محصول البصل واحد من الحاصلات الاستراتيجية الهامة، نظرًا لترتيبه المُتقدم في قائمة الصادرات الزراعية المصرية، ما يفرض التزامًا أكبر تجاه الوصول للمواصفات القياسية، التي تُعزز فُرص وصوله للأسواق الخارجية، وهو الأمر الذي يستدعي تسليط المزيد من الضوء، والاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين، للوقوف على أهم التوصيات الفنية التي تُتيح تحقيق هذا الهدف.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أحمد علي الصغير – الباحث بالمركز القومي للبحوث، عضو اللجنة العلمية والثقافية والعلاقات الدولية بالمركز – ملف زراعة محصول البصل بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أهم التوصيات الفنية الواجب اتباعها، للوصول لأفضل مُعدلات الربحية والإنتاجية.
محصول البصل.. مخاطر الرطوبة وأهمية الالتزام بـ”المسافات البينية”
في البداية حذر الدكتور أحمد علي الصغير من مخاطر الرطوبة على نجاح زراعة محصول البصل، مُشيرًا إلى أن تجاوز هذه المُعضلة، يُحتم على المُزارعين الالتزام بتهوية التربة على النحو الأمثل، وهو الأمر الذي يُمكن تحقيقه إذا ما تمت زراعة الشتلات على مسافات بينية لا تقل عن 20سم بين الشتلات.
وسلط “الصغير” الضوء على فوائد الالتزام بالمسافات البينية المُنضبطة بين الشتلات، والتي تؤدي إلى الوصول للحجم المثالي للنبات، لافتًا إلى أن وجود أي تفاوت في نمو النباتات، يترتب عليه خروج كامل المحصول من منظومة التصدير.
محصول البصل.. الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الزراعة المُبكرة
حذر الدكتور أحمد علي الصغير من تبعات اللجوء إلى خيار الزراعة المُبكرة مع محصول البصل، مُشيرًا إلى أن أي مُغامرة تخص هذا الشأن، يترتب عليها خروج المحصول من منظومة التصدير، نظرًا لتخوفات القائمين على تلك المنافذ الخارجية، تجاه النباتات التي تُستزرع في غير مواعيدها وظروفها الطبيعية.
وأوصى بالالتزام بالتوقيتات المُثلى لزراعة محصول البصل، والتي تبدأ من نهاية أكتوبر وحتى نهاية شهر نوفمبر، فيما تمتد في المحافظات الجنوبية والوجه القبلي إلى نهاية شهر ديسمبر، وهي الفترة الأنسب له لتقديم الاحتياجات الحرارية اللازمة لاستكمال كافة مراحل النمو بشكل سليم.
محصول البصل.. 5 اشتراطات لمُعاملات الري الصحيحة
– نسبة الرطوبة
انتقل “الصغير” إلى واحدة من أهم المُعاملات الزراعية لـ”محصول البصل”، مُشددًا على ضرورة الزراعة في تربة لا تتجاوز نسبة رطوبتها حدود الـ70%، لإتاحة الفُرصة المُناسبة لنمو الشعيرات الجذرية، على أن يتم تنفيذ الرية الأولى بعد الزراعة بـ21 يومًا.
– موعد تنفيذ الرية الثانية
نصح أستاذ المركز القومي للبحوث بتنفيذ الرية الثانية بعد مرور 15 يومًا، شريطة أن يتم تنفيذها “على الحامي”، لإتاحة الفُرصة المُناسبة والظروف المثالية لتهوية التربة بشكل صحيح، مع مراعاة احتمالات سقوط الأمطار ومُعدلات الرطوبة وهبات الصقيع، للحيلولة دون “تطبيل الأرض”، ما يؤثر على نجاح الإنبات، ويعوق فُرص تسويق المُنتج النهائي.
– القاعدة الثابتة لمُعاملات الري
أكد الدكتور أحمد علي الصغير أن القاعدة الثابتة لتنفيذ مُعاملات ري محصول البصل، بدءًا من الرية الثالثة تُكرر كل 21 يومًا، على أن يتم إجراء تعديلات خاصة حال وجود أي تغيرات جوية غير مُلائمة، فيما يخص حالة الطقس ودرجات الحرارة والصقيع.
– فوائد الري “على الحامي”
أوصى “الصغير” بتنفيذ عمليات الري “على الحامي” أثناء سقوط الصقيع، لتدفئة التربة وتعزيز فُرص النبات في الاحتفاظ بالأكسجين، الذي يمنحه القدرة على الاستمرار، ومُقاومة هذه الظروف المُعاكسة.
– موعد إيقاف مُعاملات الري
شدد “الصغير” على ضرورة وقف عمليات الري قبل الحصاد بـ21 إلى 30 يومًا، للوصول إلى ثمرة تتطابق مع المعايير والمواصفات القياسية الخاصة بالتصدير، علاوة على الهبوط بمُعدلات الرطوبة فيها إلى حدودها الدنيا، ما يسمح بتخزينها لفترات طويلة، دون حدوث أي تغيرات في خواصها الأساسية.
موضوعات قد تهمك
محصول القمح.. التوصيات الفنية لمُعاملات الري وأبرز المحاذير والأخطاء الشائعة
المحاصيل الشتوية.. “فهيم”: أجواء مثالية للقمح ونصائح خاصة لمُكافحة “التبقعات”
إقرأ أيضًا
الهندسة الزراعية.. الطريقة الأمثل لمُضاعفة حجم الإنتاجية وتوفير 50% من التقاوي
الإسهال عند الأغنام.. أبرز أسبابه وعلاقته بـ”الفطام” وطرق تلافي حدوثه
لا يفوتك