إرشادات ما قبل حصاد محصول البنجر كانت واحدة من أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور فراج أبو الليل – الباحث أول بقسم التربية الوراثية بمعهد بحوث المحاصيل السكرية – وذلك خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
محصول البنجر..
أهمية اقتصادية وطفرة إنتاجية
في البداية تحدث الدكتور فراج أبو الليل عن الأهمية الاقتصادية لزراعة محصول البنجر، موضحًا أنه واحد من أهم 12 محصول استراتيجي على مستوى العالم، ولافتًا إلى المزايا التي حققتها المحاصيل السكرية، بفضل الطفرة الإنتاجية الناجمة عن التوسع في زراعة هذا المحصول بأراضي الاستصلاح.
وأوضح أن محصول البنجر ساهم في الاقتراب من حدود الكفاية الإنتاجية بفضل التوسعات الكبيرة له في أراضي الاستصلاح، وقصر فترة مكوثه بالتربة، ما عزز وصولنا إلى 86% من إجمالي احتياجاتنا الفعلية من السكر.
ولفت “أبو الليل” إلى حجم الطفرة الملموسة على مستوى المساحات المنزرعة من محصول البنجر، والتي بدأت عام 1982بـ18 ألف فدان، ووصلت حاليًا إلى 658 ألف فدان، مقابل ثبات محصول قصب السكر عند 320 ألف فدان، مع صعوبة إجراء أي توسعات فيه.
مزايا محصول البنجر
وعدد مزايا محصول البنجر وفي مقدمتها أنه يجود في الأراضي الصحراوية، ما عزز إمكانية التوسع أفقيًا، بالإضافة للجهود الإرشادية والفنية التي تقدمها المعاهد البحثية المتخصصة، كـ”معهد بحوث المحاصيل السكرية”، والتي ضاعفت معدلات الإنتاجية ورفعتها من 1 طن إلى 4 طن سكر للفدان.
وتابع “أبو الليل” شرحه موضحًا أن محصول البنجر، يوفر الاطمئنان اللازم للمزارع حول فرصه التسويقية عند الحصاد، لأنه من أوائل المحاصيل التعاقدية، التي اهتمت وزارة الزراعة بتشجيع توسعاتها وتأمين مزارعيها، وتحقيق معدلات الربحية المستهدفة منها.
تأثير وانعكاسات الالتزام بتنفيذ المعاملات الزراعية
وتطرق الباحث بقسم التربية الوراثية عن تأثير المعاملات الزراعية ومردودها الإيجابي على معدلات وإجمالي حجم الإنتاجية المتوقعة بحلول نهاية الموسم، ضاربًا المثل بإنتاجية روسيًا التي تصل إلى 40 مليون طنًا من مساحة 2.5 مليون فدان، فيما تتجاوز إنتاجية فرنسا الـ3.2 مليون طن من 1 مليون فدان فقط، بفضل الالتزام بتطبيق التوصيات الفنية والإرشادية والمعاملات الزراعية الصحيحة.
وأوضح أن المدى الزمني الذي تتم زراعة بنجر السكر فيه، هو مدى زمني واسع، حيث تبدأ زراعته في أغسطس وتمتد حتى نهاية شهر نوفمبر، وهي الفترة التي تتخللها زراعة 3 عروات، ما يوفر للمصنع فترة تشغيلية كبيرة، لافتًا إلى أن حصاد العروة الأولى قد يمتد حتى أواخر شهر فبراير.
أبرز الأخطاء الشائعة
وسلط “أبو الليل” الضوء على أبرز الأخطاء الشائعة التي يقع فيها مزارعي محصول البنجر، وفي مقدمتها اللجوء إلى الحصاد اليدوي، بسبب تفتت الحيازات، ما يؤدي لارتفاع نسبة الفاقد من المحصول، ويحول بالتبعية دون تحقيق المعدلات القياسية المستهدفة.
وأشار الباحث بقسم التربية الوراثية إلى واحدة من أبرز الأخطاء الشائعة في معاملات الحصاد اليدوي لمحصول البنجر، وأبرزها تقطيع العرش قبل الحصاد بفترة، وهي المسألة التي تعزز فرص النبات في زيادة معدلات النموات الخضرية، وبالتبعية استهلاك استهلاك نسبة كبيرة من السكر المخزن بالجذر، مع مضاعفة درجة الإجهاد الواقع على الجذر، والتي يترتب عليها تقليص حجمه.
تداعيات قطع العروش قبل فترة طويلة من الحصاد
وشدد “أبو الليل” على ضرورة الالتزام بتوقيت الحصاد المناسب الذي يحدده المصنع، مؤكدًا أن تقطيع محصول البنجر قبله، يؤدي لفقد نسبة الماء الموجودة داخل النبات، والتي تقدر بـ70% من وزن الثمرة، وهي المسألة التي تترجم لخسارة اقتصادية ضخمة، لا يمكن للمزارع تعويضها بأي حال من الأحوال.
ونصح الباحث بقسم التربية الوراثية مزارعي المساحات الصغيرة والمحدودة، بقطع العرش قبل الحصاد بيوم، لتسهيل رؤية العامل للأرضية والمساحات المنزرعة، مع استخدام المنقرة والفأس حول النباتات لإظهار الجذور، مع مراعاة عدم إصابتها بأي خدوش، للحيلولة دون إصابة المحصول والنباتات بالأعفان.
آليات وقواعد الحصاد
وبالنسبة للأراضي والمساحات الكبيرة، أوصى “أبو الليل” باستخدام سن واحد من الجرار لتقليب التربة وخلخلتها، بما يسهل مأمورية العمالة في استكمال باقي عملية الحصاد، وهي المسألة التي تقلل من حجم الفاقد المتوقع من محصول البنجر.
اشتراطات أماكن تكويم البنجر بعد الحصاد
وحذر “أبو الليل” من تكويم النباتات بعد تنفيذ عملية الحصاد في المناطق الرطبة كرؤوس الترع، بما يهدد بارتفاع معدلات الإصابة بالأعفان، مناشدًا جموع المزارعين، بإتمام هذه الخطوة داخل أماكن جافة، مع الإبقاء على نسبة قليلة من العرش، مع مراعاة عدم تعرضها لأشعة الشمس المباشرة، لتقليص نسبة البخر المتوقعة.
فوائد الإبقاء على نسبة صغيرة من العرش
ولفت إلى فوائد الإبقاء على نسبة صغيرة من العرش الناجم عن حصاد محصول البنجر، موضحًا أنه يتم استغلاله في تغطية النباتات لحين نقلها إلى المصنع، على ألا تتجاوز فترة الإبقاء على النباتات بعد حصادها حدود الـ4 أيام إلى أسبوع، وذلك بالنسبة للعروة الأولى فقط، مشددًا على عدم جواز هذا التأخير في العروة الأخيرة، والتي تتزامن مع ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، ما يضاعف من نسبة البخر، ويؤدي لتقلص وزن الثمار.
تنظيف النباتات
وشدد الباحث بقسم التربية الوراثية، على ضرورة مراعاة تنظيف النباتات، وهي المسألة التي تعود بالإيجاب على معدلات الربحية المتوقعة، نظرًا لكونها أحد أبرز القواعد التي يتم الاستناد إليها لحساب المقابل الذي يتحصل عليه المزارع من المصنع.
اضغط الرابط شاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
«زراعة الإسكندرية»: 6 توصيات لمحصولي البنجر والقمح خلال شهر يناير
لمزارعي بنجر السكر.. برنامج مكافحة تبقع الأوراق والمبيدات المعتمدة