محصول القمح.. المحصول الاستراتيجي الأول على مستوى العالم، والذي يمثل عملة تجارية رابحة للدول المنتجة والمصدرة، وعبئًا ماليًا واقتصاديًا أكبر على الدول المستوردة، ما دعا أغلبها للمضي قدمًا صوب الاعتماد بشكل أكبر على مقدراتها الذاتية، وهي المسألة التي أولتها القيادة السياسية كامل اهتمامها، للاقتراب من حدود الاكتفاء الذاتي، وتشجيع المزارعين على التوسع في زراعة الغلة، مع إنتاج سلالات جديدة قادرة على مجابهة التحديات والتغيرات المناخية، وتطوير المعاملات الزراعية، للوصول لأعلى معدلات الإنتاجية الممكنة.
ولكل ما سبق، استضاف الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع على قناة مصر الزراعية، الدكتور رضا إبراهيم – أستاذ أمراض النبات بمعهد بحوث أمراض النباتات – للحديث عن أهم الإجراءات الواجبة، لتقليل حجم الضرر الناجم عن الإصابات المرضية المحتملة، وسبل مواجهتها ومكافحتها والحيلولة دون ظهورها وانتشارها.
لمزارعي محصول القمح
الأصناف المقاومة للإصابة بـ”الصدأ الأصفر”
في البداية قدم الدكتور رضا إبراهيم قائمة بأفضل الأصناف المقاومة للإصابة بالصدأ الأصفر، والأصداء بوجه عام، وتضم “جيزة 171، مصر 4، مصر 3، سخا 95″، مؤكدًا أن هذه الأصناف لا تستدعي قيام المزارع بأي معاملات مكافحة وقائية، مهما كان موقع زراعته الجغرافي، سواء في الوجه القبلي أو البحري.
إجراءات مكافحة أصداء القمح
وتحدث الدكتور رضا إبراهيم عن أهم الإجراءات والتوصيات الواجب اتباعها للحيلولة دون إصابة محصول القمح ببعض الأمراض، وفي مقدمتها أصداء القمح، موضحًا أن الالتزام بها وبتطبيقها، يقلص احتمالات الإصابة، ويعزز قدرة المزارع على تحقيق أفضل معدلات الإنتاجية والربحية الاقتصادية المأمولة.
وأوضح “إبراهيم” أن اختيار الصنف المقاوم يمثل أبرز ركائز خطة مكافحة الإصابة بـ”أصداء القمح”، مؤكدًا أنها تعد البداية الصحيحة، التي يتم البناء عليها لتحقيق معدلات الإنتاجية والربحية المستهدفة من زراعة محصول القمح.
وأكد أن أساتذة معهد المحاصيل الحقلية ومعهد أمراض النبات، يعقدون اجتماعًا خاصًا مع منتجي التقاوي، للتوقيع على السياسة الصنفية المعتمدة التي يتوجب مراعاتها، والتي تتماشى مع الظروف البيئية السائدة في كل نطاق جغرافي داخل الجمهورية، بما يعزز قدرة هذه الأصناف على تحقيق أعلى معدلات الإنتاجية، ويقلص حدود الإصابة المتوقعة للمساحات المنزرعة بـ”محصول القمح”.
ولفت إلى جهود أساتذة معهدي المحاصيل الحقلية وأمراض النباتات، التي تتابع كافة الأصناف سنويًا، مع تعديل الخريطة الصنفية، ونقل الأصناف التي يحتمل إصابتها بـ”أصداء القمح” من مناطق الوجه البحري إلى محافظات الوجه القبلي، مع إنتاج وإدراج أصناف جديدة، بما يلبي احتياجات المزارعين كل موسم.
خسائر اقتصادية يصعب تعويضها
ولفت أستاذ أمراض النبات إلى خطورة الطور اليوريدي، المسبب لمرض الصدأ الأصفر، موضحًا أنه يستغرق قرابة الـ12 يومًا، فيما لا تحتاج بعض السلالات سوى إلى 9 أيام فقط، ما يضاعف من معدلات وسرعة انتشاره، وهي المسألة التي تهدد بإنتاجه عدة أجيال، حال تأخر المزارع في تطبيق إجراءات المقاومة الموصى بها.
وأكد “إبراهيم” أن البثرة الواحدة في الطور اليوريدي تكون محملة بعشرات الملايين من الجراثيم، ما يهدد بانتشارها بشكل سريع بمجرد انفجارها، وهي المسألة التي تضاعف من فرص انتقال العدوى عبر الرياح إلى المناطق غير المصابة، وتخلق بؤر عدوى كبيرة على مستوى الجمهورية، وتضاعف معدلات الخسارة المتوقعة بحلول نهاية الموسم.
مؤشرات الإصابة بـ”أصداء القمح”
أكد الدكتور رضا إبراهيم أن العرض الأبرز والأشهر الذي يمكن للمزارعين رصده بسهولة، هو تراكم مسحوق أصفر يشبه الصدأ عند مسح أوراق النباتات المصابة بأصابع اليد، موضحًا أن هذا المسحوق الأصفر يمثل جراثيم الفطر، أو “الجراثيم اليوريدية” كما يطلق عليها اصطلاحًا لدى المتخصصين.
ولفت إلى أن هذا المسحوق الأصفر الناجم عن مسح أوراق النباتات المصابة بالصدأ الأصفر، يمثل العائل الأساسي والمتكرر الذي يحدث العدوى وينتشر تحت الظروف البيئية المصرية، مؤكدًا أنها تمثل أخطر مسببات الخسائر الاقتصادية التي يتعرض لها المزارعين.
وأوضح أنه في خلال 12 يومًا من ظهور هذا العرض على محصول القمح، تبدأ المسببات المرضية في تكوين البثرات، التي تمثل مصدرًا أساسيًا لنقل العدوى بمجرد انتفجارها، حيث تنتقل بسهولة عبر الرياح من الحقول المصابة إلى الحقول السليمة المجاورة.
وحذر من مغبة وتداعيات عدم الاكتشاف المبكر، وتطبيق معاملات وإجراءات المكافحة الواجبة الموصى بها لمرض الصدأ الأصفر وأصداء القمح بشكل عام، مؤكدًا أنها تهدد بفقدان كامل المحصول وبنسبة 100% خلال شهر واحد فقط.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
شاهد أيضًا..
موضوعات ذات صلة..
10توصيات فنية لـ«محصول القمح» بالأراضي القديمة والجديدة خلال شهر نوفمبر