محصول الأرز واحد من المحاصيل الاستراتيجية التي أثبتت قدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية، فضلًا عن مساهمته في تحقيق ربحية مجزية للمزارع والدولة على حد سواء، مؤكدًا أن الجهود البحثية التي يبذلها المركز لعبت دورًا محوريًا في تحسين إنتاجية المحصول وتقليل استهلاك المياه، وهو ما يتماشى مع التوجهات القومية لترشيد الموارد وتحقيق الأمن الغذائي، وهو الملف الذي تناوله الدكتور بسيوني زايد، أستاذ الأرز بمركز البحوث الزراعية، خلال مداخلته الهاتفية مع الإعلامي سامح عبدالهادي، مقدم برنامج “مباشر مع سامح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
نجاح الموسم السابق وتحمّل الأرز للظروف المناخية الصعبة
أكد الدكتور بسيوني زايد أن محصول الأرز في الموسم الماضي حقق نتائج مبهرة على مستوى العائد الاقتصادي والإنتاجي، موضحًا أن المحصول أثبت بلا أدنى شك ربحية عالية للفلاح والدولة المصرية على السواء، مشيرًا إلى أن الأرز يُعد من أكثر المحاصيل قدرة على التكيف مع ظروف التغيرات المناخية، مثل الجفاف والملوحة وارتفاع درجات الحرارة، مفندًا ذلك بتسجيل متوسط درجات حرارة بلغ 39.8 درجة مئوية خلال أشهر الصيف الماضي، وهي ذروة مراحل نمو الأرز، ومع ذلك حقق متوسط إنتاجية بلغ نحو 3.6 طن للفدان، وهو من أعلى المعدلات المسجلة عالميًا.
تحديد المساحات المقررة وأصناف الأرز المتاحة
كشف الدكتور زايد عن تفاصيل المساحات المزروعة بـ”محصول الأرز” خلال الموسم الحالي، موضحًا أنها تشمل 150 ألف فدان في الأراضي المتأثرة بالأملاح، و200 ألف فدان في المناطق التي يُسمح فيها بالزراعة الجافة، إضافة إلى 724 ألف فدان أخرى، ليصل الإجمالي إلى نحو مليون و74 ألف فدان، معللًا هذا الرقم باعتبارات تتعلق بكمية المياه المطلوبة لزراعة محصول الأرز، ومساعي الدولة لترشيد استخدامها، مشيرًا في الوقت ذاته إلى دور الباحثين في قسم بحوث الأرز في تطوير أصناف جديدة تتحمل الجفاف والملوحة وتحتاج لكميات مياه أقل بكثير، مؤكدًا أن المقنن المائي للأرز بات قريبًا جدًا من المحاصيل الصيفية الأخرى مثل الذرة.
إنتاج التقاوي وتحسين صفات الأصناف
أوضح الدكتور زايد أن المعاهد البحثية أنتجت نحو ألف طن من تقاوي محصول الأرز المعتمدة هذا الموسم، لافتًا إلى أن الأصناف المعتمدة تشمل 101 و106 و104 و108، بالإضافة إلى صنف “جيزة 177″، مؤكدًا أن هذه الأصناف تُعد عالية الإنتاجية، ومناسبة لظروف الزراعة المتنوعة، ومضيفًا أن هناك أصنافًا أخرى مثل “جيزة 178″ و”جيزة 179″ و”جيزة 183” تتحمل نسب ملوحة مرتفعة، مشددًا على أن صنف “جيزة 183” يعد طفرة حقيقية، حيث يمكن زراعته في أي وقت خلال الموسم الصيفي، من بداية شهر مايو حتى نهايته، مشيرًا إلى أنه مناسب للزراعة بعد محاصيل مثل البطيخ أو الذرة، ومبرهنًا على مرونته في التكيف مع مواعيد الزراعة المتغيرة.
الزراعة المباشرة وتحدياتها وحلولها
فسر الدكتور زايد سبب تردد بعض المزارعين في اعتماد الزراعة المباشرة ببذور جافة، مرجعًا ذلك إلى القلق من ضعف الإنتاجية بسبب مشاكل الحشائش، مؤكدًا أن اتباع التوصيات الزراعية السليمة كفيل بتجنب هذه المشكلات، مشيرًا إلى أن الزراعة المباشرة تحقق العديد من المزايا عند استخدام الأصناف المناسبة مثل “183” و”179″، موضحًا أنها تتميز بسرعة الإنبات والنمو في المراحل الأولى، مما يقلل من فرصة انتشار الحشائش، مبرزًا أهمية استخدام التوصيات الخاصة بكل صنف في التوقيت المناسب لتحقيق أعلى إنتاجية من محصول الأرز، بالإضافة لتقليل الفاقد من المياه.
التوسع في الحقول الإرشادية لتوعية المزارعين
أشار الدكتور زايد إلى وجود حقول إرشادية تمت زراعتها العام الماضي للأصناف الجديدة من محصول الأرز، مؤكدًا أن هذه الحقول لعبت دورًا مهمًا في تعريف المزارعين بخصائص الأصناف ومميزاتها، ومضيفًا أنه يعمل على إنشاء المزيد من هذه الحقول خلال الموسم الحالي، بهدف تعزيز المعرفة التطبيقية لدى الفلاحين وتسهيل عملية نقل التكنولوجيا الزراعية من مراكز الأبحاث إلى الحقول.
اضغط الرابط وشاهد المداخلة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
«زراعة كفر الشيخ » تعقد اجتماعا لمناقشة دورة زراعة الأرز للموسم الصيفي