سلّط برنامج «المرشد الزراعي» الضوء على الأهمية الغذائية والاقتصادية لـ«محصول البصل»، موضحًا أن هذا المحصول لا يقتصر على كونه جزءًا أساسيًا من المطبخ المصري، بل يُعد كذلك من الركائز التصديرية المهمة التي تحقق عوائد اقتصادية مرتفعة للمزارعين.
وأبرز البرنامج أن نجاح محصول زراعة البصل وتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة يتوقف على اتباع مجموعة من الإجراءات الفنية المدروسة التي تبدأ من اختيار الصنف المناسب، وتنتهي بمكافحة الأمراض قبل وقوعها من خلال إجراءات استباقية.
محصول البصل وأهمية الرش الوقائي المنتظم للوقاية من الفطريات
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج «المرشد الزراعي» المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، أوضح الدكتور محمد حسن، أستاذ أمراض النباتات بكلية الزراعة جامعة الفيوم أن استمرار زراعة البصل والثوم في نفس الأراضي سنويًا يُعزز من فرص ظهور الأمراض.
وأشار إلى أن الكثير من المزارعين يعتمدون على الرش الوقائي المنتظم بالمبيدات النحاسية الرخيصة بدءًا من 45 يومًا بعد زراعة الشتلات، موصيًا برش وقائي أسبوعي للحد من انتشار الأمراض، خاصة في ظل المعرفة المسبقة بعودة ظهور المرض سنويًا.
أمراض المجموع الجذري وتحديات انتقال العدوى
سلط «حسن» الضوء على أمراض المجموع الجذري التي تُعد من أخطر ما يُهدد البصل والثوم، موضحًا أن هذه الأمراض غالبًا ما تنتقل من خلال التربة أو بقايا المحصول السابق.
وأشار إلى أبرز هذه الأمراض وهو العفن الأبيض، والذي ظهر أول مرة في محافظة المنيا، مفسرًا أن انتشار المرض جاء نتيجة نقل الشتلات من مشاتل مصابة في المنيا إلى مزارع في بني سويف والفيوم، ما أدى إلى انتقال العدوى إلى قلب إنتاج البصل والثوم في شمال الصعيد.
الفيروسات المنسية وخطورتها غير المتوقعة
تابع «حسن» حديثه بالإشارة إلى أن هناك أمراضًا فيروسية وبكتيرية تصيب البصل والثوم لم تحظَ بالاهتمام الكافي، موضحًا أنها لا تقل خطورة عن الفطرية، مستندًا إلى مشروع بحثي تم تمويله من صندوق SDF، عمل خلاله على دراسة الفيروسات التي تصيب المحصولين في مصر.
وشدد على ضرورة الالتفات لها لما تسببه من خسائر غير متوقعة، مدللًا على أن معظم المزارعين لا يدركون مدى تأثيرها السلبي على إنتاجية وجودة المحصول.
أهمية الحجر الزراعي الداخلي في الحد من انتشار الأمراض
وأكد أن الحكومة المصرية اتخذت في وقت سابق إجراءً مهمًا للسيطرة على الأمراض النباتية من خلال تطبيق نظام الحجر الزراعي الداخلي، موضحًا أن هذا النظام كان يهدف إلى منع انتقال شتلات النباتات من محافظة لأخرى، بحيث تلتزم كل محافظة بزراعة مشتلها الخاص، ما ساهم حينها في تقليل فرص انتشار الأمراض.
وأشار إلى أن هذا التوجه بدأ يتراجع بفعل ظاهرة العولمة، التي ألغت الحدود الفاصلة، سواء بين الدول أو حتى بين المحافظات، ما أتاح للأمراض فرصة أكبر في الانتشار.
خطورة الأمراض الجذرية وأعراضها الظاهرية
لفت «حسن» إلى أن هناك أمراضًا خطيرة للغاية تصيب النباتات، تظهر أعراضها على هيئة اصفرار موضعي في شكل دوائر متفرقة داخل الحقل، مؤكدًا أن هذه الأعراض تُعد دلالة على الإصابة بأمراض التربة، سواء كانت فطرية أو نيماتودية.
وأضاف أن النباتات المصابة تمر بمرحلة من التدهور السريع بعد الاصفرار، حيث تبدأ في الذبول والجفاف ثم تموت تمامًا، موضحًا أن المزارع حينما يحاول اقتلاع النبات المصاب لا يجد له جذورًا، بل يلاحظ نموات بيضاء قطنية في منطقة الجذر، تحتوي هذه النموات على ما يُعرف بالأجسام الحجرية، مدللًا على أن هذه الأجسام هي من علامات وجود الفطر، وليست بقايا تربة كما قد يظن البعض.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات والحلقة الكاملة..
أمراض البصل والثوم وسبل مكافحتها
شاهد أيضًا..