محصول القمح المحصول الاستراتيجي الأول في غالبية دول العالم، ما يفرض على مزارعيه التزامًا أكبر تجاه تطبيق كافة التوصيات الفنية الواردة بشأنه، للوصول لأفضل معدلات الجودة والإنتاجية المأمولة بحلول نهاية الموسم ومرحلة الحصاد.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية رانيا البليدي، مقدمة برنامج «مصر كل يوم»، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور رضا عمارة، أستاذ أمراض القمح، هذا الملف الهام بالشرح والتحليل، مسلطًا الضوء على أبرز التوصيات الفنية والإرشادية الواجب على مزارعي محصول القمح اتباعها.
أبرز الإصابات المرضية التي تهدد محصول القمح
في البداية تحدث الدكتور رضا عمارة عن أبرز المشاكل والتحديات التي تواجه مزارعي محصول القمح، وفي مقدمتها الإصابات المرضية، والتي تصل إلى قرابة 400 مرض، لافتًا إلى نتائج الجهود البحثية التي قلصت هذه الإصابات إلى عدد محدود جدًا.
وأوضح أن الأصداء تعد من أبرز الأمراض التي تهدد محصول القمح، مقسمًا إياها إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي «الصدأ الأصفر، الصدأ البرتقالي، الصدأ الأسود».
توقيت وظروف الإصابة بـ «الصدأ الأصفر»
أشار «عمارة» إلى التوقيتات التي تتهيأ فيها الأجواء الملائمة للإصابة بالأصداء، موضحًا أن درجات الحرارة المنخفضة تعزز فرص واحتمالات الإصابة بـ«الصدأ الأصفر»، وذلك خلال الفترة من منتصف يناير حتى نهاية شهر فبراير، ولاسيما مع ارتفاع الفترق بين درجات حرار الليل والنهار.
وحذر من ارتفاع حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الإصابة بـ«الصدأ الأصفر»، ولاسيما في ظل ظهوره وانتشاره في مرحلة مبكرة من عمر النبات، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى خسارة 90٪ من إجمالي الحصاد المتوقع بحلول نهاية الموسم، مشددًا على ضرورة اتباع السياسة الصنفية المعتمدة، والاعتماد على الأصناف المقاومة للإصابة بهذا المرض.
الصدأ البرتقالي
أكد أستاذ أمراض القمح أن فرص الإصابة بمرض الصدأ البرتقالي تتزايد خلال الفترة من نهاية فبراير ومطلع شهر مارس، موضحًا أن هذا المرض ينشط في ظل درجات الحرارة المعتدلة والمتوسطة.
وأوضح أن نسبة الخسارة الاقتصادية الناجمة عن الإصابة بمرض الصدأ البرتقالي قليلة نسبيًا مقارنةً بالصدأ الأصفر، موضحًا أنه يمكن الحيلولة دون حدوثها حال استخدام الأصناف المقاومة المعتمدة.
الصدأ الأسود
تطرق «عمارة» إلى ثالث أنواع الأصداء، موضحًا أن فرص واحتمالات الإصابة بـ«الصدأ الأسود»، تتزايد مع ارتفاع درجات الحرارة، والتي تبدأ من 25 إلى 35 مئوية، وهي الظروف التي تتهيأ خلال الفترة من بداية شهر إبريل.
وأكد أن نظم التربية المتبعة في مصر، تحد من فرص الإصابة بمرض الصدأ الأسود، وذلك بفضل جهود المراكز والمعاهد البحثية لإنتاج أصناف قصيرة العمر، وهي المسألة التي تعزز فرص وصول النبات لمرحلة النضج، قبل تهيؤ الظروف الملائمة للإصابة.
محصول القمح ومؤشرات الإصابة بـ«الأصداء»
سلط أستاذ أمراض القمح الضوء على مؤشرات الإصابة بـ«الأصداء»، والتي يمكن للمزارع اكتشافها ورصدها بالعين المجردة، والتي تبدأ بظهور علامات الاصفرار على أوراق النبات.
وأشار إلى أحد الاختبارات البسيطة التي يمكن لمزارعي محصول القمح تطبيقها، للوقوف على مدى الإصابة بالصدأ الأصفر، من خلال «فرك» الأوراق بإصبعيه، مشددًا على ضرورة التوجه إلى المهندس أو المرشد الزراعي المختص، حال ظهور بودرة صفراء اللون تشبه الصدأ.
أعراض اختناق الجذور
فرق «عمارة» بين بعض الأعراض الظاهرية التي تتشابه إلى حد بعيد مع «الأصداء»، والتي غالبًا ما تنجم عن ارتكاب بعض الأخطاء خلال تنفيذ المعاملات الزراعية، أو حدوث بعض التقلبات المناخية المفاجئة.
وأوضح أنه في بعض الأحيان يتزامن سقوط للأمطار مع تنفيذ المزارع لمعاملات الري، وهي المسألة التي تضاعف من حجم الضغط المائي الواقع على النبات، ما يؤدي لاختناق الجذور وظهور الاصفرار العام على محصول القمح، لافتًا إلى أن العنصر الفاصل في هذه الحالة، هو ظهور بودرة صفراء على الأصابع عند فرك الأوراق.
نقص النيتروجين
أشار أستاذ أمراض القمح إلى حالة اخرى تتشابه أعراضها مع الصدأ الأصفر، ويحدث فيها الاصفرار بسبب نقص عنصر النيتروجين، نتيجة ارتكاب بعض الأخطاء عند تطبيق معاملات التسميد.
أخطاء إجراءات المكافحة
لفت «عمارة» إلى واحد من أشهر الأخطاء التي يتم ارتكابها عند تطبيق إجراءات مكافحة الحشائش، ويحدث فيها الاصفرار نتيجة الإفراط في استخدام مبيدات غير مناسبة في غير التوقيتات المسموحة، ما يؤدي لتدهور حالة النبات واصفراره.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
«زراعة الدقهلية»: 11 توصية لمحصولي «القمح والفاصوليا» تعرف عليها
محصول القمح.. أفضل الأصناف المقاومة للملوحة ومزايا «سخا 96»
محصول القمح.. السياسة الصنفية المعتمدة للوجه البحري وتوصيات الري والتسميد