الأرز واحد من أهم المحاصيل الاستراتيجية، التي يعتمد عليها المصريين وغالبية شعوب العالم في غذائهم اليومي، ما يتطلب مواكبة معدلات الاستهلاك بإنتاجية عالية، وهي المسألة التي تستدعي اهتمامًا أكبر من المزارعين بتطبيق المعاملات الفنية الموصى بها، واستخدام الأصناف المعتمدة، التي تتواكب مع التغيرات المناخية الحادة وتداعياتها السلبية.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مقدم برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور بسيونى زايد – أستاذ بحوث الأرز – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
محصول الأرز
جهود المراكز البحثية لإنتاج أصناف جديدة
في البداية تحدث الدكتور بسيوني زايد عن الجهود التي بذلتها وزارة الزراعة وأساتذة وخبراء مركز البحوث الزراعية، لإنتاج 13 صنفًا من الأصناف عالية الإنتاجية، ذات القدرة على مجابهة التغيرات المناخية الحادة، والظروف غير المواتية للزراعة والإجهادات الحرارية.
تداعيات التغيرات المناخية وسبل التغلب عليها
لفت “زايد” إلى الجهود التوعوية والإرشادية التي قدمها أساتذة وخبراء قسم بحوث الأرز ومعهد المحاصيل الحقلية بدعم كامل من مركز البحوث الزراعية، لتوفير الدعم الفني والتقني والعلمي لجموع مزارعي محصول الأرز، لتجاوز الإجهادات الحرارية الشديدة التي ضربت أغلب دول العالم خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين، والتي أسفرت عن مرور هذه الفترة العصيبة بسلام ودون خسائر.
وسلط الضوء على أبرز تداعيات التغيرات المناخية والارتفاع الشديد في درجات الحرارة، مؤكدًا أنها تؤدي لقصر فترات عمر النبات وبخاصة خلال مرحلة النمو الخضري، وهي المسألة التي تنعكس بالسلب على حجم الإنتاجية والحصاد المتوقع.
الأصناف قصيرة العمر
أكد “زايد” أنه يمكن التغلب على هذه الإشكالية عبر زراعة الأصناف المعتمدة قصيرة العمر، ذات الوحدات الحرارية المتراكمة العالية، ما يساهم في زيادة قدرتها على “التأقلم”، وتجاوز تداعيات التغيرات المناخية الحادة، وموجات الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
وكشف مميزات أصناف الأرز الجديدة المعتمدة بوزارة الزراعة، والتي تحمل قدرات جينية على “التكييف والترطيب”، وهي الميزة التي تضعف قدرة النبات على مواجهة التغيرات المناخية والارتفاع الشديد في درجات الحرارة بشكل طبيعي ودون أي أضرار.
وأشار إلى أن التنوع الصنفي المتاح لدينا، منح المزارعين القدرة على تجاوز الانعكاسات والتداعيات السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، دون أي تغييرات ملحوظة أو تراجع في معدلات الإنتاجية المتوقعة.
وأوضح أن لدينا العديد من الأصناف قصيرة العمر وأبرزها “جيزة 177 و179” و”سخا 105 و106 و107″، بالإضافة للأصناف متوسطة العمر مثل “جيزة 178″، والتي أدت التغيرات المناخية لتقصير فترة عمرها دون وجود أي تأثير على حجم الإنتاجية.
وتحدث “زايد” عن أصناف “سخا 108 و104” و”سخا سوبر 300″، مؤكدًا أنها من الأصناف الجيدة، التي بدأ المزارعون في الإقبال على زراعتها بعد الانتباه إلى مزاياها العالية على صعيد معدلات الإنتاجية والجودة.
متوسطات الإنتاجية المتوقعة
أوضح أننا حصدنا خلال شهر سبتمبر الجاري قرابة الـ30% من حجم الإنتاجية المتوقعة، والتي سترتفع مع نهاية الشهر إلى 45%، على أن تستكمل باقي مرحلة حصاد وجمع المحصول خلال شهر أكتوبر المقبل.
وتوقع “زايد” أن تتراوح إنتاجية محصول الأرز هذا الموسم بين 3.7 أإلى 4 طن للفدان، مؤكدًا أن هذا الرقم يعد نصرًا كبيرًا لعلمائنا وباحثينا، وتكليلًا لجهود سنوات من الأبحاث العلمية، في سبيل إنتاج أصناف وسلالات قوية وعالية الإنتاجية.
لا تفوت مشاهدة الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
أسباب العفن الهبابي في المانجو و4 فوائد لرش “هيدوكسيد الكالسيوم”
البصل.. كمية التقاوي اللازمة لتجهيز “المشتل ” وأبرز التوصيات الفنية