محاصيل الخضر ونجاح زراعتها بالأراضي الصحراوية، يتطلب إلمامًا ووعيًا كافيًا من قِبل المُزارعين، بأهم اشتراطاتها واستراتيجيات تنفيذها المُنضبطة، بما يضمن الوصول لتحقيق النتائج المرجوة منها، وتوفير هامش مُرضي من الأرباح طبقًا لوجهة النظر والقواعد الاقتصادية البحتة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور سعد جمعة – أستاذ البيئة وزراعات المناطق الجافة بمركز بحوث الصحراء – ملف قواعد واشتراطات نجاح زراعة محاصيل الخضر في الأراضي الصحراوية بالشرح والتحليل.
الأهمية الاقتصادية لمؤتمر المناخ
في البداية تحدث الدكتور سعد جمعة عن توابع استضافة مصر للنسخة السابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ “COP27″، موضحًا أنها تُمثل نقطة انطلاقة حقيقية للباحثين والجهات المعنية نحو توحيد الجهود الرامية لتقليل التداعيات السلبية لظاهرة الاحتباس الحراري.
وأوضح أن استضافة مصر لمؤتمر المناخ في هذا التوقيت يفرض المزيد من المسؤوليات على المعنيين بملف “الأمن الغذائي”، وبالأخص الأساتذة المُتخصصين والباحثين، لتسريع وتيرة عملهم فيما يخص تأمين الاحتياجات والمتطلبات الغذائية للمواطنين، ولاسيما في ظل التحديات الكبيرة التي تفرض نفسها، ممثلة في التغيرات المناخية والزيادة السكانية وقلة الموارد الطبيعية.
وأعرب أستاذ البيئة وزراعات المناطق الجافة بمركز بحوث الصحراء عن أمله في الخروج من المؤتمر بحلول فاعلة وآليات أكثر جدية ومُحددة بجدول زمني، وقابلة للتطبيق على أرض الواقع، للحد من الانعكاسات السلبية التي تضغط على اقتصاديات ومُقدرات الدول النامية، في ظل قلة الموارد والإمكانات التي تُتيح لها مُجابهة ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية.
زرعة الخضر.. وتحديات استصلاح المناطق الصحراوية
انتقل “جمعة” لنقطة بالغة الأهمية، وهي المُتعلقة بتحديات زراعة الخضر بالأراضي الصحراوية، في ظل التغيرات المناخية الحادة، مؤكدًا أن ظاهرة الاحتباس الحراري تحمل في طياتها الجانبان “السلبي والإيجابي”.
وأوضح أن الجانب السلبي يتمثل في تضاعف نسبة التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على الأراضي الصحراوية، بينما يتمثل الجانب الإيجابي في زيادة المرونة المُتاحة لدى مُزارعي تلك البيئات عن نظرائهم بالأراضي التقليدية، نظرًا لزيادة وعيهم بكيفية التعامل معها، علاوة على امتلاكهم لرأس المال الكافي، لخوض هذه المُغامرة بشكل استثماري ناضج.
موضوعات قد تهمك
الفول البلدي.. مواقيت الزراعة “قبلي وبحري” ومخاطر التبكير وأبرز 9 توصيات فنية
حشائش السعد.. طرق التعامل معها وأفضل المبيدات للتخلص منها
محاصيل الخضر.. الأهمية الاقتصادية والغذائية
سلط أستاذ البيئة وزراعات المناطق الجافة بمركز بحوث الصحراء الضوء على مدى أهمية محاصيل الخضر، مؤكدًا أنها تُمثل القوام الأساسي لنظام التغذية اليومي، للسواد الأعظم من جمهور المُستهلكين المصريين، موضحًا أن الأزمة الاقتصادية والسياسية التي نشبت بين روسيا وأوكرانيا، كان لها واسع الأثر في تعويض نقص المحاصيل النشوية “الحبوب”، عن طريق اللجوء والاعتماد بشكل أكبر على محاصيل الخضر.
وضرب الدكتور سعد جمعة المثل بمحصولي البطاطس والطماطم، مؤكدًا أن توافر الأول يقلل استهلاك المواطنين للخبز، فيما يمثل الثاني عصب حياة المصريين اليومي، كأحد أكثر محاصيل الخضر استخدامًا على مدار اليوم.
زراعة محاصيل الخضر.. أبرز الاختلافات بين الأراضي الصحراوية والقديمة
تطرق “جمعة” إلى أبرز الاختلافات الخاصة بزراعة محاصيل الخضر بالأراضي الصحراوية عن نظريتها بالأراضي القديمة، موضحًا أن نمط الزراعة الأول يفرض مجموعة كبيرة من الضوابط الصارمة، لضمان نجاح الموسم وتحقيق النتائج المرجوة منه، وفي مُقدمتها الاعداد وتجهيز التربة لعملية الزراعة، نظرًا لما تتسم به هذه الأراضي من فقر ونقص شديد في عناصرها الغذائية.
ولفت إلى أن هذه الإشكاليات تفرض على مُزارعي محاصيل الخضر بالأراضي الصحراوية، الالتزام بتنفيذ كافة المُعاملات الزراعية في توقيتاتها المُثلى المُحددة بشكل صارم، وعلى أعلى درجة من الجودة طبقًا للتوصيات الفنية الواردة بهذا الشأن، والتي تمثل 70% من فُرص نجاح هذه التجربة، مقارنة بالأراضي القديمة، التي يُمكن لمُزارعيها التغاضي عن تنفيذ بعض المُعاملات، اعتمادًا على مُقومات التربة الطبيعية.
إقرأ أيضًا
زراعة القمح.. “المحاصيل الحقلية” يكشف آخر مستجدات ملف “التقاوي”
محصول القمح.. حافز التوريد الإضافي وأحدث القرارات الخاصة بـ”الكارت الذكي”
محاصيل الخضر.. أبرز 9 توصيات فنية ومحاذير إهمالها
لخص أستاذ البيئة وزراعات المناطق الجافة بمركز بحوث الصحراء أهم خطوات زراعة محاصيل الخضر التي تكفل نجاح الموسم في النقاط التالية:
1. اختيار نوع المحصول وبالإلمام بكافة مُتطلباته
2. تجهيز التربة وحرثها في التوقيت المُحدد والأمثل لها
3. إتاحة الوقت الكافي واللازم لتشميس التربة
4. التخلص من بقايا المحصول السابق
5. زراعة المحصول في التوقيت الأمثل والوارد بالتوصيات
6. اختيار الصنف المناسب للبيئة والمنطقة الجغرافية والمناخية
7. الالتزام بالكثافة النباتية المُنضبطة
8. الاعتدال في مُعاملات التسميد
9. تنفيذ مُعاملات الري بشكل مُنضبط دون إفراط أو تعطيش
وحذر “جمعة” من تبعات التغاضي عن تنفيذ أيًا من الخطوات السابقة، أثناء زراعة محاصيل الخضر بالأراضي الصحراوية، والتي قد تُكلف المُزارعين خسارة نسبة كبيرة من حجم الحصاد المُتوقع بحلول نهاية الموسم.
لا يفوتك