يُعد محصول المانجو، الذي يُطلق عليه “ملكة الفاكهة” ويحظى بشعبية واسعة بين الملايين في كل مكان، واحدًا من أهم المحاصيل الاستوائية في مصر، التي تُعرف بتميز أصنافها المحلية عالميًا، حيث تستحوذ على مكانة قوية في المشهد التصديري، ما يستلزم دراية ووعيًا وإرشادًا زراعيًا متخصصًا لضمان أعلى إنتاجية وجودة، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تؤثر بشكل كبير على مراحل نموه الحرجة.
مكانة المانجو وأهميتها الاقتصادية في مصر
أكدت الدكتورة ولاء سمير يسري، الباحث أول بقسم بحوث الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين، أن المانجو ستبقى دائمًا “ملكة الفاكهة” حتى مع ظهور فواكه جديدة، كونها معشوقة الملايين في كل مكان، موضحة أن مساحة زراعة المانجو في مصر بلغت 328 ألف فدان وفقًا لآخر الإحصائيات.
وأشارت إلى أن متوسط إنتاجية الفدان الواحد يبلغ 4.6 طن، ما يجعل الإنتاج السنوي يتجاوز مليونًا و43 ألف طن، ومضيفة أن مصر بدأت تزايد نسب التصدير بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، حيث ارتفعت من 33 ألف طن في عام 2015 إلى 150 ألف طن في العام الماضي، مدللة على أن هذه الزيادة تُعد مؤشرًا مبشرًا للغاية.
أهمية برنامج التسميد الأمثل
أوصت الدكتورة ولاء سمير يسري بأهمية الخدمة الشتوية التي تُجرى في شهري نوفمبر وديسمبر، والتي تُعد أساسًا لتحمل الشجرة للإجهاد، موضحة أنها تتضمن إضافة السماد البلدي، السوبر فوسفات، وسلفات البوتاسيوم.
وأضافت أنه بداية من شهر أبريل ومايو ويونيو، يجب إعطاء سلفات النشادر وسلفات البوتاسيوم، مؤكدة على أهمية إضافة البوتاسيوم، الكالسيوم، والبورون في الفترة من مارس إلى يونيو، مشيرة إلى أن البورون مهم جدًا لإتمام عملية التلقيح بشكل سليم.
وتابعت أن العناصر الصغرى مثل الحديد، المنجنيز، والمغنيسيوم مهمة جدًا أيضًا وإضافتها في شهري فبراير ومارس تجعل المانجو أكثر تحملًا للظروف وتساعدها على تحقيق عقد وإنتاج جيدين.
التقليم الصيفي وتفادي المعاومة
شددت الباحثة بقسم الفاكهة الاستوائية على أهمية التقليم الصيفي الذي يُجرى في شهري مايو ويونيو، موضحة أنه يتضمن إزالة الشماريخ المصابة، والأفرع الشاردة، والأجزاء التي لم تثمر، وذلك بهدف تنظيف الشجرة وفتح قلبها قدر الإمكان، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يساعد على بناء مخزون غذائي للشجرة للموسم القادم، ويقلل من ظاهرة المعاومة (تبادل الحمل)، التي تحدث في بعض الأصناف مثل الزبدة، حيث تحمل سنة بغزارة وسنة أخرى لا.
إدارة الآفات والأمراض
أفادت “يسري” بأن الكبريت الميكروني يُستخدم وقائيًا في بداية مرحلة التزهير لمكافحة البياض الدقيقي، لكن هذه المرحلة تكون قد مرت بالفعل عند الحديث عن فترة العقد، مشيرة إلى أنه مع بداية العقد، يمكن رش مبيد حشري وقائي لتجنب أمراض مثل البق الدقيقي، والمن، والحشرة القشرية التي تسبب العفن الهبابي، مؤكدة على ضرورة متابعة الشجرة بشكل دقيق كل 10 إلى 15 يومًا للتدخل السريع عند ظهور أي مرض.