محصول البطاطس واستراتيجيات تحسين الجودة ومضاعفة معدلات الإنتاجية، واتوصيات الفنية والإرشادية الواجب اتباعها، للوصول لهذه الغاية وتحقيق هذا الهدف، كانت محور حديث الدكتور أحمد محمود العناني، الأستاذ المساعد بمعهد بحوث البساتين، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج «المرشد الزراعي، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
القيمة الغذائية والاقتصادية لـ«محصول البطاطس»
في البداية تحدث في البداية تحدث الدكتور أحمد محمود العناني، الأستاذ المساعد بمعهد بحوث البساتين عن محصول البطاطس كواحد من أهم المحاصيل الاستراتيجية، التي تسهم بشكل كبير في الاقتصاد القومي المصري، موضحًا أنها ليست فقط مصدرًا غذائيًا محببًا للمصريين، بل مكون أساسي في العديد من الصناعات، وتساهم في دعم المشروعات القومية.
نبذة تاريخية عن نشأتها
قدم «العناني» نبذة تاريخية عن البطاطس موضحًا أن أصولها تنحدر من جبال الأنديز بقارة أمريكا الجنوبية، وتحديدًا في المنطقة الواقعة بين بوليفيا وبيرو، حيث كانت حضارة «الإنكا» تعتمد على هذا المحصول بشكل رئيسي قبل الغزو الإسباني.
وأوضح أنه ومع غزو الإسبان لـ«بيرو»، انتقل محصول البطاطس إلى أوروبا، لتنتشر زراعتها في مناطق متعددة، بعد البداية المتعثرة وفشل زراعتها في معظم دول أوروبا، وهو النجاح الذي بدأ في أيرلندا أولًا، لتنتقل لاحقًا إلى أمريكا الشمالية في القرن الثامن عشر.
أوضح «العناني» أن دخول البطاطس إلى مصر كان في فترة الاحتلال البريطاني، حيث تم اعتمادها كمصدر غذائي لقوات الجيش الإنجليزي، وكان يتم منح المزارعين المصريين كميات صغيرة من البطاطس، مقابل حصاد غالبية المحصول لتلبية احتياجات الجيش البريطاني، لافتًا إلى أنها لم تحقق النجاح المنشود في البداية، بسبب عدم توافق الظروف المناخية.
الأهمية الاقتصادية
أكد أن محصول البطاطس يحتل الآن مكانة رفيعة بين المحاصيل الزراعية، إذ يعد رابع أهم الحاصلات على مستوى العالم بعد القمح، الذرة، والأرز، مشيرًا إلى أن هذا المحصول ليس فقط هامًا للاقتصاد القومي المصري، بل أيضًا له أهمية على مستوى العالم، حيث يُستهلك على نطاق واسع من قبل كافة الفئات العمرية والاجتماعية.
ولفت إلى الأهمية الاقتصادية التي يحظى بها محصول البطاطس، إذ يدخل في العديد من الصناعات الأخر، مثل استخراج النشا الذي يستخدم في صناعة الغراء والمستحضرات الطبية، وكذلك في إنتاج الوقود الحيوي وعلف الماشية.
إضافة دقيق البطاطس إلى الخبز
أشار الأستاذ المساعد بمعهد بحوث البساتين إلى التجربة التي نفذتها بعض الدول التي تضيف نسبة من دقيق البطاطس إلى الخبز، مما يعطيه نكهة وجودة أفضل، موضحًا أن النشا المستخرج من البطاطس يتميز بأنه بلا طعم، ما يجعله مناسبًا للاستخدام في العديد من الأطعمة دون التأثير على نكهتها الأساسية.
ولفت إلى أن البطاطس تحتوي على قيمة غذائية عالية، بالنظر إلى كمية العناصر الغذائية التي تحتوي عليها مثل النشويات والبروتينات والفيتامينات، فضلًا عن العديد من المعادن مثل الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم.
المحصول الخضري الأكثر تصديرًا
وأشار إلى أن البطاطس تتربع على عرش محاصيل الخضر لأسباب عديدة، حيث تعد المحصول الخضري الأكثر تصديرًا، حيث يتم تصدير نحو مليون طن سنويًا، علاوة على تعدد استخداماتها إذ تدخل في أكثر من 15 طريقة تحضير، المهروسة أو المقلية أو المسلوقة، دون الحاجة إلى إضافة أي مصادر أخرى للنشويات.
ويحظى محصول البطاطس بمكانة خاصة في أوروبا وأمريكا وبعض دول آسيا، حيث تعد مصدرًا رئيسيًا للكربوهيدرات في تلك البلدان.
إجمالي الصادرات
تطرق «العناني» إلى جانب آخر موضحًا أن المساحة المنزرعة بـ«محصول البطاطس» زادت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت من 300 إلى 542 ألف فدان، بمتوسط إنتاج يتراوح بين 6.5 إلى 7 ملايين طن سنويًا، لتوفر دخلًا نقديًا كبيرًا للبلاد، من خلال تصدير حوالي 1.056 مليون طن سنويًا.
أنواع البطاطس
أوضح «العناني» أن الأصناف المزروعة في مصر تم تطويرها لتتناسب مع الظروف المحلية، لافتًا إلى أنه يتم اختبار الأصناف الجديدة التي تدخل البلاد عبر زراعتها في مناطق متعددة للتأكد من ملائمتها للتربة المصرية، مشيرًا إلى أن بعض الأصناف تتوافق مع أنواع معينة من الأراضي، حيث يفضل زراعة “البنبه” في الأراضي الثقيلة، بينما تجود أصناف مثل “الأمندين” في الأراضي الخفيفة.
تابع العناني مشيرًا إلى أن كل محافظة في مصر تزرع أصنافًا خاصة بها وفقًا لطبيعة التربة والظروف المناخية المحلية، حيث تزرع محافظة القليوبية أصنافًا مثل “البيتاسو” و”الكارا”، في حين تفضل محافظة المنوفية الأصناف المستخدمة للتحمير مثل “الهيرمس” و”السانتانا”.
ولفت إلى أن بعض المزارعين يتبعون أساليب تقليدية قد تؤثر سلبًا على الإنتاجية، إذ يعتمدون على طرق قديمة لا تلتزم بالمتطلبات السمادية الحديثة، وهو ما يؤدي إلى إنتاجية أقل، مقارنة بالشركات التي تصل إنتاجية الفدان لديها إلى 25 أو 30 طن.
درجات الحرارة المثلى لزراعة محصول البطاطس
أوصى العناني المزارعين بضرورة الاهتمام بالأساليب الزراعية الحديثة لتحسين الإنتاجية، خصوصًا في ظل تأثير التغيرات المناخية التي تعد عاملًا حاسمًا في زراعة البطاطس، موضحًا أن البطاطس تحتاج إلى ظروف مناخية باردة ومعتدلة خلال الشهرين الأولين من زراعتها، مع نهار طويل نسبيًا ودرجات حرارة تتراوح بين 20-25 درجة مئوية، حيث يساعد ذلك في تكوين مجموعة خضراء قوية تعزز إنتاج الدرنات لاحقًا.
أكد الدكتور أحمد محمود العناني، الأستاذ المساعد بمعهد بحوث البساتين، أن محصول البطاطس يحتاج إلى ظروف مناخية مناسبة لضمان جودة الإنتاج، مشيرًا إلى أن درجة الحرارة المثالية تتراوح بين 15-18 درجة مئوية خلال فترة الزراعة.
وأوضح أن الجو البارد والنهار القصير يقللان من عملية التنفس في النبات، مما يؤدي إلى زيادة تخزين المواد الغذائية في الدرنات، وبالتالي تحقيق إنتاجية مرتفعة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..