لغة النبات.. مصطلح قد لا يدركه سوى المتخصصون في هذا المجال، وربما يكون باعثًا للدهشة لدى البعض منا، الذين لا يستطيعون فك شفرات هذا العالم العجيب الغامض، الزاخر بآلاف التفاصيل والحقائق المُحيرة، والتي تبرهن على وجود الخالق، وتكشف بديع صنع الرحمن، وعظيم قدرته في الأرض.
وهي المسألة التي تناولها الدكتور خالد عياد، ببرنامجه “في عالم النبات”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، بالشرح والتحليل، مواصلًا البناء على ما قدمه في سلسلة الحلقات السابقة، والتي ألقت الضوء على التركيب الداخلي للخلايا، وطرق غذائها المُختلفة، علاوة على التعريف ببعض الأنواع المفترسة، التي تتقوت بالتغذي على الحشرات وبعض أنواع الزواحف والحيوانات صغيرة الحجم.
لغة النبات.. أدلة الله الكونية في الأرض
في البداية أكد الدكتور خالد عياد على وحدة العناصر الغذائية التي تسعى جميع المخلوقات للحصول عليها، وذلك لتعزيز فُرصها في الحياة، والحفاظ على وجودها ضد الظروف البيئية والأعداء الحيوية التي تُهددها.
وانتقل “عياد” بعدها إلى سلوك الكائنات الحية، موضحًا أنها تتمايز وتختلف في بعض مظاهرها، نظرًا لاختلاف تركيبتها، وطبيعة تطورها، ما ينعكس بذات الدرجة، على كيفية اتخاذها للقرارات، التي تؤثر بشكل مُباشر على حياتها.
لغة النبات ودلائل الشعور والتفكير
وطرح مقدم البرنامج عدة أطروحات، أبرزها هل النباتات تشعر وتُفكر؟، ليجيب بعدها عن هذه الأسئلة، طبقًا لما أثبتته الدراسات العلمية الأخيرة، والتي وجدت منفذًا للإجابة عن هذه التساؤلات، بالمتابعة الدقيقة والمستمرة لأعضاء المملكة النباتية، والتي أكدت بما لا يدع مجالًا للشك، أن الأخيرة لديها القدرة على الإحساس والشعور، ولكن درجة التعبير عنها تختلف عن المخلوقات الأكثر تطورًا.
موضوعات ذات صلة:
النباتات آكلة الحشرات.. طُرق واستراتيجيات مُدهشة لاصطياد الفرائس
الدراسات العلمية تفك شفرة لغة النبات
وأكد “عياد” أن الدراسات المُتخصصة توصلت إلى وجود العديد من صور التعبير، والتي تندرج تحت توصيف “لغة النبات”، والتي تسهل تواصله مع باقي المخلوقات الأخرى، التي تعيش في ذات البيئة والوسط.
وقدم الدكتور خالد عياد عدة مقاطع لطُرق اصطياد بعض النباتات للحشرات والزواحف، كأحد سُبل الغذاء المُتاحة في بيئته الفقيرة، للحصول على العناصر اللازمة لاستمرار حياته، كنموذج حي يوثق أن هذه المخلوقات تستطيع الشعور والإحساس، وتعتمد على بعض مُستقبلاتها الحسية في إتمام وتنفيذ هذه المهمة بنجاح.
وواصل تدليله على صحة هذه الفرضيات، التي عكف عشرات الباحثين على دراساتها ورصدها بأحدث الأجهزة العلمية، والتي تمكنت من قياس بعض التغيرات الفسيولوجية، التي تشبه إلى حد كبير نبضات قلب الإنسان، حال تعرضها لبعض الموثرات الخارجية.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
الاحتباس البولي في الماشية.. الأسباب والأعراض وطرق العلاج
“الجلوتومات والكالسوم” أبرز أشكال الرسائل التحذيرية في النبات
واستدل “عياد” على وجود لغة النبات، واستخدامها في التواصل بين أعضاء هذه المملكة، بمقطع فيديو تم تسجيله لنبات “الفينس” آكل الحشرات، والتي رصد فيها نجاح الأول في التواصل مع نبات آخر هو الاسموزا، بعض تعرضه لشكل من أشكال الاستثارة.
وشرح عبر عدة مقاطع فيديو آليات تواصل أجزاء النبات الواحد، حال تعرضها لهجوم حشري، أو تأثرها ببعض الأضرار بسبب الآفات، عبر إفراز حمض الجلوتومات بمجرد حدوث الإصابة، والذي يؤدي لإفراز الكالسوم، والذي ينتقل عبر شبكة الأوعية النباتية الداخلية، للتحذير والتعريف بمكان وحجم الضرر.
إقرأ أيضًا:
تقاوي القمح.. “الشناوي” يكشف استعدادات “الزراعة” للموسم المُقبل