لغة الجسد هي عبارة عن اشارات يمكن الاستدلال بها على ما يمر به الإنسان من توتر أو ما يُعانيه من ضغوط نفسية، وهي أداة يستخدمها العديد من علماء النفس لكشف معانيها، في محاولة لثبر أغوار مرضاهم، والتوصل إلى الأسباب الحقيقية التي تُرشدهم إلى سُبل العلاج الصحيحة، هذا بالنسبة للإنسان.. ولكن هل تستخدم الحيوانات والكائنات غير الناطقة هذه الطريقة للتعبير عما تشعر به، وما تعانيه من أوجاع وأمراض؟.
في هذا التقرير الموجز الإجابة على هذا السؤال، والتي يقدمها لنا الدكتور كميل متياس، وكيل مركز البحوث الزراعية السابق، كأحد المتخصصين وأصحاب الخبرة والمرجعية العلمية في هذا المجال، للاستناد على هذه التفسيرات في تفهم طبيعة ونفسية الحيوانات عن قُرب، وهو الأمر الذي يُساعد صغار المُربين للتعامل مع دوابهم بشكل سليم، وذلك خلال حلوله ضيفًا على برنامج “مصر كل يوم”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
لغة الجسد.. المعيار الصادق لكشف الأمراض
تناول الدكتور كميل متياس نقطة بالغة الأهمية، موضحًا التأويلات المُختلفة ولغة الجسد التي يستخدمها الحيوان، في محاولة للتعبير عما يشعر به من أوجاع، موضحًا أهم الفوارق بين عدد من الحركات، وكيفية تفسيرها والتعامل معها بالنسبة للمربين.
ولفت وكيل مركز البحوث الزراعية السابق، إلى أهمية التعامل مع مشاعر الحيوان بشيء من الرحمة والذكاء، موضحًا أن بعض صغار المُربين لا يدكون مدى خطورة بعض الإشارات التي تستخدمها هذه الكائنات غير الناطقة، والتي قد يترتب عليها خسائر اقتصادية فادحة، نتيجة عدم التعامل معه بالسرعة الكافية، وتفسيرها بالشكل العلمي الصحيح.
لا يفوتك.. كيفية تفادي أمراض الخضر الناتجه عن الشبورة المائية والصقيع
رأس الحيوان ممدود إلى الأمام.. ماذا تعني هذه الإشارة؟
أكد الدكتور كميل متياس أن الحيوانات تميل إلى استخدام لغة الجسد، للتعبير عن بعض الأعراض المرضية، التي ينبغي التعامل معها بالسرعة والدقة العلمية الكافية، حتى يتسنى لها العلاج بالشكل الصحيح.
وقدم عددًا من العلامات المرضية التي ينبغي التعامل معها بالقدر الكافي من الاهتمام، موضحًا أن بعض الحيوانات تلجأ إلى إمالة رأسها بشدة إلى الأمام، وهي إشارة بالغة الخطورة، وتعني أن هذا المخلوق يُعاني من التهابات شديدة بالقصبة الهوائية، ينبغي التعامل معها بالشكل الطبي اللازم والفوري، للحفاظ على حياتها وعدم فقدانها.
فتح الساقين الخلفيتين بشكل مائل
ضرب الدكتور كميل متياس نموذجًا ثانيًا لأحد الأعراض المرضية، التي يستخدم فيها الحيوان لغة الإشارة، في محاولة لتنبيه المُربي بما يشعر به، موضحًا أن فتح الساقين الخلفيتين بشكل مائل، دون الاستقامة المعتادة والصحيحة، يعني وجود التهابات شديدة في المثانة، وعدم قدرة الحيوان على التخلص من البول، وهي إشارة ينبغي التعامل معها طبيًا بسرعة، لعدم حدوث أي مُضاعفات تؤثر على صحته وحياته وكفاءة إنتاجيته.
إمالة الرأس على أحد الجانبين
واصل الدكتور كميل متياس، وكيل مركز البحوث الزراعية السابق، تقديم النصح والإرشاد، فيما يخص لغة الجسد التي يعمد الحيوان إلى استخدامها، للتعبير عن بعض الأعراض المرضية التي يمر بها، مُفسرًا علامة إمالة الرأس على أحد الجانبين، والتي تعني إصابته بإجهاد شديد، يستدعي خلوده إلى قسط وفير من الراحة، وعدم تحميله بأي أعمال إضافية.
ساعات النوم والخلود للراحة
وأوضح أن الحيوانات تحتاج لفترات زمنية مناسبة للنوم والخلود للراحة، مؤكدًا أن عدم حصول هذه الكائنات على احتياجاتها الفسيولوجية السليمة، يؤدي لتدهور صحتها وقلة إنتاجيتها بشكل لا يمكن تخيله، ومُحذرًا من زيادة الأعباء المُلقاه على عاتقها، والتي قد يعمد بعض المُزارعين إلى استخدامها فيها، عن جهل ودون دراية منهم بتبعاتها السلبية على حجم مكاسبهم الاقتصادية.
إقرأ أيضًا:
المخلفات النباتية وتقنية “الكبسلة”.. ما لا تعرفه عن صناعة “منتجات الألبان”
صناعة الألبان وعلاقتها بالنباتات الطبية وحقيقة التوجيهات الرئاسية في هذا الشأن