لمزارعي محصول البنجر.. كيف تصل لأعلى نسبة تركيز للسكر؟

المحاصيل السكرية بشكل عام ومحصول البنجر بشكل خاص كان محور حديث الدكتور عيد محمد محارب، رئيس قسم التربية والوراثة بمعهد المحاصيل السكرية، التابع لمركز البحوث الزراعية، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج «مصر كل يوم»، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.

قواعد ري محصول البنجر

في البداية تحدث الدكتور عيد محمد محارب عن مزايا تطبيق استراتيجيات الري الحديث وانعكاساتها الايجابية على محصول البنجر، موضحًا أنها تحول دون حدوث العديد من الأخطاء، التي يتم ارتكابها من قِبل المزارعين.

وأوضح أن استراتيجيات الري الحديث تصلح أكثر مع نظم زراعة «المونوجيرم»، والتي يتم الاقتصار فيها على نبات واحد، بمعدل ٤٠ ألف نبات للفدان، وهي المعادلة الرقمية الصحيحة، التي تضمن الوصول لحصاد يتخطى الـ٤٠ طنًا للفدان، بناءًا على هندسة الحقل، والالتزام بالكثافة النباتية المعتمدة، مع التطبيق الواعي للتوصيات الفنية الواردة بشأنها.

نسبة استخلاص السكر

تطرق «محارب» إلى ملف آخر في غاية الأهمية، والخاص بنسبة السكر المستخلصة والحدود المثلى المتفق عليها، موضحًا أن الحد المعتمد لتركيز السكر هو١٦٪، فيما يتحصل المزارع على ميزة عينية وحافز إضافي، نظير كل درجة تركيز أعلى عن هذا الحد.

كيف تصل لأعلى نسبة تركيز للسكر؟

احذر ارتكاب هذا الخطأ..

قدم رئيس قسم التربية والوراثة بمعهد المحاصيل السكرية عددًا من النصائح والتوصيات الفنية والإرشادية، التي تعزز فرص مزارعي محصول البنجر للوصول لأعلى نسبة تركيز للسكر، مشددًا على عدم الإسراف في إضافة الأسمدة النيتروجينية.

وأكد أن الإسراف في إضافة الأسمدة النيتروجينية يمثل أحد أبرز الأخطاء التي يقع فيها مزارعي محصول البنجر، والتي تؤدي لنتيجة معاكسة ومغايرة، حيث تضاعف من نسبة النموات الخضرية، وتقلص بالتبعية نسبة تركيز السكر في النباتات.

فوائد إضافة «البورون»

نصح الدكتور عيد محمد محارب ١ إلى ٢ كجم من البورون قبل موعد الحصاد، نظرًا لدوره المحوري في تسريع وتيرة وتسهيل عملية نزول السكر من الأوراق إلى الجذور.

هل زيادة حجم النبات مفيد للمزارع؟

نبه «محارب» إلى عدم صحة بعض المعتقدات الشائعة بين مزارعي محصول البنجر، والتي تفيد بأن كبر حجم الثمار يعد أحد أسباب زيادة معدلات الربحية، موضحًا ان زيادة حجم الثمرة ناجم عن ارتفاع نسبة الغيابات وعدن الالتزام بالكثافة النباتية الموصى بها، ومؤكدًا ان المعيار الأساسي هو نسبة تركيز السكر في النبات وليس حجم الثمار.

اشتراطات الرية الأولى

كان الأستاذ المساعد بمعهد المحاصيل السكرية قد استهل حديثه بتقديم شرح مبسط لبعض قواعد واشتراطات ري محصول البنجر، موضحًا أن الرية الأولى هي المشبعة، وذلك بالنظر إلى حالة البذور التي يتم زراعتها، والتي تكون لازالت قاصرة وصلبة، ما يستدعي تلبية احتياجاتها المائية وإشباعها، مع تغطية الخطوط بشكل كافي.

وأوضح أنه يتوجب على مزارعي محصول البنجر تنفيذ الرية الأولى صباحًا، على أن يتم متابعة النباتات في نفس اليوم ليلًا، لافتًا إلى ضرورة صرف مياه الري المتبقية بشكل فوري، نظرًا لحساسية هذا النبات الشديدة تجاه المشاكل المترتبة على سوء الصرف.

ونصح “محارب” جموع مزارعي محصول البنجر بتنفيذ عمليات الري التالية على الحامي، لتحاشي المشاكل المترتبة على زيادة معدلات الري وسوء الصرف على حد سواء، وتحقيق المكاسب الاقتصادية المستهدفة من هذه العروة.

توقيت عمليات الخف

أكد رئيس قسم التربية والوراثة بمعهد المحاصيل السكرية على عدم وجود توقيت زمني محدد لتنفيذ عملية الخف، موضحًا أن القاعدة الأساسية الحاكمة لهذه العملية، هو ظهور أول 4 إلى 6 ورقات حقيقية على النبات، وهي المؤشر الأساسي لبدء هذه المعاملة.

طريقة وقواعد عملية الخف

تطرق “محارب” إلى قواعد وطريقة تنفيذ عملية الخف، لافتًا لوجود طريقتين لزراعة محصول البنجر، هي “المونجيرم”، أو “المالتي جيرم” أو النظام المتعدد، المعمول به في غالبية الأراضي القديمة.

وأشار إلى أن طريقة زراعة محصول البنجر تقوم على وضع من بذرتين إلى ثلاثة بذور بالجورة الواحدة، البذرة يخرج منها حوالي 6 شتلات، لافتًا إلى أن أساس عملية الخف يقوم على إزالتها جميعها مع الإبقاء على نبات واحد بكل جورة.

الاستثناء الوحيد لقواعد الخف

كشف عن الاستثناء الوحيد لقواعد وأساسيات تنفيذ عملية الخف، موضحًا أنه يتوجب على مزارعي محصول البنجر الإبقاء على نباتين بكل جورة، وبخاصة في الزراعات المبكرة، عند التأكد من وجود حالة وبائية، وأبرزها الحفار والدودة القارضة، مضيفًا أن الدفعة الأولى من عملية التسميد النيتروجيني تبدأ بعد الخف مباشرة، فيما يتم إضافة الدفعة النيتروجينية المتبقية بعد عملية الري الثالثة، محذرًا من تنفيذها بعد مرور 90 يومًا من الزراعة، حيث تمثل هدرًا اقتصاديًا لا يؤتي ثماره لعدم استفادة النبات منها.

الظروف المثلى لزراعة محصول البنجر

كان «محارب» قد استهل وجوده في البرنامج بالحديث عن التوقيت الأمثل لزراعة محصول البنجر، موضحًا أنه يكون خلال الفترة الفاصلة بين منتصفي سبتمبر وأكتوبر، وهي الخاصة بالعروة الثالثة والأخيرة، لافتًا إلى أن نجاح مرحلة الإنبات مرهون بأن تكون درجة الحرارة في حدود الـ٣٠ مئوية.

وأوضح أن أبرز التحديات التي تواجه زراعة هذه العروة تتمثل في انخفاض درجات الحرارة عن الحد الأمثل المطلوب لنجاح مرحلة الإنبات، ما يفرض ضرورة تطبيق بعض التوصيات الفنية، للحيلولة دون حدوث أي تبعات سلبية.

وأكد أن مرحلة الإنبات تجود عند الـ30 درجة مئوية، فيما تتراجع معدلاتها عند حدود الـ10 مئوية، لافتًا إلى أنها تتوقف حال الوصول لدرجة حرارة 4 مئوية.

مكافحة الحشائش وإعداد المهد الجيد للبذرة

لفت رئيس قسم التربية والوراثة بمعهد المحاصيل السكرية إلى تداعيات انخفاض درجات الحرارة في مثل هذا التوقيت، والتي تؤدي بالتبعية إلى بطء شديد في معدلات الإنبات، وهي المسألة التي تتيح الفرصة لنمو الحشائش بشكل أكبر، بما يحتم تطبيق برامج المكافحة الوقائية قبل بدء عملية الزراعة، مع الالتزام بتنفيذ عمليات العزيق، لتقليل الأضرار الناجمة عن انتشارها.

وشدد على ضرورة الاهتمام بإعداد المهد الجيد للبذرة – بالنظر لطبيعة هذا المحصول الاستراتيجي، الذي يكون فيه الجزء الاقتصادي أسفل التربة – عن طريق تنفيذ 3 حرثات متعامدة للتربة، بفاصل زمني لا يقل عن 3 أيام، لإتاحة الفترة اللازمة لتشميس وتهوية التربة بشكل جيد.

تخطيط الأرض والمسافة بين الجور

وأضاف أن يتوجب على المزارع تخطيط الأرض بمعدل 12 خط للقصبتين، مع الالتزام بالمسافات الفاصلة المثلى، بترك 50 سم بين الخطوط، و20 سم بين الجور، للوصول إلى الكثافة النباتية الصحيحة، والتي تمهد لعروة جيدة وحصاد مرتفع.

معدلات وبرامج التسميد

تابع «محارب» شرحه لأبرز التوصيات الفنية الواجب اتباعها بالنسبة للعروة الثالثة لمحصول البنجر، مشيرًا إلى برنامج التسميد الأمثل لهذه المرحلة، والذي يستلزم إضافة 200 كجم من السوبر فوسفات، خلال عمليات تجهيز وإعداد التربة للزراعة.

مزايا السوبر فوسفات

وأكد على أهمية السوبر فوسفات، والنابعة من مميزاته وصفاته التي تعزز فرص نجاح زراعة العروة الثالثة للبنجر، موضحًا أنه يعمل على تهوية وتفكيك التربة خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة، فيما يساعد على تدفئة البادرات وحمايتها من البرودة وانخفاض درجات الحرارة.