محصول الأرز واحد من المحاصيل الاستراتيجية التي أثبتت قدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية، فضلًا عن مساهمته في تحقيق ربحية مجزية للمزارع والدولة على حد سواء، مؤكدًا أن الجهود البحثية التي يبذلها المركز لعبت دورًا محوريًا في تحسين إنتاجية المحصول وتقليل استهلاك المياه، وهو ما يتماشى مع التوجهات القومية لترشيد الموارد وتحقيق الأمن الغذائي، وهو الملف الذي تناوله الدكتور بسيوني زايد، أستاذ الأرز بمركز البحوث الزراعية، خلال مداخلته الهاتفية مع الإعلامي سامح عبدالهادي، مقدم برنامج “مباشر مع سامح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
في البداية أعرب الدكتور بسيوني زايد، عن تفاؤله بموسم زراعة محصول الأرز الجديد، مؤكدًا أن الجهود البحثية والدعم الإرشادي باتا عاملين حاسمين في تحسين الإنتاجية وضمان استدامة هذا المحصول الاستراتيجي، مشيرًا إلى أهمية الاعتماد على التقاوي المعتمدة عالية الجودة، والالتزام بالمواعيد المثلى للزراعة، باعتبارهما من أبرز العوامل المؤثرة في نجاح الموسم، ومسلطًا الضوء على دور الحقول الإرشادية في نقل المعرفة من المعامل البحثية إلى أراضي الفلاحين بما يعزز من كفاءة إدارة الموارد الزراعية.
استمرار العمل بالحقول الإرشادية لنشر الممارسات الحديثة
أوضح الدكتور بسيوني زايد أن مركز البحوث الزراعية يواصل تنفيذ الحقول الإرشادية الموسعة هذا الموسم بالتعاون مع مختلف الجهات، موضحًا أن هذه الحقول تركز بشكل خاص على الزراعات الجافة في الأراضي التي تعاني من الملوحة، مؤكدًا أن هذه التجارب الحقلية تهدف إلى تعريف المزارعين بأفضل الممارسات الزراعية، ومضيفًا أن هذه الجهود تأتي امتدادًا لتجارب ناجحة تم تنفيذها في المواسم السابقة، مشيرًا إلى أن قسم بحوث الأرز يوفر التقاوي الأساسية اللازمة دون أي مشكلات، في حين أن التقاوي الأخرى متاحة عبر الشركات الخاصة والإدارة العامة للتقاوي، مدللًا على ارتفاع جودة هذه التقاوي التي تم اختبارها واعتمادها رسميًا.
أهمية اختيار التقاوي المعتمدة وأثرها المباشر على الإنتاجية
شدد الدكتور زايد على ضرورة أن يبدأ المزارع الموسم بالاعتماد على مصدر موثوق للتقاوي، مشيرًا إلى أن استخدام التقاوي المعتمدة ذات الجودة العالية والنقاوة الفائقة يمثل أول خطوة نحو تحقيق إنتاجية مرتفعة، موضحًا أن الفلاح الذي يلتزم باستخدام هذه التقاوي يمكنه أن يحقق زيادة في حجم حصاده المتوقع من محصول الأرز، بما يتراوح بين نصف طن إلى 1 طن للفدان الواحد، مفندًا الفكرة المغلوطة لدى البعض بشأن ارتفاع أسعار التقاوي، ومؤكدًا أن التقاوي المعتمدة يمكن استخدامها لثلاث سنوات متتالية إذا حافظ المزارع على نقاوتها واستبعد الحبوب الغريبة، مبرهنًا أن تكلفة هذه التقاوي تصبح زهيدة عند توزيعها على مدار تلك السنوات مقارنة بالعوائد المحققة.
تحذير من الاعتماد على تقاوي مجهولة المصدر أو متدهورة
أعرب الدكتور زايد عن أسفه من لجوء بعض المزارعين لاستخدام تقاوي مخزنة منزليًا أو مشتراة من مصادر غير موثوقة، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات قد تؤدي إلى فشل الموسم وخسائر كبيرة، موضحًا أن هذه التقاوي تكون غالبًا ممتلئة بالحبوب الغريبة ومختلطة بالأصناف الرديئة، مضيفًا أنه يشعر بالحزن عندما يرى مزارعًا ضيع وقته وجهده بسبب اختياره الخاطئ، مشددًا على أن هذه الخسارة لا تؤثر فقط على المزارع، بل تنعكس أيضًا على إجمالي الناتج القومي للبلاد، موصيًا بضرورة التوجه نحو التقاوي المعتمدة كخيار استراتيجي لا غنى عنه.
التوقيت الأمثل للزراعة وأهمية الأصناف القصيرة في الزراعة المكثفة
أكد الدكتور زايد أن الزراعة في الموعد الأمثل لا تزال من أهم العوامل التي تضمن نجاح محصول الأرز، موضحًا أن الأسبوع الأخير من شهر أبريل حتى منتصف مايو يُعد الفترة الأنسب لزراعة الأرز في جمهورية مصر العربية، حتى في ظل التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن هناك شريحة من المزارعين تفضل الزراعة المتأخرة بعد محاصيل مثل البطيخ أو الذرة المبكرة، معتبرًا ذلك نوعًا من التكثيف الزراعي الذي يساهم في زيادة الإنتاج من نفس قطعة الأرض خلال موسم واحد، مضيفًا أن الأصناف القصيرة مثل “جيزة 183″ و”جيزة 178” تم تطويرها خصيصًا لتناسب هذه الظروف، مبرزًا أهمية التزام المزارعين بالأصناف الموصى بها بحسب توقيت الزراعة وطبيعة الأرض لضمان أقصى استفادة من الدورة الزراعية.
دعوة للاستعداد للموسم المقبل بروح التعاون والمسؤولية
أعرب الدكتور زايد عن استعداده الكامل للتعاون مع كل الجهات المعنية والمزارعين خلال موسم زراعة محصول الأرز المقبل، مؤكدًا أنه سيواصل تقديم الدعم الفني والميداني من خلال الحقول الإرشادية، مشددًا على أهمية تضافر الجهود بين الباحثين والفلاحين والإعلام الزراعي لتحقيق موسم ناجح يخدم المصلحة القومية، موجهًا رسالة تشجيعية إلى المزارعين بضرورة تطبيق التوصيات العلمية والالتزام بها منذ بداية الموسم، مؤكدًا أن نجاح محصول الأرز لا يُبنى فقط على البحث العلمي بل أيضًا على وعي الفلاح وتعاونه الكامل مع الجهات المختصة.
اضغط الرابط وشاهد المداخلة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
«زراعة كفر الشيخ » تعقد اجتماعا لمناقشة دورة زراعة الأرز للموسم الصيفي