محاصيل الموالح واحدة من الحاصلات التصديرية الاستراتيجية التي تحتل مكانة مرموقة في قائمة صادراتنا الزراعية، ما دعا لتوفير كافة أشكال الدعم الفني والإرشادي، عبر كافة المنصات الإرشادية التابعة للدولة، ومنها قناة مصر المستقبل التي استضافت الدكتور عماد الدين السيد عبد الرازق، أستاذ الفاكهة بمعهد البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومي للبحوث، لتقديم روشتة علمية للارتقاء بمعدلات الإنتاجية، وتجاوز المشكلات الناجمة عن التغيرات المناخية وتقلبات الحرارة بسبب تغيير الفصول.
محاصيل الموالح في مصر
ركيزة الاقتصاد الوطني وفرص التصدير الواعدة
استهل الدكتور عماد الدين السيد عبد الرازق، أستاذ الفاكهة بمعهد البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومي للبحوث، حديثه خلال استضافته ببرنامج «مصر كل يوم» مع الإعلامي سامح عبدالهادي على قناة مصر المستقبل، بالإشارة إلى أن مصر تمتلك تركيبة محصولية متنوعة في القطاع الزراعي، والتي استطاعت أن توفر للبلاد مميزات عديدة.
وأوضح أن هذه التركيبة تشمل أراضي زراعية شاسعة، وتوافر لفرص العمل، فضلًا عن وجود بعض المحاصيل التي تتمتع بميزة تنافسية قوية في الأسواق الخارجية، ومؤكدًا على امتلاك مصر لميزة إنتاجية ناتجة عن جودة المناخ والمياه والتربة، والتي تسهم في تحقيق زيادة في الإنتاج.
واستشهد بنجاح محاصيل الموالح ودخولها إلى أسواق عالمية متنوعة، مضيفًا أن مصر حققت أرقامًا مرضية في تصدير المحاصيل الزراعية بشكل عام، مما ساهم في تحسين الاقتصاد، وكشف عن تمكن مصر من دخول أسواق ذات معايير دقيقة جدًا مثل السوق الياباني بمنتجات مطابقة للمواصفات، ومسلطًا الضوء على أهمية التعرف على مستقبل زراعة محاصيل الموالح في مصر، وما تم تحقيقه في هذه المرحلة، وأهميتها الاقتصادية والغذائية، والتحديات التي تواجهها وكيفية التغلب عليها.
الأهمية الاقتصادية لمحاصيل الموالح
أكد الدكتور عماد الدين السيد عبد الرازق على أن محاصيل الموالح تعتبر محصول الفاكهة الأول في مصر من حيث المساحة، مشيرًا إلى أن المساحة المزروعة بالموالح تبلغ حوالي 500 ألف فدان، وتنتج حوالي 5 ملايين طن من أصناف الليمون والبرتقال واليوسفي والجريب فروت وحتى الموالح النادرة مثل الكيم كوات.
وأوضح أن الأهمية الاقتصادية لهذه المحاصيل كبيرة وأن مصر حققت نجاحًا وتفوقًا في زراعتها، لافتًا إلى أن محصول الموالح في مصر يتميز بجودته العالية ويحظى بقبول واسع في السوق المحلي والعالمي على حد سواء، وكشف عن وصول مصر إلى 163 سوقًا عالميًا، مع الحفاظ على جودة إنتاج معينة تلقى هذا القبول العالمي.
وشدد على أن مصر تعتبر من الدول المصدرة الرئيسية للموالح، حيث تحتل المرتبة الأولى عالميًا في تصديرها للعام الخامس على التوالي، وأضاف أن حجم التصدير وصل إلى حوالي مليون وثلث طن، وهو ما يشكل أكثر من ربع الإنتاج المحلي تقريبًا على مدار العام.
الأهمية الغذائية لمحاصيل الموالح
لفت “عبد الرازق” الانتباه إلى ضرورة الاهتمام بتوفير الموالح كثمرة غذائية هامة للأسواق المصرية ومتطلبات السوق المحلي، مؤكدًا في الوقت نفسه على أهمية تلبية طلب الأسواق العالمية على منتجات الموالح المصرية، ومشددًا على ضرورة الاتجاه نحو زيادة الإنتاج من أجل توفير الغذاء للمواطن ورفع العائد القومي من الصادرات.
وأوضح أن هناك طلبًا كبيرًا على المنتج المصري في دول العالم، معللًا ذلك بأن ثقافة الغذاء لديهم تتضمن وعيًا شديدًا بالقيمة الصحية للموالح، والتي قد لا يلتفت إليها البعض في الداخل، ومستشهدًا ببعض الدول التي تزرع البرتقال في الشوارع مجانًا ويستفيد منه الشباب في مشاريع بسيطة، ومضيفًا أن للموالح قيمة غذائية عالية، حيث تحتوي على الكثير من مضادات الأكسدة التي تقاوم السرطانات والشيخوخة وتحمي الجسم من الجلطات وانسداد الشرايين.
وتابع أن محاصيل الموالح تتميز بمحتواها العالي من فيتامين سي الذي يعالج نزلات البرد ويقي منها، بالإضافة إلى احتوائها على العديد من المركبات المضادة للأكسدة التي تحافظ على النشاط الحيوي للجسم.
وأشار إلى أن محاصيل الموالح تعتبر مصدرًا رئيسيًا في العديد من البلدان الأوروبية للوقاية من انخفاض درجات الحرارة ونزلات البرد، وأعرب عن أسفه لتغير الأجيال الجديدة في أنماطها الغذائية وابتعادها عن تناول الموالح بشكل كبير كما كان في السابق، مؤكدًا على أن الموالح كانت لا تخلو من البيوت المصرية في الشتاء، بل واستمر استخدام الليمون في الطهي والتخليل والعصائر وحفظ الأطعمة حتى في الصيف.
التحديات الرئيسية التي تواجه زراعة محاصيل الموالح في مصر
عدد الدكتور عماد الدين السيد عبد الرازق التحديات التي تواجه زراعة محاصيل الموالح في مصر، موضحًا أن المرحلة الممتدة من التزهير والعقد والمحافظة على الثمرة حتى وصولها للمستهلك تعتبر التحدي الأعظم.
وأكد على أن نجاح مرحلة التزهير والعقد بشكل كبير يؤثر إيجابًا على المراحل اللاحقة، ومشددًا على أن هذه المرحلة من أصعب المراحل وأكثرها خطورة التي تواجه زراعة الموالح في مصر، وخاصة في ظل التغيرات المناخية من ارتفاع أو انخفاض أو تذبذب درجات الحرارة، والتي تؤثر على التزهير والتلقيح والإخصاب ومن ثم العقد وتكون الثمرة، مما قد يؤدي إلى فقدان المحصول في النهاية.
وأوضح أن هناك حلولًا لمواجهة هذه التغيرات المناخية والتغلب عليها والتكيف معها بهدف الحفاظ على المحصول، وضمان نجاح عملية التزهير وتحقيق نسبة عقد عالية وإنتاج أصل جيد بكميات كبيرة لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والتصدير.
وأشار إلى التوسع في زراعة الموالح في محافظات جديدة مثل النوبارية والصالحية نتيجة لاستصلاح الأراضي وتوفر مياه النيل، بعد أن كانت الغربية والقليوبية تشتهران بزراعتها قديمًا.
وفسر المقصود بالتغيرات المناخية بأنه تذبذب شديد في درجات الحرارة أو تباين بين حرارة النهار وبرودة الليل، بالإضافة إلى موجات الحر الشديد أو الصقيع غير المعتادة، والتي تؤثر سلبًا على النشاط الحيوي للأشجار وعملية التمثيل الضوئي، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ معاملات معينة للحفاظ على الأشجار عند ارتفاع درجات الحرارة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
«الموالح »..6 توصيات هامة لبرنامج المكافحة المتكامل خلال أبريل تعرف عليها
محاصيل الموالح.. مخاطر التقليم الجائر وفوائد الرش بالعناصر الصغرى والكبرى والتسميد الأرضي
محاصيل الموالح.. انعكاسات رشة الجبرليك آسيد وفوائد اليوريا المنخفضة