محاصيل الموالح واحدة من الحاصلات التصديرية الاستراتيجية التي تحتل مكانة مرموقة في قائمة صادراتنا الزراعية، ما دعا لتوفير كافة أشكال الدعم الفني والإرشادي، عبر كافة المنصات الإرشادية التابعة للدولة، ومنها قناة مصر المستقبل التي استضافت الدكتور عماد الدين السيد عبد الرازق، أستاذ الفاكهة بمعهد البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومي للبحوث، لتقديم روشتة علمية للارتقاء بمعدلات الإنتاجية، وتجاوز المشكلات الناجمة عن التغيرات المناخية وتقلبات الحرارة بسبب تغيير الفصول.
محاصيل الموالح وقواعد التقليم وأهمية الري في الشتاء
أكد الدكتور عماد الدين السيد عبد الرازق أن بعض المزارعين يلجأون إلى تقليم محاصيل الموالح بدءًا من منتصف شهر ديسمبر وقبل الخدمة الشتوية، موضحًا أن التقليم في الموالح أصبح له فكر جديد مع التغيرات المناخية، حيث تستدعي درجات الحرارة العالية الحفاظ على كساء أخضر للشجرة، وبالتالي يجب أن يكون التقليم متوازنًا وخفيفًا، مع إمكانية تأجيله إلى وقت الشتاء، وذلك لحماية المجموع الخضري في حالة حدوث موجات برد عالية، حيث يمكن بعد انتهاء الموجة قص الأجزاء التالفة والإبقاء على نسبة جيدة من النورات الورقية.
وأوضح أن التساقط ظاهرة طبيعية في الموالح، ولكن يجب التحكم فيها، ثم عاد ليؤكد على أهمية خلط بعض الأحماض الأمينية أو مستخلصات الطحالب مع رشات اليوريا، حيث يفيد ذلك في تكوين المادة الكربوهيدراتية بشكل جيد ويقي من التغيرات المناخية.
وتطرق إلى ظاهرة تساقط الثمار، موضحًا أن هناك تساقطًا طبيعيًا وآخر غير طبيعي، بالإضافة إلى تساقط شهر يونيو الناتج عن الرياح الساخنة المعروفة برياح الخماسين، وشدد على أن التساقط ضروري لأن ليس كل الأزهار تعقد، مشيرًا إلى أن نسبة عقد 2% من إجمالي الأزهار تعتبر نسبة ممتازة نظرًا للكميات الكبيرة من الأزهار التي تنتجها الشجرة.
ولفت إلى أهمية الري في فترة الشتاء، حيث يمكن ملاحظة اختلاف حالة أشجار الموالح بين حقول متجاورة بناءً على الاهتمام بالري خلال الشتاء، موضحًا أن بعض المزارعين يعتقدون أن الشتاء يستدعي تقليل الري، بينما الاهتمام بالري بكميات مناسبة أمر ضروري.
وأكد على أن المعاملات الشتوية لا تقتصر على رشات اليوريا والتقليم الخفيف والتسميد العضوي، بل يجب الاهتمام الشديد بالري أثناء الشتاء ومتابعة الأرصاد الجوية لمنح المياه اللازمة عند المنخفضات الجوية، مشددًا على أن المياه ضرورية ولا يجب إهمالها بحجة برودة الجو.
وأشار إلى أنه بعد هطول الأمطار يجب إعطاء دفعة ري لدفع الأملاح المتكونة في منطقة الجذور، مؤكدًا على أن العمل داخل بستان الموالح مستمر طوال العام نظرًا لطبيعة الأشجار المثمرة والمعمرة التي تحتاج إلى تغذية مستمرة للحفاظ على صحتها وإنتاجيتها، وأن محصول اليوم هو نتاج عمل عام كامل وليس وليد اللحظة.
التوازن بين الري والتسميد ومراعاة المراحل الفسيولوجية المختلفة للأشجار
أوصى الدكتور عماد الدين السيد عبد الرازق في نهاية حديثه بضرورة تحقيق التوازن في برنامج الري، مشددًا على أن الإفراط في الري يسبب ضررًا، وأن برنامج الري يجب أن يسير جنبًا إلى جنب مع التسميد المتوازن، مع مراعاة المراحل الفسيولوجية المختلفة للشجرة، موضحًا أنه في مرحلة التزهير يجب التحضير لها باستخدام مركبات الفوسفور العالية قبل بدايتها.
وأشار إلى اختلاف طبيعة بعض الأصناف مثل أبو سره الذي يعقد بكريًا وليس بالتلقيح والإخصاب، مؤكدًا على أن عملية التلقيح والإخصاب تزيد من بقاء الثمرة لاحتوائها على أوكسينات عالية، بينما في أبو سره يجب استخدام السيتوكينينات مع بداية التزهير ثم الجبريلينات بعد العقد.
وشدد على ضرورة متابعة الري بشكل جيد في هذه الأصناف الحساسة، حيث يؤدي أي تذبذب في درجات الحرارة إلى تساقط الأزهار، ونصح باستخدام منظمات النمو بالشكل والتوقيت الموصى بهما في بعض الأصناف الحساسة.
وتطرق إلى المعاملات المطلوبة في شهر أبريل الحالي، حيث تبدأ مرحلة التزهير والعقد، موضحًا أنه بالإضافة إلى المتابعة يجب الاهتمام برش أشجار محاصيل الموالح بالعناصر الصغرى وخاصة عنصر الزنك الذي يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على الثمار، والاهتمام برش الأحماض الأمينية والمحافظة على نظام الري وبرنامج التسميد البوتاسي في هذه الفترة.
وأكد على أن العمل المستمر طوال العام هو السبيل لتحقيق أعلى إنتاجية وتقليل عملية التساقط التي تسبب خسائر كبيرة في المحصول.
وأضاف ملاحظة هامة تتعلق بمواجهة الرياح الشديدة، موصيًا بضرورة وجود مصدات رياح جيدة حول بساتين الموالح، سواء في الأراضي الصحراوية أو الطينية، للحد من تأثير الرياح الشديدة التي قد تؤدي إلى تساقط الثمار، بالإضافة إلى الاهتمام بالري الجيد.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
«الموالح »..6 توصيات هامة لبرنامج المكافحة المتكامل خلال أبريل تعرف عليها
محاصيل الموالح.. مخاطر التقليم الجائر وفوائد الرش بالعناصر الصغرى والكبرى والتسميد الأرضي
محاصيل الموالح.. انعكاسات رشة الجبرليك آسيد وفوائد اليوريا المنخفضة