محصول البطاطس وأهم التوصيات الفنية التي يتوجب تطبيقها للوصول لأفضل معدلات الإنتاجية كان محور حديث الدكتور محمود سامي، الأستاذ بقسم بحوث البطاطس والخضر خضرية التكاثر بمعهد بحوث البساتين ومدير المكتب الفني لمدير المعهد التابع لمركز البحوث الزراعية، خلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
الأهمية الاقتصادية لمحصول البطاطس
في البداية تحدث الدكتور محمود سامي عن الأهمية الاقتصادية لمحصول البطاطس، موضحًا أنه يحتل المرتبة الرابعة في قائمة الحاصلات الاستراتيجية عالميًا، بعد القمح والذرة والأرز، وفيما يخص الاقتصاد المصري يمثل ثاني المحاصيل التصديرية بعد الموالح.
وكشف “سامي” عن إجمالي حجم صادرات البطاطس، طبقًا لآخر الإحصاءات الصادرة بهذا الشأن عن الموسم الماضي، والذي تجاوزنا فيه حدود الـ1 مليون طن، بالنسبة للمنتجات الفريش الطازجة، بالإضافة للمنتجات المصنعة التي تخطت عوائدها الـ100 مليون دولار، ما يوضح مدى أهميتها للدخل القومي المصري من العملات الأجنبية.
ثلاثة عروات رئيسية
أوضح الأستاذ بمعهد بحوث البساتين أن محصول البطاطس تضم ثلاثة عروات رئيسية “الصيفي، الشتوي، النيلي”، مشيرًا لأبرز الإشكاليات والأخطاء التي يقع فيها مزارعي العروة الصيفي، التي تعتمد بشكل أساسي على التقاوي المستوردة من الخارج.
الموعد الأمثل لزراعة العروة الصيفية
أكد “سامي” أن تقديم زراعة العروة الصيفي عن موعدها الأمثل – الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر حتى نهاية يناير – يعرضها في الفترات العمرية الأولى لنوبات الصقيع، وهي المسألة التي تنعكس بالسلب على النباتات وتؤدي لموتها وفقدان جانب كبير منها.
تداعيات تبكير زراعة البطاطس
سلط أستاذ قسم بحوث البطاطس والخضر خضرية التكاثر الضوء على ثاني التداعيات المترتبة على تبكير زراعة محصول البطاطس عن التوقيت الأمثل الوارد بالتوصيات، موضحًا أن الوقوع في هذا الخطأ، يؤدي لتأخير الإنبات، بسبب زراعة التقاوي المستوردة وهي لم تزل في مرحلة السكون.
وتابع شرحه للمشاكل الناجمة عن التبكير في زراعة محصول البطاطس، وأبرزها اختفاء التقاوي التي قام بزراعتها، موضحًا أن هذه المسألة عادة ما تكون نتيجة مباشرة للإفراط في معاملات الري، بسبب اعتقاد المزارعين أن التأخير ناجم عن حاجة النباتات للرطوبة والمياه، ما يؤدي لإصابة التقاوي بالعفن الطري، والذي يؤدي لتحللها داخل التربة.
وعزا “سامي” مشكلة عدم وجود التجانس المطلوب في محصول البطاطس، إلى اعتماد المزارعين على تقاوي من لوطات مختلفة، ما يؤدي لتباين توقيتات الإنبات، وهي المسألة التي تنعكس بالتبعية وتتجلى بشكل أوضح عند مرحلة الحصاد.
خطوات تقنية الإنبات الأخضر
نصح الأستاذ بحوث البساتين جموع المزارعين بالاتجاه صوب “التنبيت الأخضر” للتقاوي، لاستكشاف حالتها والحيلولة دون التعرض لبعض الإشكاليات، ومنها التحلل على سبيل المثال.
وحذر من تبعات التبكير أو التأخير في الزراعة، موضحًا أن أخر موعد مسموح للزراعة لا ينبغي أن يتجاوز منتصف شهر فبراير، للحيلولة دون التعرض للحرارة أو فراشة درنات البطاطس، وما لها من تداعيات سلبية على حجم الحصاد المتوقع.
وقدم “سامي” عددًا من النصائح فيما يخص كيفية القيام بعملية التنبيت الأخضر للتقاوي، موضحًا أنها تبدأ بإفراغ الشكائر وإزالة البراعم القمية حال وجودها، لإفساح المجال لإنبات البراعم الجانبية على النحو المطلوب.
وتطرق إلى مسألة استلام التقاوي المستوردة للعروة الصيفي في توقيت انخفاض درجات الحرارة، موضحًا أنه يتوجب على المزارع حفظها في مكان دافئ، على أن تكون الإضاءة فيه قوية، للتحصل على التنبيت الأخضر المطلوب – يستغرق ما بين 10 إلى 15 يومًا – والحيلولة دون ظهور الإنباتات البيضاء التي تتكسر بمجرد زراعتها.
معتقدات خاطئة
شدد “سامي” على التبعات السلبية الناجمة عن الاستماع للنصائح والمعلومات المغلوطة من غير المتخصصين، والتي تؤيد زراعة التقاوي قبل الإنبات، ودون التحقق من سلامتها ومعدلات نشاطها، اعتقادًا منهم بأن تدفئة التربة سيدعم وصولها لمعدلات النمو المطلوبة، مؤكدًا أن هذا الأمر عاري من الصحة، وأنه سيضاعف من فرص تعفن التقاوي وتحللها داخل التربة، ما يؤدي لارتفاع نسبة الفقد والخسائر الاقتصادية.
مزايا التنبيت الأخضر
عدد “سامي” مزايا الاتجاه صوب تطبيق عملية التنبيت الأخضر للتقاوي، والتي أوجزها في النقاط التالية:
- الاكتشاف المبكر للإصابة بالأمراض
- اكتشاف ما إذا كانت التقاوي قيد مرحلة السكون أم لا
- التعرف على عدد العيون
- الوصول للتجانس المطلوب في النباتات
- تنفيذ معاملات الخدمة في نفس التوقيت
- تعويض فترة الإنبات خصمًا من العمر الفسيولوجي للمحصول وتبكير موعد الحصاد