محصول البطاطس واحد من أهم الحاصلات التي يعتمد قطاع عريض من سكان العالم عليه بشكل أساسي في منظومته الغذائية، ما يحتم ضرورة تطبيق كافة التوصيات الفنية والإرشادية الواردة بشأنه، والتي تقلل من حجم التأثيرات السلبية الواقعة عليه بسبب التغيرات المناخية.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”، تناول الدكتور مدين محمود مرجاوي – باحث بالمعمل المركزي للزراعة العضوية، مركز البحوث الزراعية – ملف استراتيجيات الوصول لأعلى إنتاجية من محصول البطاطس بالشرح والتحليل.
محصول البطاطس
الأهمية الاقتصادية والقيمة الغذائية
في البداية تحدث الدكتور مدين محمود مرجاوي عن الأهمية الاقتصادية لمحصول البطاطس، موضحًا أنها تحتل المرتبة الرابعة في قائمة الحاصلات الاستراتيجية بعد القمح والأرز والذرة، ما يجعلها ضمن أولويات قطاع عريض من المزارعين.
وأوضح أن محصول البطاطس يصنف كأول مصادر الطاقة ضمن حزمة المحاصيل الزراعية المعروفة، التي تدخل ضمن غذاء الإنسان، فيما يأتي في المرتبة الثانية بعد محصول فول الصويا كمصدر للبروتين.
وضرب الباحث بالمعمل المركزي للزراعة العضوية المثل، بالمجاعة التي تعرضت لها أيرلندا عام 1845، بسبب إصابة كامل إنتاجهم بالندوة المتأخرة واعتمادهم عليها كمصدر رئيسي للغذاء، ما أدى لوفاة ما يقرب من 2 مليون مواطن.
ارتفاع أسعار البطاطس
برر “مرجاوي” ارتفاع أسعار تداول محصول البطاطس حاليًا، والتي قاربت حدود الـ20 جنيه، بأن الفترة الحالية تمثل فاصلًا بين العروات، علاوة على وجود بعض الإشكاليات التي حدت من إنتاجية الموسم الحالي، علاوة على التداعيات السلبية للتغيرات المناخية.
تداعيات التغيرات المناخية على حجم الإنتاجية
سلط الباحث بالمعمل المركزي للزراعة العضوية الضوء على تداعيات التغيرات المناخية، موضحًا أنها أدت لتعديل مواعيد الزراعة، ما انعكس بشكل مباشر على تقليص حجم الإنتاجية المتوقعة بحلول نهاية الموسم.
ولفت إلى أن مواعيد زراعة العروة النيلية لـ”محصول البطاطس”، عادة ما تكون خلال الفترة من منتصف أغسطس وحتى منتصف شهر أكتوبر، وهو الأمر الذي لا يمكن تطبيقه في الوقت الحالي، بسبب تداعيات التغيرات المناخية.
وأوضح أن التغيرات المناخية أدت لتقليص الفترة المسموحة لزراعة محصول البطاطس لتكون من منتصف سبتمبر وحتى منتصف أكتوبر، ما يعني فقدان ما يزيد عن ثلث إنتاجية هذه العروة، وهي الإشكالية التي تتجلى بوضوح في نقص إجمالي المعروض بالأسواق، مقارنة بحجم الطلب.
التغيرات المناخية
تأثيرها على مراحل الإنبات والنمو
قسم الدكتور مدين محمود مرجاوي مراحل النمو التي يمر بها محصول البطاطس إلى 5 مراحل رئيسية، تحتاج كل منها إلى بيئة ودرجات حرارة معينة كالتالي:
- الإنبات
- المجموع الخضري
- صب الدرنات
- تكوين الدرنات وكبر حجمها
- النضج
وأكد الباحث بالمعمل المركزي للزراعة العضوية أننا ورغم وصولنا للثلث الأخير من شهر أكتوبر، إلا أن درجات الحرارة لازالت تزيد عن الـ30 درجة مئوية، وهي المسألة التي تؤثر بالسلب على نجاح المرحلتين الأولى والثانية “الإنبات والمجموع الخضري”، واللتان تحتاجان إلى درجات حرارة تتراوح بين الـ20 إلى 25 مئوية، وهي المسألة التي يتحتم التعامل معها وتجاوزها بتأخير موعد بدء زراعة العروة الشتوية.
وأوضح أن الأمر عينه يتكرر بذات القدر بالنسبة للعروات الطويلة التي تمتد وصولًا لشهري يناير وفبراير، والتي تتعرض البلاد فيها لهبوط موجات الصقيع، والتي تؤثر بشكل سلبي على محصول البطاطس ومعدلات إنتاجيته المتوقعة بسبب التغيرات المناخية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
تشقق البطاطس والطماطم.. أسبابه وعلاقته بمعاملات الري
“العلاج التجفيفي” وأضرار ري “البطاطس والبصل والثوم” قبل الحصاد
إقرأ أيضًا..
أمراض البطاطس.. 9 توصيات فنية للنجاة بمحصولك
البطاطس.. خطة المكافحة الوقائية واشتراطات استخدام “مركبات النحاس” و”المانكوزيب”
محصول البطاطس.. أهم معاملات “فترة التحجيم” وطرق الوقاية من “الندوة”