محصول الأفوكادو الاستوائي واحد من الحاصلات، التي تحتاج لتوعية جمهور المُستهلكين بفوائده الصحية، نظرًا لاحتوائها على العديد من الأحماض والفيتامينات والمعادن، التي تُشكل حائط صد منيع ضد الإصابة بالعديد من الأمراض، ما يستدعي إلقاء الضوء عليها، والاستماع لرأي المُتخصصين، والأمر عينه بالنسبة للمُزارعين لعوائده الاقتصادية المُرضية حال تنفيذ التوصيات.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المُرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدثت الدكتورة رانيا عبد الفتاح – الباحث بقسم بحوث الفاكهة الاستوائية، بمعهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – عن محصول الأفوكادو، وأهميته الاقتصادية والصحية، وأبرز التوصيات الخاصة بطرق زراعته والفوارق بين الزراعات المنزلية والبيئة المفتوحة.
محصول الأفوكادو.. نبذة تاريخية وتعريفية
في البداية تحدثت الدكتورة رانيا عبد الفتاح عن الجذور التاريخية لظهور فاكهة ومحصول الأفوكادو داخل الأراضي المصرية، خلال الفترة من 1870 وحتى 1880، والتي نسبت الفضل فيها للخديوي إسماعيل، بوصفه مؤسس النهضة الزراعية الثاني، بعد محمد علي باشا، نظرًا لحجم التوسعات والاستحداثات والنباتات التي ظهرت على عهده، والتي كان حريصًا على ضمها للخريطة الزراعية المصرية.
وأوضحت أن محصول الأفوكادوا اختفى، ثم عاد للظهور مرة أخرى في خمسينيات القرن الماضي، قبل أن يدخل حيز اهتمامات المُزارع والمُستهلك المصري بدءًا من عام 1993، وكان لمعهد بحوث البساتين الدور الأبرز في ذلك الأمر، عندما أشرف على عمليات استيراد الشتلات الأم، والاستعانة بأحد الخبراء من جنوب إفريقيا، لتدريب الطاقم البحثي على كافة المُعاملات الزراعية الخاصة بهذا النبات الاستوائي.
لفتت الدكتورة رانيا عبد الفتاح إلى أن فاكهة ومحصول الأفوكادو كان مُقدسًا، بسبب دخوله ضمن بعض الطقوس الدينية، التي تستخدمها العديد من القبائل التاريخية، وفقًا لما تم رصده في بعض الكهوف والمعابد الأثرية التي اكتشافها حديثًا.
أسباب العزوف عن زراعة محصول الأفوكادو
وعللت أستاذة معهد بحوث البساتين عزوف بعض المُزارعين عن الاهتمام بهذا النبات الاستوائي، إلى غياب المعلومة الصحيحة عن محصول الأفوكادو، وعدم وجود الوعي والمعلومات الكافية حول أبجديات وأساسيات مُعاملاتها الزراعية، وكيفية تسويقه بالشكل الذي يُدر عليهم عوائد اقتصادية مُجزية في نهاية الموسم، ما يجعلهم يرفضون خوض هذه المُجازفة.
وبررت تراجع مُعدلات تواجد فاكهة وثمار الأفوكادو داخل الأسواق المحلية، بعدم ملائمتها للذوق المصري الذي لم يستسغ مذاقها حتى الآن، برغم فوائدها الصحية، وتوصيات الأطباء بأهمية وجودها ضمن قائمة أطعمة المائدة الثابتة والأساسية.
أفضل طُرق تناول الأفوكادو
حول طُرق استخدام ثمار الأفوكادو، أكدت باحثة معهد بحوث البساتين أنه يُمكن الاستعانة بها كأحد المكونات المُتاحة والأساسية في طبق السلطة الخضراء، أو كأحد مكونات المُقبلات الرئيسية مثل سلطة الطحينة، علاوة على إمكانية تناولها كعصائر.
ونصحت الدكتورة رانيا عبد الفتاح بعدم طهي فاكهة الأفوكادو، لافتةً إلى أن الوقوع في هذا الخطأ يؤدي لتحرير “الفينولات”، ما يترتب عليه ظهور المرارة الزائدة، والطعم اللاذع وغير المُستحب، مؤكدةً ان الاستخدام الأمثل لها يكون بتناولها طازجة، دون تعريضها لدرجات الحرارة المُرتفعة.
نصائح خاصة لربات البيوت
قدمت “عبد الفتاح” مجموعة من النصائح لربات البيوت، في كيفية شراء فاكهة الأفوكادو الصالحة للاستخدام والتي حصرتها في النقاط التالية:
1. الابتعاد عن شراء الثمار سوداء اللون
2. يُفضل شراء الفاكهة ذات اللون الأزرق أو الأرجواني المائل للاخضرار
3. الابتعاد عن الفاكهة ذات الملمس الرخو
فوائد الأفوكادو الصحية
انتقلت الدكتورة رانيا عبد الفتاح إلى الأهمية الصحية والغذائية لنبات وفاكهة ومحصول الأفوكادو، لافتةً إلى حجم الاستفادة التي يجنيها جسم الإنسان منها، بسبب احتوائها على نسبة عالية من الألياف، التي تُعادل فوائد ثمرتي تفاح ناضجتين.
وحصرت أستاذة معهد بحوث الفاكهة الاستوائية فوائد الأفوكادو في عدة نقاط:
1. تحتوي على نسبة كبيرة من عنصر البوتاسيوم، الذي يؤدي للشعور بالانتعاش ويقاوم الإجهاد
2. تتيح للجهاز الهضمي المرونة الكافية للقيام بمهامه بكفاءة عالية
3. مُفيد جدًا للسيدات الحوامل بسبب احتوائه على نسبة عالية من الفوليك أسيد، الذي يقي من مخاطر تشوهات الأجنة
4. مُدر للبن بالنسبة للسيدات في فترة الرضاعة
5. يحتوي على بروتينات بما يوازي 30% من حجم مكوناته الأساسية
6. غني بالأحماض الأمينية الدهنية غير المُشبعة
7. مهمة لصحة الأوعية الدموية
8. تمنع تصلب الشرايين
9. مفيدة لصحة القلب
10. تحتوي على نسبة كبيرة من مُضادات الأكسدة وأشهرها الأوميجا 3 والكاروتين والفينولات
11. تمنع سرطان المعدة والبروستاتا والقولون
12. تُحارب كافة أمراض العيون
13. مُفيدة لتجديد كرات الدم الحمراء
14. يُساعد في سرعة التئام الجروح، لذا يُنصح بتناوله في مرحلة الاستشفاء بعد الخضوع للعمليات الجراحية
15. يُساهم في زيادة الشعور بالسعادة، بسبب احتوائه على نسبة كبيرة من مادة السيراتولين، وفقًا لما أثبتته أحدث الأبحاث والنشرات العلمية، لذا ينصح الأطباء النفسيين به لمرضى الاكتئاب
16. يساهم حمض الأمينو بوتاسيوم الموجود فيه بمقاومة ارتداد وإعادة تكوين الخلايا السرطانية
17. يُساعد على تجدد خلايا البشرة والشعر ببسبب احتوائه على نسبة عالية من مادة الكولاجين
18. له إسهامات عديدة وملحوظة في برامج التخسيس وإنقاص الوزن
19. أحدث الأبحاث العلمية أثبتت احتوائه على مادة البرسيتول “سكريات سباعية ذرة الكربون”، التي تُشكل أحد العناصر الهامة في مكافحة وعلاج مرضى السرطان.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
أبرز أسباب فشل زراعة محصول الأفوكادو منزليًا
بذور محصول الأفوكادو هي إحدى الأدوات المُتاحة، التي يعتمدها بعض المُغرمين والهواة، كواحدة من أبجديات وتقنيات الزراعة المنزلية، للحصول على ثمار صالحة للاستهلاك الآدمي كغذاء، وبأقل التكاليف المُمكنة، إلا أن هذا الطموح البسيط قد تواجهه بعض العقبات، التي تحتاج للتوضيح من قِبل الخبراء والأساتذة المُتخصصين.
في هذا السياق، أكدت الدكتورة رانيا عبد الفتاح إمكانية زراعة بذور محصول الأفوكادو، للحصول إلى ثمار كاملة النضج، مُشددة على أهمية التفريق بين طُرق الزراعة المُتاحة للهواة، وما يمكن اللجوء إليه والاعتماد عليه، من قِبل المُزارعين المُحترفين، للوصول إلى النتائج المأمولة، والحد الأدنى المُستهدف من الإنتاجية.
خطوات زراعة الأفوكادو بالمنزل
قدمت أستاذ قسم بحوث الفاكهة الاستوائية، شرحًا وافيًا لطريقة زراعة بذور الأفوكادو “منزليًا”، وأوجزته في الخطوات التالية:
1. استخلاص بذور الأفوكادو من الثمرة
2. غسل البذور بالماء الفاتر للتخلص من كافة متبقيات الثمرة
3. تجفيف البذور وتعريضها للهواء لفترة كافية
4. توفير الوسط المناسب لزراعة البذور “إناء أو وعاء”
5. وضع كمية مناسبة من الماء داخل الوعاء أو الإناء
6. تعليق البذور في أي حامل مع إتاحة الفُرصة لقاعدة البذور بملامسة سطح الماء لمدة 15 يومًا
7. نقل البذور بعد ظهور الإنماءات إلى المكان المُخصص للزراعة
موضوعات قد تهمك:
زراعة محصول الكتان “من الألف إلى الياء”
طُرق تجهيز التُربة لزراعة محصول الأفوكادو بالمنزل
لفتت الدكتورة رانيا عبد الفتاح إلى إمكانية تجهيز تربة زراعية مكونة من “بِيِت، رمل، طين” مع إمكانية الاكتفاء بـ”البِيِت والرمل” فقط، تمهيدًا لزراعة البذور التي ظهرت نمواتها، في الأماكن التي سبق تجهيزها أو تخصيصها لذلك الأمر.
أبرز مُعوقات زراعة محصول الأفوكادو بـ”البذور”
كشفت أستاذ معهد بحوث البساتين، عن أهم وأبرز الإشكاليات والعقبات، التي قد تواجه استخدام طريقة زراعة البذور، وحصاد محصول الأفوكادو المُتوقع، لافتةً إلى أن هذه التقنية غير مُجدية على الإطلاق، بالنسبة للمُزارعين المُحترفين، الذين يأملون في الوصول لمُعدل إنتاج، يُمكن البناء عليه واستثماره، لجني العوائد الاقتصادية المُتوقعة والمأمولة.
وأوضحت أن طريقة زراعة بذور الإفوكادو، لا يمكن الاعتداد بها، أو الاعتماد عليها كتقنية زراعية ناجحة، يُمكن البناء عليها واستثمارها، لتحقيق الأرباح الاقتصادية المرجوة منها، مُشيرةً إلى أن الحصول على ثمار ناجحة من هذه الطريقة، لن يتأتي قبل مرور 7 سنوات على الأقل.
وشددت “عبد الفتاح” على حتمية وأهمية زراعة محصول الأفوكادو على “مُلقح”، لضمان الوصول إلى النتائج المُتوقعة، مؤكدةً أن أي تهاون في تنفيذ هذه التوصية، قد تُكلف المُزارع العديد من الخسائر، المُمكن تلافيها باتباع التوصيات الفنية الواردة بهذا الشأن.
أفضل 6 توصيات لزراعة محصول الأفوكادو جيد
أكدت أستاذة قسم بحوث الفاكهة الاستوائية أن تقنية زراعة محصول الأفوكادو بالشتلات هي السبيل الأمثل، لجني محصول ذي إنتاجية وجودة عالية، لافتةً إلى أن الوصول إلى تلك النقطة، يستدعي الالتزام ببعض الاشتراطات والتوصيات الفنية، والتي حصرتها في نقاط مُحددة، يجب على المُزارعين الإلمام بها، قبل المُضي قُدمًا للاستثمار فيها.
إقرأ أيضًا:
سكر الحمل.. معناه وتوقيت ظهوره وتحليل مؤشراته الرقمية
أفضل التوصيات الواجب اتباعها في تقنية زراعة محصول الأفوكادو بالشتلات
وقدمت الدكتورة رانيا عبد الفتاح روشتة بالتوصيات الفنية الأساسية الواجب اتباعها، والتي حصرتها في النقاط التالية:
1. جلب الشتلات من مصدر موثوق ومُعتمد
شددت أستاذة معهد بحوث البساتين على ضرورة جلب شتلات محصول الأفوكادو من مصدر موثوق ومُعتمد، للحيلولة دون فشل الموسم الزراعي من بدايته، لافتةً إلى أهمية أن تكون بذرة الشتلة المُنتقاه من أصل قوي، بما يتناسب مع نوع التُربة، علاوة على ارتفاع درجة مُقاومتها للعقبات الوارد حدوثها خلال مراحل النمو المُختلفة.
وأوضحت أن نقاء الأصل يضمن شدة مُقاومته للظروف المُناخية، فيما تُعد جودة الطُعم سببًا أساسيًا في ارتفاع جودة وعوائد محصول الأفوكادو، بما يضمن توسيع دائرة تسويقه، ويتيح جني العائد الاقتصادي المأمول منه.
وكشفت أن الموعد المُحدد لجني أول قطفة من ثمار محصول الأفوكادو بطريقة الشتلات، تستغرق قُرابة الثلاثة أعوام، فيما يستقر موعد الحصاد بعدها سنويًا.
2. مُعاملات الري
أكدت الدكتورة رانيا عبد الفتاح على ضرورة الالتزام بمعاملات الري المُنضبطة، لضمان نجاح زراعة محصول الأفوكادو بالشتلات، مُشيرةً إلى أن طرق الري الحديثة “الرش والتنقيط”، تُعد أحد أفضل الوسائل لإداء هذه المُهمة بنجاح.ط
ونبهت إلى أن الإفراط في إجراء مُعاملات الري، بما يفوق حاجة النبات، يؤدي لظهور العديد من الإشكاليات الضارة، والتي قد تُفضي لخسارة كامل المحصول، وعلى رأسها مرض عفن الجذور، الذي يُمثل أحد أخطر المُعضلات التي تواجه نجاح تقنية زراعة الأفوكادو بالشتلات.
3. مُعادلات المساحة في طريقة زراعة محصول الأفوكادو بالشتلات
لفتت أستاذ معهد البحوث الزراعية إلى أن مُعادلات المساحة، التي تعتمد عليها زراعة محصول الأفوكادو بالشتلات، تختلف تبعًا لنوع الصنف، ودرجة كثافة وحجم النبات وغزارة الإنتاج، مُشيرةً إلى أن أفضل المتوسطات المُتعارف عليها، هي الزراعة على مساحة 4×4، وذلك حال زراعته مُنفردًا في كامل الرقعة المُتاحة، فيما ننتقل إلى أنماط 5×5 أو 4×6 حال اللجوء إلى تقنية التحميل.
4. تحميل محاصيل أخرى على محصول الأفوكادو
نصحت “عبد الفتاح” باللجوء إلى تقنية التحميل كأفضل الاستراتيجيات المُتاحة، والتي تضمن نجاح زراعة محصول الأفوكادو بالشتلات، وتعظيم العائد الاقتصادي المُتوقع والمأمول للمحصول في الوقت عينه، بحلول نهاية الموسم وموعد الحصاد.
ووضعت طريقة الزراعة على وحدات المساحة 5×5 أو 4×6، كأضمن الاستراتيجيات التي يُمكن اتباعها لتقنية تحميل زراعة الأفوكادو بالشتلات على محصول آخر، وذلك للاستفادة بالفترة الزمنية التي يستغرقها إتمام نمو هذه الفاكهة الاستوائية، والتي تصل إلى قُرابة الثلاثة سنوات.
5. أفضل المحاصيل التي يمكن تحميلها على محصول الأفوكادو
وضعت أستاذ قسم الفاكهة الاستوائية عائلة القرعيات والبقوليات والموالح، كأفضل الأصناف التي يُمكن تحميلها على محصول الأفوكادو، مُشيرةً إلى أنه يمكن زراعتها في مواسمها وتوقيتاتها المُعتادة دون أي عقبات.
وشددت على ضرورة الابتعاد عن محاصيل العائلة الباذنجانية وأشهرها “الطماطم، الفلفل بأنواعه، الباذنجان”، والتي تؤدي لعدم الوصول إلى النتائج المُثلى المأمولة منها.
6. أبرز الإشكاليات والأمراض التي تواجه محصول الأفوكادو
نفت الدكتورة رانيا عبد الفتاح وجود مشاكل حصرية تخص ثمار محصول الأفوكادو، مؤكدةً إلى أنه أحد أقل النباتات التي تواجهها العقبات على مدار الموسم، والتي لا تتخطى حدود التأثيرات الفسيولوجية الطفيفة، الناجمة عن بعض الانحرافات المناخية الحادة، شريطة الالتزام بإتمام المُعاملات الزراعية المُنضبطة والمُوصى بها، والتي يمثل تجاوز حدودها المسموحة، سببًا رئيسيًا لأي إصابات مرضية يُمكن حدوثها.