تتخطى الـ17 ألف فدان على مستوى الجمهورية، فيما وصلت حاليًا إلى 600 ألف فدان، والأمر عينه بالنسبة لعدد المصانع الذي قفز إلى 11 مصنع، وهي أرقام لها دلالتها الكبيرة، التي توضح مدى نجاحه كبديل قوي للقصب، علاوة على ارتفاع عوائده الاقتصادية.
وعدد أستاذ معهد أمراض النبات مزايا محصول البنجر، مؤكدًا أن عوائده الاقتصادية تتراوح ما بين 17 إلى 18 ألف جنيه للفدان، وهي أرقام مُبشرة بالنسبة للمُزارعين، علاوة على انخفاض احتياجاته المائية، التي تقل عما يستهلكه القصب بنسبة 70%، ما يخدم أهداف وتوجهات الدولة وأجهزتها المعنية، للحفاظ على مواردنا المائية، واستغلالها بأفضل صورة مُمكنة.
بنجر السكر.. الخيار الأمثل للأراضي مُنخفضة الخصوبة
سلط الضوء على أحد مزايا زراعة البنجر، والمُتمثلة في إمكانية زراعته في الأراضي الفقيرة مُنخفضة الخصوبة، علاوة على قلة احتياجاته التسميدية، والتي لا تتخطى الـ7 شكائر من الكيمياوي في أقصى الأحوال، مُشيرًا لاختلاف الظروف البيئة والجغرافية، التي تسمح بزراعة القصب والبنجر، حيث يجود الأول في المناطق الاستوائية أقصى الجنوب، فيما يُفضل زراعة الأخير في المناطق الباردة شمالًا.
ودلل على مدى نجاح زراعة محصول البنجر، بانتشاره في كافة المُحافظات المصرية، مؤكدًا أن مُحافظتي المنيا وأسيوط يُمثلان أعلى مستوى إنتاجية لهذا المحصول على مستوى العالم.
موضوعات قد تهمك
حشائش السعد.. طرق التعامل معها وأفضل المبيدات للتخلص منها
تسميد القمح.. أفضل برنامج لمُضاعفة الإنتاجية بنسبة 30% وأهم العناصر لكل مرحلة
بنجر السكر.. مجتمع وأنشطة مُتكاملة
أكد “عبد الجليل” أن بنجر السكر واحد من المحاصيل الواعدة، التي تنشأ بسببها مجتمعات كاملة “زراعية، صناعية”، نظرًا لحجم الأنشطة الاقتصادية القائمة عليها، علاوة على كونه واحد من المحاصيل التي تجود زراعتها بكافة أنواع الأراضي “الرملية، الطينية، المُستصلحة”، بالإضافة لكونه أحد الحلول التي يتم الاعتماد عليها، لاستصلاح وزراعة المناطق ذات مستويات الملوحة المُرتفعة.
شروط نجاح زراعة البنجر في الأراضي مُرتفعة الملوحة
قدم الدكتور عابد عبد الجليل عددًا من الحلول والتوصيات الفنية، اللازمة لنجاح زراعة محصول البنجر في الأراضي مُرتفعة الملوحة، والتي يُمكن إيجازها في النقاط التالية:
1. زيادة ارتفاع الخطوط فوق التربة
2. الزراعة في الثلث الأسفل من الخط
3. غسل الأرض مرتين قبل الزراعة لصرف الملوحة الزائدة
4. زراعة البذور داخل أكياس بلاستيكية ونقلها للتربة الدائمة بعد 50 يوم من زراعتها
أوضح أن اتباع الحلول السابقة يُسهم في التغلب على إشكالية ارتفاع الملوحة، التي تُؤثر على النبات في عمر البادرة، وبخاصة خلال فترة الـ50 يوم الأولى من بداية الزراعة، وهي الفترة التي يكون فيها النبات غير قادر على مُقاومة ارتفاع الملوحة.
ولفت إلى أن الحلول السابقة تُسهم في الهبوط بمُعدلات ونسبة تركيز ملوحة التربة، بعد نهاية موسم زراعة محصول البنجر، الذي يُعد – بالإضافة إلى الشعير – من أفضل الحلول الطبيعية التي يُمكن اللجوء إليها لعلاج هذه الإشكالية.
إقرأ أيضًا
بنجر السكر.. خطط التوسع وأسعار التوريد الجديدة وإجمالي حجم الإنتاجية
بنجر السكر.. أستاذ “جامعي” ينصح بالزراعة في هذه الأراضي
بنجر السكر.. أبرز التوصيات الفنية لعلاج “التبقع السلكسفوري”
لا يفوتك