محصول البطاطس وطرق وقايته من الإصابة بالأمراض، واستراتيجيات وخطط مضاعفة معدلات الإنتاجية والربحية المتوقعة، وأهم التوصيات الفنية الواجب اتباعها، كانت ضمن أبرز المحاور التي تطرقت إليها الدكتورة نهى الدسوقي – أستاذ أمراض البطاطس بقسم أمراض الخضر بمعهد بحوث أمراض النباتات – خلال حلولها ضيفةً على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”.
الأهمية الاقتصادية لزراعة محصول البطاطس
في البداية تحدثت الدكتورة نهى الدسوقي عن الأهمية الاقتصادية لـ”محصول البطاطس”، موضحة أنه أحد البدائل الهامة التي يعتمد عليها الإنسان بعيدًا عن الحبوب، وهي المسألة التي أهلته لاحتلال المرتبة الرابعة بعد القمح والأرز والذرة.
وواصلت شرحها لأهمية زراعة محصول البطاطس، موضحةً أنها يحتل المرتبة الأولى في تلبية احتياجات جسم الإنسان من الطاقة، فيما يأتي في المرتبة الثانية بعد الفول الصويا كمصدر لإنتاج البروتين، فيما يمثل أهمية اقتصادية كبيرة، نظرًا لدخوله في العديد من الصناعات، وأبرزها صناعة النشا والأعلاف والخبز، بالإضافة لقيمته الغذائية كمصدر للكربوهيدات والأملاح والمعادن.
وأكدت أن أهمية زراعة محصول البطاطس تتجلى في تربعه على قمة جدول ترتيب صادراتنا الزراعية من الخضر، ما يجعله محصولًا استراتيجيًا تصديريًا من الدرجة الأولى، مؤكدةً أن كل هذه المزايا مجتمعة تنعكس بالإيجاب على معدلات الربحية الاقتصادية المتوقعة.
الاحتياجات الواجب اتباعها عند التعامل مع درنات البطاطس
وتطرقت “الدسوقي” إلى أبرز القواعد والاحتياطات الواجب اتباعها عند زراعة درنات البطاطس، والتي تبدأ عادة بالفرز، مع تجنيب الدرنات التي تتجلى عليها أي أعراض مرضية، أو أي مؤشرات دالة على أنها حاملة للمسببات المرضية.
ولفتت إلى أن هناك العديد من المسببات المرضية التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وهي المسألة التي تجاوزها معهد بحوث أمراض النباتات، عبر إيفاد العديد من الحملات الإرشادية لمزارعينا في جميع محافظات الجمهورية، للارتقاء بخبرات المزارعين، وتعريفهم بقواعد تمييز التلون الطبيعي، والتلون الناتج عن أي إصابة مرضية.
تداعيات استخدام العمالة غير المدربة
وكشفت “الدسوقي” عن أبرز التحديات التي تواجه بعض المستثمرين، والمتمثلة، في عدم توافر العمالة المدربة، القادرة على فرز الدرنات، وتجنيب واستبعاد الدرنات الحاملة للمسببات المرضية، ما يحول دون ارتفاع حجم الإصابة، والخسائر الاقتصادية الناجمة عنها.
وحذرت من مغبة وتداعيات عدم توافر الخبرة الكافية، التي تحسم اتخاذ العامل لقرار تقطيع الدرنات، موضحةً أن هذه المسألة تهدد بخسائر اقتصادية ضخمة، نظرًا لوجود بعض المسببات المرضية سريعة الانتشار، وأبرزها العفن البني والفيتوفثرا، والتي تنتقل من درنة لأخرى، عبر الشفرات المستخدمة في التقطيع.
أبرز التوصيات الفنية الواجب اتباعها قبل الزراعة
ونصحت “الدسوقي” بضرورة تغيير المادة المطهرة المستخدمة في تعقيم شفرات تقطيع درنات البطاطس، نظرًا لسهولة تلوثها، بما يجعلها مصدرًا ناقلًا للعدوى، في ظل لجوء بعض المزارعين لتخفيف المادة المعقمة بالمياه، وهو الخطأ الذي قد يكلفهم خسارة اقتصادية يصعب تعويضها فيما بعض.
ووضعت أستاذ أمراض البطاطس بمعهد بحوث أمراض النباتات عددًا من القواعد الواجب اتباعها قبل اتخاذ قرار التعامل مع الدرنات، وفي مقدمتها أن تكون حالتها الفسيولوجية جيدة، على أن يكون حجمها مماثلًا لحجم البيضة، على أن تتم معاملتها ببعض المطهرات الفطرية.
وأوصت “الدسوقي” باتباع القواعد العلمية والفنية الموصى بها، مع تنفيذ إجراءات تطهير درنات البطاطس، والتي تحتم ضرورة خلط بعض المطهرات الفطرية المضادة للإصابة ببعض الأمراض قبل الزراعة كـ”العفن البني، والرايزيكتونيا، والفيتوفثرا” بنسب 1 : 1 : 1، للحيلولة دون الإصابة بأي منها.
وشددت على ضرورة أن تكون الدرنات محفوظة في الثلاجات قبل استخدامها، مشددةً على أن يبدأ تقطيعها قبل الزراعة بـ24 ساعة، مع الالتزام بإجراء عمليات العلاج التجفيفي، لتسريع وتيرة تكوين الطبقة الفلينية، ما يحول دون انتقال المسببات المرضية.
وأشارت إلى عدم جواز تعريض الدرنات لأشعة الشمس المباشرة، وهو الخطأ الذي قد يعزز من فرص ظهور وانتشار المسببات المرضية، والأمر عينه بالنسبة لتخزين الدرنات داخل مخازن غير مطابقة للمواصفات، كعدم ملائمة درجات الحرارة أو سوء التهوية.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات الفنية والحلقة الكاملة..
موضوعات قد تهمك..
تداعيات التغيرات المناخية على زراعة البطاطس وأسباب ارتفاع أسعارها بالسوق المحلي
العفن البني واشتراطات تصدير محصول البطاطس ومشاكل الزراعة بالدلتا
أخطاء تسميد وري محصول البطاطس وأسباب “التشقق” وفوائد البوتاسيوم