محصول البصل واحد من الحاصلات التي لا غنى عنها، علاوة على وجودها ضمن المعادلة التصديرية، التي تعزز عوائدنا ودخلنا القومي، ما يفرض ضرورة الاهتمام برفع درجة وعي المزارعين، بأهم وأبرز التوصيات الواجب اتباعها، لمضاعفة حجم الإنتاجية والجودة.
ولإيمانها بدورها التوعوي والإرشادي، قدمت قناة مصر الزراعية حزمة من النصائح والتوصيات الهامة، عبر نافذة برنامج “المرشد الزراعي”، وذلك خلال حلول الدكتور عبد المجيد مبروك أبو الدهب – رئيس قسم بحوث البصل بمعهد المحاصيل الحقلية – ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، للحديث عن أهم التوصيات الفنية والإرشادية التي يتوجب مراعاتها على مدار الموسم.
الأهمية الاقتصادية لـ”محصول البصل”
في البداية تحدث الدكتور عبد المجيد مبروك أبو الدهب عن الأهمية الاقتصادية التي يحظى بها محصول البصل، موضحًا أننا نحتل المرتبة الرابعة بالتبادل مع الولايات المتحدة الأمريكية، بعد الهند والصين وهولندا، ضمن قائمة أفضل عشر دول منتجة ومصدرة على مستوى العالم.
وأوضح رئيس قسم بحوث البصل بمعهد المحاصيل الحقلية أننا نأتي في المركز الثالث ضمن قائمة الدول المنتجة والمصدرة للبصل المجفف، ما يوضح مدى الأهمية الاقتصادية التي يتمتع بها هذا المحصول الاستراتيجي الهام، بما يتواكب مع زيادة حجم الطلب العالمي عليه.
وتطرق “أبو الدهب” إلى الخريطة الصنفية والأصناف المنتخبة للزراعة داخل الأراضي المصرية، والتي أوجزها فيما يلي:
صنف جيزة 6
منتخب للزراعة بالمنيا وسوهاج وبني سويف ومحافظات الوجه القبلي بشكل عام، لافتًا إلى أن المظهر العام له “مبطط” كان غير مقبولًا في المنافذ التصديرية، ما دعا لإجراء تحسينات جوهرية تضاعف من حجم واستدارة الثمار، بما يعزز من فرصة التسويقية، ويحافظ على وجود المسافات البينية المطلوبة بين الثمار داخل الأجولة، بما يقلص من احتمالات الإصابة بالأمراض الفطرية، ليصبح “جيزة 6 محسن”.
وحذر “أبو الدهب” من مخاطر وتداعيات زراعة التقاوي مجهولة المصدر، بما يضاعف احتمالات أن يكون هذا الصنف هو “جيزة 6″، موضحًا أن زراعة الصنف القديم الذي لم يخضع لإجراءات التحسين، وخاصة في محافظات “كفر الشيخ، البحيرة، الشرقية، النوبارية، الغربية”.
وأوضح رئيس قسم بحوث البصل بمعهد المحاصيل الحقلية أن الوقوع في هذا الخطأ، يضاعف من احتمالات الإصابة بـ”البياض الزغبي”، علاوة على تقلص معدلات إنتاجية هذا الصنف، والتي تتراجع من 25 إلى 8 طن للفدان، نتيجة تأخر الزراعة في مناطق الوجه البحري.
صنف جيزة 20
ينتخب هذا الصنف للزراعة بكفاءة بالوجه القبلي، ويمتد وصولًا لمحافظات مصر الوسطى، وكامل مناطق الوجه البحري، علاوة على ارتفاع معدلات إنتاجيته بالنسبة للزراعات المتأخرة، وهو الشيء الذي يمثل علاجًا لقصور الصنف السابق.
وعدد “أبو الدهب” مزايا صنف جيزة 20، موضحًا أن يتفوق على صنف “جيزة 6 محسن”، في زيادة معدلات المادة الجافة الموجودة فيه، ما يجعله خيارًا مثاليًا، لمصانع التجفيف، بالإضافة لقدراته التخزينية وطول أمد وفترة الصلاحية، علاوة على ملائمته للظروف البيئية والمناخية وحالة الطقس السائدة في مناطق ومحافظات الوجه البحري.
جيزة أبيض
انتقل الدكتور عبد المجيد مبروك أبو الدهب للحديث عن صنف “جيزة أبيض”، موضحًا أنه يتميز بارتفاع نسبة التصافي، ما يجعله هدفًا جيدًا للتصنيع والدخول في معاملات التجفيف، التي تؤهله وتعزز فُرص وصوله للمنافذ التصديرية.
وضرب “أبو الدهب” مثالًا يوضح مدى تفوق الأصناف البيضاء، فيما يخص ارتفاع نسبة التصافي التي تؤهله للدخول في معاملات التصنيع، موضحًا أن كل 10 طن من الأصناف الصفراء كـ”جيزة 6 محسن” و”جيزة 20″، يتم التحصل منها على 1 طن بصل مجفف، فيما تصل نسبة التصافي في صنف جيزة أبيض إلى 1 طن مجفف لكل 6 أطنان، بمعدل زيادة 40%، ودون تحمل أي مصاريف أو معاملات إضافية.
جيزة أحمر
واحد من أهم الأصناف التي تم انتخابها، لتلبية الطلب المتزايد عليه في الأسواق العربية والأوروبية والأسيوية، والتي تفضل هذا الصنف على ما سواه من الأصناف الصفراء أو البيضاء، بالنظر لمقوماته وخصائصه النسبية، التي تتفوق بشكل ملحوظ على نظيره الهندي، المنافس التقليدي لنا في المنافذ التصديرية.
جيزة 70
وتم انتخابه والعمل على إنتاجه لعلاج مشاكل البصل المزروع من البصيلات، ولتغطية المساحات الزراعية التي تقلصت في محافظات الوجه القبلي، نتيجة ظهور بعض أمراض العفن الأبيض، وهو صنف جيد للزراعة بالشتلات، شريطة الالتزام بالتوقيت الأمثل للزراعة داخل المشتل، خلال الفترة بين منتصف شهري يوليو وأغسطس، على أن يتم نقله للأرض المستديمة ما بين منتصف شهري سبتمبر وأكتوبر، لإفساح المجال لحصاده خلال شهري فبراير ومارس.
صنف تركيبي أبيض
يتميز بارتفاع معدلات إنتاجه وحصاده، ويتميز بزيادة معدلات المادة الجافة فيه، علاوة على ارتفاع نسبة التصافي الخاصة به، بما يعزز حظوظ المزارعين في جني أفضل العوائد الاقتصادية المتوقعة، بحلول نهاية الموسم ومرحلة الحصاد، علاوة على ارتفاع درجة تحمله للتغيرات المناخية.
وكشف الدكتور عبد المجيد مبروك أبو الدهب عن جهود أساتذة قسم بحوث البصل بمعهد المحاصيل الحقلية، وسعيهم الحثيث تجاه إنتاج أصناف وحيدة البرعم، خلال الدورتين المقبلتين، بما يتماشى مع توجهات الدولة، صوب التوسع في زراعة محصول البصل بالأراضي الصحراوية الجديدة، علاوة على مميزاته التي تعزز فرص نضوجه في وقت واحد، وتسهل مهمة حصاده آليًا.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات والحلقة الكاملة..