محصول البطاطس أحد المنتجات الزراعية الاستراتجية، والتي تفرض نفسها ضمن أهم المواد الغذائية، التي يتم الاعتماد عليها بشكل شبه يومي، ما وصل بمتوسط استهلاك الفرد منها إلى قُرابة الـ33 كجم سنويًا، بالإضافة لقيمتها الاقتصادية ضمن قائمة الصادرات المصرية بـ620 ألف طن سنويًا، يتم توجيهها لأغلب دول العالم.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور أحمد علي محمد الصغير، الباحث بالمركز القومي للبحوث، عن الأهمية الاقتصادية التي يحتلها محصول البطاطس، والتي تعتمد على مجموعة من العوامل، الواجب توافرها بالشكل المُلائم الذي يصب في صالح المُنتج النهائي.
محصول البطاطس.. مُنتج استراتيجي بالدرجة الأولى
في البداية أكد الدكتور أحمد الصغير أن محصول البطاطس يحتل صدارة قائمة الحاصلات الزراعية في أغلب دول العالم، فيما يحتل المرتبة الثانية في مصر بالتبادل مع الطماطم، بوصفهما من أهم السلع الغذائية التي يعتمد عليها المواطنين.
وفسر الصغير الأهمية الاستراتيجية التي يتمتع بها محصول البطاطس، كونه يُعد البديل الأنسب لباقي الحاصلات الزراعية من الحبوب، في دول البحر المتوسط وقارة إفريقيا، لقدرته على سد الفجوة الغذائية الناجمة عن نقص إنتاج الحبوب، بفعل التغيرات المناخية أو نقص المياه.
مقارنة بين حجم إستهلاك محصول البطاطس في مصر والمملكة المتحدة
وأوضح أستاذ معهد البحوث أن إجمالي استهلاك المواطن المصري من محصول البطاطس تتراوح ما بين 33 إلى 40 كجم، طبقًا لآخر الإحصاءات الصادرة عام 2020.
ولفت إلى أن استهلاك الفرد الواحد في المملكة المُتحدة يصل 250 كجم سنويًا، ما يعادل حوالي عشرة أضعاف استهلاك المواطن المصري، ما يكشف مدى ما يتمتع به محصول البطاطس من جاذبية، كأحد الوجبات الغذائية التي يعتمد عليها الإنسان بشكل رئيسي.
موضوعات ذات صلة:
مشروع حصر ومكافحة مرض العفن البني بالبطاطس.. طبيعة دوره والهدف من إنشائه
يُعد محصول البطاطس واحدًا من الحاصلات التي تنتشر زراعتها بكافة أنحاء الجمهورية، بيد أن الدلتا تمثل أفضل الأراضي التي تجود زراعة هذا المحصول الاستراتيجي فيها، مثل الشرقية، الاسماعيلية، المنوفية.
وأوضح الدكتور أحمد الصغير أن التركيز الآن على الأراضي التي تهتم بتطبيق كافة المعاملات والتوصيات القياسية التي تضمن خروج منتج نهائي صالح للتصدير، سواء كانت عوامل طبيعية مثل المناخ والمياه، أو المعاملات التي تؤثر على عمليات التخزين والشحن، مؤكدًا أن منطقة النوبارية تُعد أكبر المناطق المُنتجة لمحصول البطاطس داخل الجمهورية.
عروات محصول البطاطس.. وسر تفاوت الأسعار
انتقل الدكتور أحمد الصغير إلى نقطة شديدة الأهمية بالنسبة لمحصول البطاطس، مؤكدًا أنه يعتمد على ثلاثة عروات على مدار الموسم، العروة الصيفية، العروة المحيرة “الخريفية”، العروة الشتوية، لافتًا إلى أن التسمية الخاصة بالعروات ترتبط بموسم الإنتاج وليس الزراعة.
لا يفوتك.. المعاملات الزراعية لقصب السكر
العروة الصيفية.. عصب إنتاج محصول البطاطس
وأوضح أن العروة الصيفية تبدأ زراعتها في شهر ديسمبر وحتى نهاية فبراير، مُشددًا على أن أفضل التوقيتات الخاصة بزراعة هذه العروة تكون خلال منتصف شهر يناير وأوائل فبراير، على أن يبدأ الإنتاج الفعلي ما بين شهري يونيو ويوليو.
ولفت الصغير إلى أهمية هذه العروة نظرًا لأنها الوحيدة التي يتم استيراد التقاوي خلالها من الخارج، ما يرفع من كلفتها الاقتصادية على جموع المُزارعين وشركات الإنتاج.
وأكد أستاذ معهد البحوث الزراعية أن العروة الصيفية تُمثل عصب إنتاج محصول البطاطس على مدار العام، نظرًا لكونها مصدر تقاوي العروتين الأخرتين، ما يرفع من أهميتها وقيمتها الاستراتيجية، موضحًا أن فائض الإنتاج الخاص بها يغطي احتياجات السوق المحلي.
إقرأ أيضًا:
أمراض البطاطس.. أهم النصائح الواجب اتباعها لمقاومة ظهور الآفات
أكد الدكتور أحمد الصغير أن العروة الخريفية “المحيرة” ليست قديمة وإنما تم استحداثها عن طريق وزارة الزراعة وباحثيها، وتجود زراعتها ما بين أواخر شهر أكتوبر وأوائل شهر نوفمبر، مُشيرًا إلى أنها تُعد العروة الرئيسية الخاصة بالتصدير.
وأوضح أن المدة التي تستغرقها زراعة وحصاد هذه العروة تختلف باختلاف الصنف، لافتًا إلى وجود العديد من السلالات، المبكرة منها تستغرق ما بين 90 إلى 100 يوم، والنصف مبكرة وتستمر ما بين 100 إلى 110 يوم، بينما تستغرق الأنواع مُتأخرة النضج ما بين 120 إلى 130 يوم.
محصول البطاطس وأفضل الأنواع التصديرية
كشف الدكتور أحمد الصغير عن قائمة أفضل الأنواع محاصيل البطاطس التصديرية، والتي تشمل نوعين “الاسبونتا” و”الدايموند”، مؤكدًا أنهما يُعدا من الأصناف عالية الجودة، علاوة على ارتفاع درجة تحملهما للتغيرات المُناخية التي تشهدها البلاد، فيما تُشكل إنتاجيتهما التي تتراوح ما بين 8.5 إلى 11 طن/للفدان أهم المميزات، ويشكل حاجز تكلفة استيراد التقاوي الخاصة بهما، العقبة الوحيدة أمام انتشارهما على نطاق واسع.
تعاون بين المراكز البحثية لإنتاج أصناف مصرية خالصة
كشف الدكتور أحمد الصغير عن وجود تفاهمات وتحرك مُشترك، في سبيل توفير وتضافر الجهود البحثية ما بين المركز القومي للبحوث “الشعبة الزراعية”، ومعهد البحوث الزراعية والبيولوجية، ومركز البحوث الزراعية، تحت مظلة وزارتي “الزراعة والاستثمار”، في سبيل إنتاج أصناف مصرية خالصة.
وأكد أن هذه الأصناف التي يتم العمل على إنتاجها ستكون مُرضية إلى حد كبير، سواء على صعيد حجم الإنتاج، أو المذاق الذي يُعد أحد أهم أسباب الإقبال الجماهيري المُتوقع عليها.