محصول الأرز يُمثل واحدًا من أهم السلع الغذائية الأساسية التي تسعى غالبية حكومات العالم لتأمين احتياجات مواطنيها منه، سواء عن طريق الزراعة والإنتاج المحلي، أو عبر اللجوء لمنافذ الاستيراد من دول الجوار، أو من خلال تحقيق التوازن الأمثل بين هذا وذاك، بيد أنه في بعض الحالات قد تتأثر هذه الاستراتيجيات لتُصاب بهزة مُفاجئة بسبب بعض الأحداث الطارئة مثل الأمراض والأوبئة والحروب، ما يستدعي تأمين المخزون الاستراتيجي منه لفترات مُطمئنة نسيبًا.
وفي مداخلة هاتفية لبرنامج الزراعية الآن المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الأستاذ مصطفى النجاري، رئيس لجنة الأرز بالمركز التصديري، عن تبعات الحرب الروسية الأوكرانية، وآثارها الملموسة على ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية عالميًا، وأبرزها محصول الأرز، وخطط الحكومة لتدبير احتياجاتها خلال الموسم الرمضاني.
محصول الأرز.. وموقف المخزون الاستراتيجي
في البداية تحدث النجاري عن المخزون الاستراتيجي لمحصول الأرز، مؤكدًا أنها تكفي لثلاثة أشهر، وهي الفترة التي تعبر موسم رمضان بسلام ودون أي عقبات، لافتًا إلى أن المخزون المتوافر بالأسواق الحرة، يصل بالفترة التي تغطي احتياجات المواطنين حتى شهر يوليو على أقل تقدير.
آثار الحرب الروسية الأوكرانية على الأسعار العالمية
ولفت رئيس لجنة الأرز، إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية، حركت الأسعار العالمية ليصل إلى معدلات قياسية، لم يشهدها العالم منذ فترة طويلة، مُطمئنا المصريين على أرصدة السلع الأساسية الرئيسية، مُشيرًا لتواجدها بوفرة في الأسواق، وإن شابها ارتفاع ملحوظ في الأسعار تماشيًا مع ما يحدث في جميع دول العالم.
موضوعات ذات صلة:
“نخالة الأرز” مكاسب اقتصادية بالمليارات.. عوائد استغلالها وإعادة تصنيعها
تحرك حكومي عاجل لضخ كميات إضافية من محصول الأرز بالأسواق
وكشف النجاري أن وزارة التموين ستقوم بضخ كميات إضافية من محصول الأرز بالأسواق المحلية، لمواكبة الطلب الشديد عليه والذي يتزامن مع اقتراب موسم رمضان المبارك، مؤكدًا أن السعر الرسمي الذي أقرته الحكومة على بطاقات التموين خلال هذه الفترة لا تتخطى حاجز الـ8 جنيهات.
سعر محصول الأرز الرسمي والزيادة المتوقعة خلال الموسم الرمضاني
ولفت إلى أن محصول الأرز يتوافر بالأسواق المحلية والسلاسل التجارية بأسعار تتراوح ما بين عشرة جنيهات إلى خمسة عشر جنيهًا، وهي الأسعار التي ترتبط بدرجة جودة المُنتج واسم الشركة.
وطمأن النجاري جموع المواطنين بعدم وجود أي زيادات أخرى في أسعار الأرز حتى نهاية الموسم الرمضاني، مؤكدًا أن جميع التجار والسلاسل التجارية قامت باستيفاء احتياجاتها التي ستطرحها للجماهير وفقًا للأسعار الموجودة حاليًا، ما يعني أنهم دبروا احتياجاتهم طبقًا للأسعار المُعلنة في الوقت الحالي.
لا يفوتك.. أهم المعاملات والتوصيات لزراعة محصول البطاطس
علاقة الحرب الروسية الأوكرانية بسعر محصول الأرز بالأسواق المحلية
ونفى النجاري وجود ثمة علاقة بين الحرب “الروسية – الأوكرانية” والسياسة التي أقرتها الدولة بالنسبة لخريطة زراعة محصول الأرز على الأراضي المصرية، والتي جاءت وفقًا لاستراتيجيات ترشيد استهلاك المياه، وأعادت رسم سياستنا الزراعية وفقًا لهذه الرؤية، التي تبنتها القيادة السياسية في ظل محدودية الموارد وزيادة الاستهلاك.
الخريطة الرسمية لمناطق زراعة محصول الأرز
وأعلن النجاري خريطة زراعة الأرز الجديدة التي استقرت عليها الحكومة، والتي جاءت بعد تنسيق ومشاورات بين وزارتي الري والزراعة، والتي حددت المساحة المُنزرعة بهذا المحصول الاستراتيجي بـ725 ألف فدان في الأراضي الموجودة شمال شرق الدلتا، فيما أُدرجت ما بين 325 إلى 375 ألف فدان، لزراعتهم بأصناف جديدة تستهلك كميات أقل من مياه الري، ليصبح إجمالي المساحة حوالي 1.1 مليون فدان.
قائمة السلع الاستراتيجية الأساسية في مصر
وكشف النجاري عن قائمة أهم المحاصيل والسلع التي تهتم الحكومة بمتابعة وتأمين مخزونها الاستراتيجي والتي تصل إلى خمسة عشر صنفًا، في مقدمتها القمح، يليه محصول الأرز، السكر، الذرة، الفول، العدس، اللحوم، الدواجن، الزيوت، منتجات الألبان، فول الصويا، الشاي، مُشيرًا إلى أن أغلبها يتم استيراده من الخارج، ما يدفع الحكومة لتدبيرها وتحقيق الاكتفاء منها، لفترات مُناسبة تحسبًا لأي هزات أو أحداث طارئة.
إقرأ أيضًا: