محاصيل الموالح تحتل مكانة مرموقة في قائمة صادراتنا الزراعية، وتمثل رقمًا ملموسًا في معادلة الدخل القومي من العملة الصعبة، ما دعا للاهتمام بها وتقديم كافة أشكال الدعم الفني والإرشادي لمزارعيها، لمضاعفة معدلات الجودة والإنتاجية المتوقعة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، طرح الدكتور مهدي عبد الرؤوف عجوة – الباحث بقسم بحوث الموالح بمحطة بحوث البساتين جنوب التحرير، العديد من الأفكار وقدم عدة نصائح لجموع المزارعين، للارتقاء بمعدلات الإنتاجية والوصول لمعايير الجودة القياسية.
نصائح خاصة لمزارعي محاصيل الموالح
في البداية تحدث الدكتور مهدي عبد الرؤوف عجوة عن بعض الممارسات الخاطئة التي يقع فيها مزارعي محاصيل الموالح، وفي مقدمتها الإبقاء على الثمار فوق الأشجار، بالإضافة لتداعيات التقليم الجائر، التي تؤثر بالسلب على حجم الإنتاجية المتوقعة.
مخاطر تأخير الجمع والإبقاء على الثمار فوق الشجرة
وأوضح «عجوة» أن في مقدمة هذه الأخطاء الإبقاء على ثمار محاصيل الموالح فوق الأشجار، لافتًا إلى أن هذا الأمر يضاعف من نسبة الفاقد المتوقعة.
ولفت الباحث بقسم بحوث الموالح بمحطة بحوث البساتين جنوب التحرير، أن الوقوع في خطأ الإبقاء على الثمار فوق الأشجار، يترتب عليه زيادة حجم الإجهاد الواقع على الشجرة.
علاج خطأ التقليم الجائر
وقدم الدكتور مهدي عبد الرؤوف عجوة حلًا فاعلًا للمشاكل الناجمة عن التقليم الجائر، الذي قد يلجأ إليها بعض المزارعين، جراء اضطرارهم لإزالة نسبة كبيرة من الأوراق، نتيجة الاصفرار والإصابات المرضية، موضحًا أن علاجها وتلافي أضرارها سهل وبسيط.
وأوضح أن يتوجب على المزارعين في هذه الحالة الاهتمام برش العناصر الصغرى والكبرى والتسميد الأرضي، قبل الدخول في فترة نمو الربيع، التي تمتد من شهر مارس وحتى شهر مايو، وقبل ذروة ارتفاع درجات الحرارة، التي عادة ما تبدأ خلال شهري يوليو وأغسطس.
وشدد “عجوة” على ضرورة الالتزام برشة العناصر الصغرى والكبرى والتسميد الأرضي خلال الفترة من شهر مارس وحتى شهر يونيو، لتغذية المجموع الخضري بشكل ملائم، لتغطية وكسوة الشجرة بشكل جيد وكاف، ومساعدتها على تكوين مجموع خضري مثالي.
قواعد ومحاذير التقليم
وتطرق «عجوة» إلى ثاني المعاملات الواجبة، موضحًا أنه يتحتم على المزارع إتمام عملية التقليم، بمجرد الانتهاء من جمع المحصول.
وأكد أن المعاملات الزراعية التي يتم اجراؤها خلال فصل الشتاء تعد من أخطر المعاملات المفصلية الحاكمة لنجاح موسم زراعة الموالح المقبل كمًا وكيفًا.
خطأ شائع
وكشف أن بعض المزارعين يعتقدون اعتقادًا خاطئًا بعدم وجود أي داعي لإجراء أي معاملات زراعية خلال هذه الفترة، على اعتبار انها في فترة سكون، وهو اعتقاد خاطئ لأن أشجار الموالح مستديمة الخضرة وليس لها أي فترات سكون.
أهمية التقليم
وأشار إلى اهمية المعاملات الزراعية الفنية التي يتم إجراؤها على أشجار الموالح خلال فترة فصل الشتاء، وفي مقدمتها التقليم وتفتيح قلب الشجرة والتخلص من الأفرع الصفراء والجافة والمصابة أو التي تلامس الأرض أو المحتمل ملامستها للأرض حال حمل المحصول.
موعد تطبيق رشة أوكسي كلور النحاس
ونبه إلى مدى أهمية تنفيذ رشة أوكسي كلور النحاس أو المادة النحاسية في اليوم التالي للانتهاء من عمليات التقليم، مشددًا على خطورة تأجيلها أو تأخيرها.
وأكد «عجوة» أن إجراء رشة أوكسي كلور النحاس هام وعاجل لتطهير كافة الجروح الناجمة عن عمليات التقليم، للحيلولة دون حدوث أي إصابات فطرية محتملة.
وأضاف الباحث بقسم بحوث الموالح أن تداعيات وتبعات الوقوع في مثل هذه الأخطاء يظهر على المدى البعيد، ويترجم لفوارق رقمية كبيرة في إجمالي حجم الإنتاجية ومعدلات الجودة.
تطهير وتعقيم أدوات التقليم
وشدد «عجوة» على ضرورة ان تكون الادوات المستخدمة في تنفيذ عمليات التقليم خاصة بالمزرعة ومعقمة بشكل جيد وفقًا لما هو وارد بالتوصيات.
والأمر عينه حال استخدام فرق التقليم لأدواتها الخاصة، وهي المسالة التي تفرض اهتمامًا أكبر بتطبيق عمليات التعقيم، للحيلولة دون نقل عدوي الإصابة بأي مرض من وإلى مزارع محاصيل الموالح وبعضها.
الفحص الظاهري وقواعد تقليم الأشجار المصابة
ونصح الباحث بمحطة بحوث البساتين جنوب التحرير، بعدم المغالاة في إجراء عمليات التقليم، أو ما يعرف بالتقليم الجائر، مشددًا على ضرورة إجراء الفحص الظاهري اللازم للأشجار وبخاصة منطقة الجذع والأفرع الرئيسية.
وأوصى “عجوة” بإرجاء تطبيق معاملات تقليم الأشجار التي تظهر عليها مؤشرات الإصابة بالأمراض التصمغية، وتأجيلها حتى الانتهاء من تقليم الأشجار السليمة بكامل المزرعة، للحيلولة دون نقل مسببات العدوى، مع الالتزام بقواعد التعقيم والتطهير الموصى بها عند التعامل مع هذه الأشجار المصابة.
تداعيات زيادة الإجهاد الواقع على الشجرة
وكشف عن تداعيات زيادة الإجهاد الواقع على الشجرة، موضحًا أنه يدفع الشجرة للدخول إلى مرحلة التزهير وهي منهكة ومستنزفة، ما يؤدي لانخفاض معدلات تزهيرها، وبالتبعية تراجع مدى قدرتها على الإمساك بالعقد.
وشدد الباحث بمحطة بحوث البساتين جنوب التحرير على ضرورة الانتهاء من كافة معاملات جمع محاصيل الموالح خلال الفترة الحالية، لتجنب تعريض الشجرة للإصابة بالإجهاد.
تنفيذ رشة اليوريا المنخفضة
وتابع شرحه لأهم الإجراءات الواجب تنفيذها وفي مقدمتها الانتهاء من تنفيذ معاملة رش اليوريا المنخفضة، وذلك خلال الفترة من ٢٠ ديسمبر وحتى ٢٢ إلى ٢٥ يناير، لافتًا إلى فوائدها المتعددة وأبرزها زيادة حجم المخزون الغذائي داخل الشجرة، وبالتبعية تعويض أي إجهادات تعرضت لها، علاوة على مضاعفة عدد النورات.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات الفنية والحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
صادرات الموالح.. دور الحجر الزراعي والمجلس التصديري لمضاعفة عوائد الحاصلات البستانية
العفن الهبابي والندوة العسلية على الموالح.. الأسباب وطرق الوقاية والمكافحة الموصى بها