محصول البصل واحد من أهم الحاصلات التي تمثل عنصرًا أساسيًا في قائمة الغذاء اليومي لعموم البشر، على تعدد أنواعه واختلاف قيمتها الغذائية وطريقة زراعتها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج «المرشد الزراعي»، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور عبد المجيد مبروك أبو الدهب – أستاذ تربية البصل ورئيس قسم بحوث البصل بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية – عن المستحدثات الزراعية في مجال زراعة محصول البصل، والتي تستهدف تحسين معدلات الإنتاجية والجودة، وأهم التوصيات الإرشادية خلال شهر مارس.
مواعيد زراعة الأصناف وتأثيرها على الإنتاجية
أوضح الدكتور أبو الدهب أن زراعة صنف جيزة 6 في الوجه البحري تؤدي إلى إصابته بالبياض الزغبي، نظرًا لأنه مخصص لمصر العليا، مشيرًا إلى أن نجاح زراعته يعتمد على الالتزام بالمواعيد المناسبة، حيث تتم زراعته في أسيوط وسوهاج والمنيا وشمال وجنوب بني سويف في الفترة من منتصف يوليو إلى منتصف أغسطس، مع مراعاة زيادة معدلات التقاوي وتقليل فترات الري للحفاظ على رطوبة التربة.
وأضاف أن التأخير في الزراعة يؤدي إلى نقص المحصول نتيجة لخصم 60 إلى 70 يومًا من عمر النبات، مشددًا على ضرورة الالتزام بجدول التسميد المناسب، حيث يتم التوقف عن التسميد الأزوتي في منتصف فبراير بالوجه القبلي، وفي منتصف مارس بالوجه البحري، مع التركيز على التسميد البوتاسي والعناصر الصغرى لتحسين صب الثمار.
التسميد وبرنامج التغذية للمحصول
أشار الدكتور أبو الدهب إلى أن التسميد الأزوتي يتم توزيعه على أربع مراحل، حيث يتم إعطاء 30% من الجرعة خلال الستين يومًا الأولى، ثم 40% خلال الشهر الثالث، ثم 25% في الشهر الرابع، مع مراعاة عدم تأخير التسميد الأزوتي لما بعد شهر مارس، لأنه يؤدي إلى زيادة النمو الخضري وتقليل حجم البصل.
أما الفوسفور، فيتم إضافة 200 كجم من سوبر الفوسفات في الأراضي القديمة، وترتفع الكمية إلى 300 كجم في الأراضي الجديدة، مع توزيع الجرعة بحيث يحصل النبات على 30% خلال الشهرين الأولين، و47% خلال الشهر الثالث، مما يسهم في تحسين نمو الجذور وزيادة الإنتاجية.
توزيع التسميد خلال مراحل النمو
أوضح الدكتور عبدالمجيد مبروك أبو الدهب أن عملية التسميد يجب أن تكون مدروسة وفقًا لمراحل نمو النبات، مشيرًا إلى أن هناك فرقًا في امتصاص العناصر الغذائية خلال الأشهر المختلفة، مؤكدًا أن الشهر الثالث يشهد ذروة الامتصاص لبعض العناصر مثل الفوسفور والبوتاسيوم، حيث يحصل النبات خلال هذه الفترة على 32% من احتياجاته، موضحًا أن ذلك يرجع إلى طبيعة الجذور والمجموع الخضري، لافتًا إلى أهمية عدم حرمان النبات من التسميد في الشهرين الأول والثاني، بل يجب إضافته بالتدريج لضمان تغذية متوازنة.
أهمية توقيت التسميد لتجنب التأخير
أكد الدكتور أبو الدهب أن عنصر البوتاسيوم له نمط امتصاص مختلف، حيث يكون الامتصاص الأعلى في الشهر الأول والثاني بنسبة 57-59%، بينما ينخفض في الشهر الثالث إلى 40%، وفي الشهر الرابع يصل إلى 10% فقط، مشيرًا إلى أن التأخير في التسميد beyond منتصف مارس في الوجه البحري أو منتصف فبراير في الوجه القبلي قد يؤدي إلى نتائج سلبية على الإنتاجية، موصيًا بضرورة احترام الجداول الزمنية للتسميد لتحقيق أفضل النتائج.
أهمية الاستشارة الزراعية
اختتم الدكتور أبو الدهب حديثه مشددًا على ضرورة الاستعانة بالمراكز البحثية المتخصصة عند مواجهة أي مشاكل زراعية، مؤكدًا أن مركز البحوث الزراعية يضم العديد من المعاهد المتخصصة التي يمكنها تقديم الحلول المناسبة، لافتًا إلى أن البصل يُعد محصولًا استراتيجيًا وله دور مهم في الاقتصاد الزراعي المصري، خاصة في قطاع التصدير، مضيفًا أن الدول التي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل تحرص على تطوير تقنياتها الزراعية وعدم التفريط في الفرص التصديرية.
رسالة للمزارعين
وجه الدكتور أبو الدهب رسالة للمزارعين بأهمية التركيز على زراعة البصل وفقًا للأساليب الحديثة لضمان جودة المنتج وزيادة الإنتاجية، مشيرًا إلى أن الفهم الصحيح للمعاملات الزراعية هو العامل الأساسي في نجاح المحصول، مختتمًا حديثه بالتأكيد على أهمية الاستفادة من التوجيهات العلمية والتشاور مع الخبراء لضمان موسم زراعي ناجح.
اضغط الرابط التالي وشاهد الحلقة الكاملة..
تأثير المناخ وتحديات زراعة محصول البصل
شاهد أيضًا..