محصول الأرز واحد من الحاصلات التي كثر الحديث عنها خلال الفترة الماضية، نظرًا لارتفاع سعره عن الحدود المُعتادة، وإثارة اللغط حول قدراتنا الإنتاجية، ووصولنا لحدود الكفاية الإنتاجية من عدمه، ما يستلزم الاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين لتصحيح الصورة وتوضيح الحقائق ووضع الأمور في نصابها الصحيح.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، ألقى الدكتور مجاهد عمار – وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية – الضوء على محصول الأرز وقدراتنا الإنتاجية وإجمالي المساحة المُنزرعة، وموقعنا من نقطة الاكتفاء الذاتي.
الأهمية الاقتصادية لـ”محصول الأرز”
في البداية تحدث الدكتور مجاهد عمار عن أهمية محصول الأرز الاقتصادية، والتي لا تتوقف عند حدود كونه أحد الوجبات الرئيسية على موائد المصريين، وإنما تمتد لكونه أحد ركائز الأساسية التي يتم الاعتماد عليها، لتخفيف العبء الاستهلاكي عن القمح ورغيف الخبز.
وأوضح وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية أن محصول الأرز المصري يحتل مكانه مرموقة في أسواق وبورصات الأرز العالمية، علاوة على ارتفاع جودته التي لا يُضاهيه فيها أي محصول آخر على مستوى العالم.
محصول الأرز المصري.. أعلى إنتاجية على مستوى العالم
وكشف “عمار” أن إنتاجية محصول الأرز المصري هي الأعلى من حيث وحدة المساحة، والتي تصل إلى 4 طن للفدان، وهو رقم لم تصل إليه أي دولة أخرى على مستوى العالم، ما يوضح حجم الجهد المبذول للتوسع الرأسي في الحاصلات الزراعية الاستراتيجية.
محصول الأرز المصري.. حقائق غائبة
تابع توضيح الحقائق مؤكدًا أن إجمالي المساحة المُنزرعة بـ”محصول الأرز” يصل حاليًا إلى 1.2 مليون فدان، تصل بنا لحدود الكفاية الإنتاجية المطلوبة.
وصحح “عمار” الصورة الذهنية والشائعات التي تُحيط إنتاجية محصول الأرز، موضحًا أنه لا توجد أي أزمة كما يعتقد البعض، وأن الاستراتيجية الجديدة التي انتهجتها الدولة، بالتوسع الأفقي في استصلاح المزيد من الأراضي، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحاصلات الزراعية والزيتية، تستدعي تحقيق أقصى استفادة مُمكنة من وحدة المياه، ما أدى لتحديد الرُقعة المُنزرعة بالأرز للايفاء باحتياجاتنا الأساسية فقط ومنع التصدير.
ووجه وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية رسالة طمأنة موضحًا أننا نُحافظ على الاكتفاء الذاتي من محصول الأرز، وهي نقطة الفصل الأساسية الأهم، وهي واحدة من الملفات التي توليها الدولة جل اهتمامها، في سبيل خطة ترشيد استهلاك المياه، ودفع العمليات التنموية التي تستهدف إضافة 2.5 مليون فدان، ضمن خطة التنمية الزراعية المُستدامة 2030.
موضوعات قد تهمك:
تربية النعام.. شروط ومساحة إنشاء المزرعة لكل مرحلة عمرية “بالأرقام”
محصول الأرز وعلاقته بشركات الأدوية
ركز الدكتور مجاهد عمار على القيمة الغذائية الخاصة بـ”الأرز”، موضحًا أنه يحتوي على العديد من المعادن والفيتامينات، علاوة على جنين الأرز الغني بعنصر الأوميجا 3، ما دعا العديد من الشركات العاملة في مجال الأدوية، للاعتماد عليه في صناعة بعض المُكملات الغذائية.
إقرأ أيضًا:
التسمم بالثعابين.. أبرز 24 عرضًا ظاهريًا و12 توصية للعلاج والإسعاف
تصحيح مفاهيم خاطئة عن الأرز
صحح “عمار” الاعتقاد الشائع عن الأرز، والذي يضعه في قفص الاتهام، بأنه أحد الأسباب التي تؤدي لزيادة الوزن، موضحًا أن هذا الأمر غير صحيح بالمرة، مُدللًا على ذلك بأنه رغم اعتماد أغلب الدول الآسيوية على الأرز في وجباتها الثلاث، بالإضافة للمُقبلات والحلويات، إلا أننا نجدهم من أكثر الشعوب التي تحتفظ برشاقتها ووزنها القياسي السليم، ما يؤكد أن طُرق الطهي التي تعتمد على استخدام الدهون بكثرة هي السبب.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
مكافحة الآفات الزراعية.. أهم الإرشادات والتوصيات الفنية