لحوم الحمير يسوقها بعض معدومي الضمير، لتحقيق مكاسب مادية وغير مشروعة، على حساب السواد الأعظم من الناس، الباحثين عن احتياجاتهم التقليدية من البروتين الحيواني، ما يستدعي التعرف على أبسط الطرق العلمية، التي تُمكن المواطن العادي من تمييزها عما سواها، وكشف محاولات الغش والتدليس التي قد يقع فيها، في سبيل الحفاظ على الصحة العامة كهدف أسمى وأشمل نسعى إليه جميعًا.
وفي برنامجه “العيادة البيطرية”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، قدم الدكتور حامد موسى الأقنص توصيفًا دقيقًا لكيفية التفريق بين لحوم الحمير، وغيرها من الأنواع “البقري، الجاموسي”، المُستخدمة في غذاء المواطنين، للحصول على البروتين الحيواني، وذلك في سبيل مساعدتهم لكشف محاولات غش اللحوم.
لحوم الحمير.. أبرز الصفات الشكلية “اللون”
أكد الدكتور حامد الأقنص أن لحوم الحمير تختلف في صفاتها الشكلية الظاهرة عن الأنواع الأخرى المُعتاد تداولها واستخدامها كغذاء آدمي وبخاصة من ناحية اللون، ما يسهل من مهمة المواطن في كشف محاولات الغش والتلاعب والتدليس.
وأوضح أن لحوم الحمير يكون اللون الأحمر الداكن أو البني المائل للزرقة هو الغالب عليها، وهي الصفات التي تختلف عن اللحوم “البقري والجاموس” التي تتميز باللون الوردي، أو الأحمر الزاهي.
الرائحة
انتقل الدكتور حامد الأقنص إلى صفة أخرى يمكن الاستدلال بها على محاولات الغش التي يلجأ لها بعض “معدومي الضمائر”، عبر تسويق لحوم الحمير على أنها صالحة للتداول والاستخدام الآدمي، لافتًا إلى أن هذا الصنف يتميز برائحة غير مقبولة ولا يمكن استساغتها بأي حال من الأحوال، مُنبهًا إلى ضرورة الالتفات إلى هذا الأمر، للإفلات من الوقوع في فخ الغش.
أنسجة وألياف لحوم الحمير وكيفية تمييزها
واصل الأقنص شرحه لكيفية تمييز لحوم الحمير عما سواها من الأنواع، التي يلجأ البعض للغش والتدليس لتسويقها، وتحقيق مكاسب غير مشروعة من خلالها على حساب صحة المواطنين.
وأوضح أن أنسجة لحوم الحمير تتميز بغلاظتها وسمكها العريض، والذي يختلف عن الأنواع التقليدية المُستخدمة في الغذاء، مُشيرًا إلى أنها واضحة بشكل يُمكن تمييزه بسهولة ويُسر من المواطن العادي.
لحوم الحمير.. كثافة الدهون وصفاته اللونية والشكلية
لفت الدكتور حامد الأقنص إلى أن كثافة الدهون في لحوم الحمير تكون أقل من المُتعارف عليه في لحوم الأبقار والجاموس وسائر الأنواع المعروفة، موضحًا أن هذا الأمر يعود لزيادة حجم المجهود، الذي يبذله هذا الحيوان في الأغلب المُعتاد، ، فيما يميل لونه إلى الدرجات النحاسية، وهي صفة أخرى يمكن الاستدلال بها على محاولات الغش.
وأشار الأقنص إلى أن دهون الحمير تتميز بعدم وصولها لدرجة التجمد حتى لو تم وضعها في درجات حرارة أقل من الصفر، موضحًا أن أحدث أجهزة التبريد المعروفة مثل “الديب فريزر” تعجز عن تجميده، ليظل مُحتفظًا بقوامه الجيلاتيني المميز تحت أقصى الظروف.
موضوعات قد تهمك:
اللحوم الفاسدة وأبرز صفاتها الشكلية والتركيبية.. 8 علامات للتعرف عليها
بقع زيتية أثناء الطهي
قدم الدكتور حامد الأقنص دليلًا جديدًا للتعرف على لحوم الحمير وتمييزها عما سواها، مُشيرًا إلى أنها ينتج عنها بقع زيتية صفراء اللون، حال وصولها لدرجة الغليان أثناء عمليات الطهي.
ملمس لحوم الحمير
لفت الأقنص إلى اختلاف ملمس لحوم الحمير عما سواها من الأنواع الأخرى، مؤكدًا أنها تتميز بملمسها الخشن الذي يختلف عن اللحم البقري أو الجاموسي.
لحوم الحمير وسر الطعم السكري
أكد الدكتور حامد الأقنص أن لحوم الحمير لها طابع خاص من حيث الطعم الذي يتميز بالطعم السكري بسبب زيادة نسبة الجلايكوجين الموجود فيها، وهي واحدة من أبرز السمات التي يمكن عن طريقها اكتشاف محاولات غش لحوم.
لا يفوتك.. كيفية النهوض بزراعة أشجار النقل في مصر
المواصفات الشكلية الغالبة على ضلوع الحمير
نبه الأقنص إلى فارق جديد يميز لحوم الحمير عن غيرها، مؤكدًا أن ضلوع هذا النوع رفيعة وسُمكها ضئيل، على خلاف الأبقار والجاموس والتي تكون أكثر سماكة، بشكل يمكن رؤيته وتمييزه بالعين المجردة.
تفاعل لحوم الحمير مع الهواء
كشف الدكتور حامد الأقنص على سرعة تفاعل هذا النوع من اللحوم مع الهواء، ما يؤدي لتغيير كبير في خصائصها اللونية، بشكل يمكن ملاحظته والاستدلال عليه بالعين المُجردة، لتتحول من اللون الداكن إلى ما يُشبه الصدأ، وهي سمة غالبة على هذا النوع من اللحوم.
إقرأ أيضًا:
لحوم الغنم.. أبرز مواصفاتها وكيف تنتقي الجيد منها؟
انتقل الأقنص إلى صفة جديدة يمكن الاستدلال بها على محاولات الغش، مؤكدًا أن لحوم الحمير تتميز بأن ساقها “الكارع” تكون رفيعة بشكل ملحوظ، على عكس الأبقار والجاموس التي تكون سميكة وممتلئة.
لجأ الدكتور حامد الأقنص إلى طريقة أخرى لتمييز محاولات غش وبيع لحوم الحمير، على أنها من الأنواع “البقري أو الجاموسي” الدارج استخدامها في النظام الغذائي المُعتاد.
وأوضح أن أبسط الإجراءات التي يمكن بها الاستدلال على محاولات الغش هي إخضاعها لاختبار الغليان أو التحميص “boiling and roasting test”، مُشيرًا إلى انبعاث أبخرة ورائح كريهة لا يمكن تحملها، حال مرور هذا النوع من اللحوم بهذه التجربة.
ويمكن الاستعاضة عن إجراء هذا الاختبار، بتسخين سكين معدني على النار، حتى يصل للون الأحمر الناري، ووضعه على قطعة صغيرة من اللحم، فإذا صاحب هذا الإجراء انبعاث روائح وغازات كريهة، فهذا يعني أنها لحوم حمير يجب التخلص منها فورًا.
استخدام “حمض الكبريتيك” في كشف محاولات غش اللحوم
قدم الدكتور حامد الأقنص طريقة جديدة لكشف محاولات غش اللحوم، وذلك عن طريق استخدام ماء النار أو حمض الكبريتيك (Sulforic acid) ، بإضافته لقطعة صغيرة من اللحم المُراد اختباره، مؤكدًا أن هذا الإجراء ينتج عنه بخار كثيف غير مقبول شبيه برائحة اسطبلات الخيول، نتيجة تصاعد الأبخرة الدهنية المُتطايرة، ما يدل على كونها لحوم حمير.
اختبار صبغة اليود
قدم الدكتور حامد الأقنص اختبار صبغة اليود بصفته أحد البدائل المُتاحة للتأكد من صلاحية اللحم المُستخدم للاستهلاك الآدمي، مُشيرًا إلى أن هذا الإجراء يستدعي فرم حوالي 250 جرام شريطة احتوائها على نسبة من الدهن، ثم نضع الخليط الناتج في الماء المغلي، ونضيف إليه صبغة ماء اليود، فإذا تحول الماء إلى اللون البنفسجي أو الأزرق فهذا يعني أنها لحوم تنتمي للفصيلة الخيلية “حمير، خيول”، وإن لم يتغير لون المياه فهذا يعني أنها لحوم “ماشية أو أبقار”.