محاصيل الموالح تحتل مكانة مرموقة في قائمة صادراتنا الزراعية، وتمثل رقمًا ملموسًا في معادلة الدخل القومي من العملة الصعبة، ما دعا للاهتمام بها وتقديم كافة أشكال الدعم الفني والإرشادي لمزارعيها، لمضاعفة معدلات الجودة والإنتاجية المتوقعة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، طرح الدكتور مهدي عبد الرؤوف عجوة – الباحث بقسم بحوث الموالح بمحطة بحوث البساتين جنوب التحرير، العديد من الأفكار وقدم عدة نصائح لجموع المزارعين، للارتقاء بمعدلات الإنتاجية والوصول لمعايير الجودة القياسية.
محاصيل الموالح
في البداية تحدث الدكتور مهدي عبد الرؤوف عجوة عن حجم الطفرة المتحققة في ملف صادرات محاصيل الموالح، موضحًا أن عقد مقارنة بسيطة بين إجمالي الصادرات بين عامي 2012 و2024، يوضح حجم الطفرة والنهضة الكبيرة التي طرأت على هذا الملف.
أسباب الطفرة الإنتاجية
وأوضح “عجوة” أن إجمالي صادرات مصر من محاصيل الموالح عام 2012 وصلت إلى مليون طنًا، فيما تضاعف هذا الرقم عام 2024 ليصل إلى 2.350 مليون طنًا، وهو الفارق الذي يوضح حجم الطفرة المتحققة في هذا القطاع.
ونفى الباحث بقسم بحوث الموالح أن يكون مرجوع هذه الزيادة المتحققة في حجم صادراتنا الزراعية من محاصيل الموالح، هو التوسعات الزراعية الجديدة، موضحًا أن إجمالي المساحة المنزرعة عام 2012 كان 465 ألف فدان، فيما وصلت إلى 525 ألف فدان عام 2024 بزيادة لا تتعدى الـ60 ألف فدان، وهو رقم لا يعول عليه في تحقيق هذا الفارق.
ولفت “عجوة” إلى أن مقارنة بسيطة بين الرقمين، وحجم الصادرات بين عامي 2012 و2024، يوضح أن المساحات المنزرعة الجديدة، لا تتعدى مساهمتها حدود الـ11%، فيما أن الزيادة الحقيقة وصلت إلى 140% تقريبًا.
ارتفاع مستوى وعي المزارعين
وعزا الباحث بقسم بحوث الموالح هذه الطفرة في حجم الإنتاجية، إلى عدة أسباب، في مقدمتها زيادة حجم الطلب العالمي على محاصيل الموالح المصرية، وبخاصة بعد جائحة كورونا، بالإضافة إلى تضاعف المساحات الزراعية المخصصة للأصناف التصديرية، وهو الجانب التطبيقي والثمرة الحقيقية للعمل وفق أجندة علمية.
ودلل “عجوة” على أن ارتفاع حجم الطلب العالمي على صادراتنا الزراعية من الموالح، يعود بالأساس إلى توافق المنتج مع المواصفات القياسية العالمية، موضحًا أن عام 2022 شهد تغيرًا وانخفاضًا بسبب تقلص حجم ووزن الثمار، بسبب زيادة الحمل الموجود على الأشجار، ما يعني أن وجود لأي ارتباط بين زيادة إجمالي الإنتاجية والمساحات المنزرعة، وبين ارتفاع حجم الطلب العالمي، والذي يرتبط بالأساس بتوافق مواصفات المنتج مع الاشتراطات والمواصفات القياسية العالمية.
وربط “عجوة” بين ارتفاع حجم الطلب العالمي على محاصيل الموالح المصرية، وتضاعف إجمالي الإنتاجية، مؤكدًا أن الرابط المنطقي والمرجعية الأساسية هنا، تعود إلى ارتفاع مستوى وعي المزارعين، والتزامهم بتطبيق كافة التوصيات الفنية والإرشادية، وهي المسألة التي ساهمت في تربع المنتج المصري على رأس قائمة الدول المصدرة.
فوائد رشة اليوريا والجبرليك آسيد
وضرب الباحث بقسم بحوث الموالح المثل بعدد المزارعين الذي التزموا بتطبيق معاملات رش اليوريا المنخفضة في آخر ديسمبر وأول يناير، موضحًا أن الغالبية العظمى منهم بات ملتزمًا بها، وهي المسألة التي توضح مدى ارتفاع مستوى الوعي.
وأكد “عجوة” أن الالتزام بتطبيق معاملات رش الجبرليك آسيد، أدى لتجاوز مشاكل مرحلة التزهير، وارتفاع مستوى جودة محاصيل الموالح، وبالتبعية زيادة حجم الإنتاجية، التي قفزت من 10 أطنان إلى 22 طنًا، وبالتبعية زيادة المتاح منها للتصدير العالمي.
وأشار إلى دور وزارة الزراعة، والمعاهد والمراكز البحثية التابعة لها، والتي عملت بجد لتقديم وإيصال نتائج الأبحاث التطبيقية، وتطويع الخدمات الإرشادية والتوصيات الفنية، لخدمة المزارعين وزيادة حجم الإنتاجية المتوقعة بحلول نهاية الموسم.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..