محصول الأرز واحد من أهم السلع التي يعتمد عليها المصريين في غذائهم اليومي، ما يضعها ضمن المُنتجات والسلع الاستراتيجية، التي ارتفعت أسعارها بشكل مُبالغ فيه، ما فرض تدخل الحكومة عبر سلسلة من القرارات الحاسمة، للحد من هذا الارتفاع المُبالغ فيه، وتوفير السلعة بالحد الأدنى المقبول لدى جمهور المُستهلكين.
على الجانب الآخر ارتفعت شكاوى مُزارعي محصول الأرز، بشأن التحديات التي تواجههم على مدار الموسم، والتي تحول دون وصولهم لتحقيق الربحية التي تؤمن توفير مُستلزمات الإنتاج، مع الوصول لحد الربحية الذي يُكافىء حجم الجهد المبذول على مدار الموسم.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية دينا هاني، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت فاتن الوكيل – إحدى مزارعات محافظة كفر الشيخ – ملف أزمة ارتفاع أسعار الأرز بالشرح والتحليل، مُسلطةً الضوء على أبرز التحديات والصعوبات التي تواجه جموع المُزارعين على مدار الموسم.
محصول الأرز وموقعه على الخريطة الإنتاجية لمحافظة كفر الشيخ
في البداية تحدثت فاتن الوكيل عن كفر الشيخ بوصفها واحدة من أكثر المُحافظات إنتاجية على صعيد المحاصيل الزراعية، وفي مُقدمتها الأرز والبنجر والقطن، وغيرها من الحاصلات والسلع الاستراتيجية التي تمس الأمن الغذائي القومي.
محصول الأرز.. أبرز المشاكل التي تواجه المُزارعين
سلطت “الوكيل” الضوء على أبرز المشاكل التي تواجه مُزارعي كفر الشيخ، وفي مُقدمتها مُشكلة مياه الري، والتي أثرت بالسلب على التربة وحجم الإنتاجية المُتوقعة من وحدة المساحة.
ارتفاع ملوحة مياه الري
أوضحت أن مياه الري المُستخدمة في الأراضي المُخصصة لزراعة محصول الأرز، واحدة من أخطر الإشكاليات التي تواجه مُزارعي كفر الشيخ، نظرًا لكونها مياه مخلوطة بـ”الصرف الزراعي”، ما يعني أنها مُحملة بنسبة كبيرة من الأملاح الثقيلة، وهو الأمر الذي يعود على التربة بالسلب.
ولفتت إلى أن إشكالية ارتفاع ملوحة مياه الري المُستخدمة في زراعة الأرز تفرض على المُزارعين اللجوء إلى العديد من المُخصبات لرفع كفاءة التربة، مؤكدةً أن الإنتاجية النهائية للفدان تتراوح ما بين 1.5 إلى 3 طن، كأقصى طاقة إنتاجية مُمكنة.
وكشفت أن مشكلة ارتفاع درجة ملوحة المياه المُستخدمة في زراعة محصول الأرز، تؤدي إلى تآكل الشتلات، ما يؤدي لاتساع المسافات بينها، والنزول بمُعدل الإنتاجية وخسارة 50% منها.
ارتفاع تكلفة مُستلزمات الإنتاج
شكت “الوكيل” من ارتفاع تكلفة مُستلزمات الإنتاج، الناجمة عن استخدام العديد من المُركبات، التي يتم استيرادها من الخارج، علاوة على ارتفاع تكلفة استخدام الأيدي العاملة، نتيجة تغيير استراتيجيات الزراعة، والاعتماد على تقنيات “الشتل” بدلًا من “الزراعة البدار” لترشيد استهلاك المياه.
وطالبت “الوكيل” بتوفير كافة مُستلزمات الإنتاج ومنها “الكيماوي” في الجمعيات الزراعية، ولو بسعر السوق الحر، بوصفها من أهم ركائز نجاح موسم زراعة الأرز، مع مد خطوط التواصل مع المُزارعين قبل اتخاذ أي قرارات تخص أنشطتهم ومصادر دخلهم الأساسية.
وأشارت إلى أن ارتفاع مُستلزمات الإنتاج مع عدم توفير مظلة التسويق بالسعر العادل، يؤدي للجوء بعض المُزارعين لطحن الأرز، وتقديمه كعليقة للماشية، نظرًا لتدني الأسعار ووصولها لما هو دون الكسب والذرة.
تبعات قرار تحديد سعر محصول الأرز
أكدت “الوكيل” أن قرار تحديد سعر بيع وتداول الأرز، أدى لتبعات سلبية خطيرة، أدت إلى استخدامه كـ”علف” للدواجن والطيور والماشية، ما ساهم في تفاقم الأزمة، ومُضاعفة سعر المُنتج النهائي المُتاح بالأسواق.
ولفتت إلى أن تسعير الأرز وحده دون باقي السلع الأساسية المُتاحة في الأسواق، ضاعف من حجم الضغوط المفروضة على المُزارعين، في ظل عدم اتضاح الرؤية بالنسبة لباقي المُنتجات ومنها الزيت والسكر.
موضوعات قد تهمك
محصول الأرز.. أفضل المبيدات لمقاومة اللفحة وتوصيات صنف “سخا 107”
محصول الأرز.. أفضل 3 أصناف للزراعة بنهايات الترع والأراضي سيئة الصرف
إقرأ أيضًا
محصول الأرز.. 6 مكاسب اقتصادية وأبرز التحديات التي تواجه الباحثين
محصول الأرز.. ضربة موجعة للمحتكرين وأسباب فشل تجربة الاستيراد
لا يفوتك
كارت الفلاح الذكي.. مزايا وخدمات لجموع المُزارعين