لحم الإبل بات خيارًا غذائيًا مُلحًا، في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية المُتسارعة، التي ألقت بظلالها على غالبية دول العالم، ما دفع الجميع إلى إيجاد بدائل وحلول واقعية، والاعتماد على مصادره الذاتية، لسد الفجوة الغذائية وتقليل فاتورة الاستيراد بقدر الإمكان.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مُقدم برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور علاء الدين بدوي – أستاذ تغذية الحيوان المتفرغ بالمركز القومي للبحوث قسم الإنتاج الحيواني – ملف لحم الإبل، ودوره في سد الفجوة الغذائية، وتوفير مصادر البروتين الحيواني للمستهلك، في ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، والتغيرات المناخية العالمية.
لحم الإبل.. معايير وضوابط الاستيراد من الخارج
في البداية أكد الدكتور علاء الدين بدوي على ضرورة تقنين استيراد قطعان الإبل من الخارج، مع حتمية وضع بعض الضوابط والمعايير التي تحكم هذه العملية، لانتقاء الأفضل وضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة، قبل طرحها بالأسواق.
وسلط الضوء على بعض المعايير والضوابط الواجب تفعيلها قبل فتح باب استيراد الإبل من الخارج، وحصرها في النقاط التالية:
1. عدم استيراد الإبل كبيرة السن “إناث وذكور”
2. تحديد الفئة العمرية المطلوبة التي تتماشى مع برامج التسمين
3. تحديد الصفات الشكلية
4. تحديد أوزانها وفق ضوابط محددة وصارمة
5. أن تتلائم مع الصفات الفنية الواردة بهذا الشأن
وأوضح أنه حال الالتزام بالضوابط السابقة، يتم الانتقال إلى المرحلة التالية، لتنفيذ برامج التسمين المُوصى بها، لفترة لا تقل عن 6 أشهر، قبل الوصول لمرحلة الذبح، وطرح لحومها للأسواق المحلية، أو تعبئتها وإعدادها للتصدير إلى الخارج.
موضوعات قد تهمك:
تغذية الإبل.. حجم العليقة وفوارق تحويل اللحم بين الجِمال والماشية
جرب وقرادة الإبل.. طُرق العلاج والتطهير الصحيحة للتخلص الآمن منهما
لحم الإبل والعادات الغذائية المصرية
أكد الدكتور علاء الدين بدوي أن العادات المصرية الغذائية قبل سبعة عقود، كانت تعتمد على لحوم الضأن في وجباتها الأساسية، كمصدر مُستساغ ومقبول للبروتين الحيواني، لافتًا إلى أن التغيرات اللاحقة التي طرأت على التركيبة السكانية، أدت لتنويع المصادر وتوجيه بوصلة الشراء صوب اللحم البقري أو الجاموسي.
ولفت “بدوي” إلى أن تنفيذ برامج التسمين وفق الإرشادات الفنية الموصى بها، يصل بمنتج لحوم الإبل النهائي إلى مستوى قريب جدًا من لحم الأبقار والجاموس، ما يجعلها خيارًا مقبولًا لدى جمهور المُستهلكين، علاوة على باقي مميزاتها الغذائية الأخرى، التي تضعها ضمن قائمة الأغذية البروتينية الصحية.
مميزات لحم الإبل
عدد أستاذ تغذية الحيوان مميزات لحم الإبل، التي تضعها على رأس قائمة مصادر البروتين الحيواني الصحية والاقتصادية بالنسبة لجمهور المستهلكين، والتي أوجزها في النقاط التالية:
1. انخفاض مُعدلات الكولسترول فيها بما يُعادل 50% عن الأبقار والجاموس
2. انخفاض مُعدلات الدهن فيها بما يُعادل 50% عن الأبقار والجاموس
3. انخفاض أسعارها عن مثيلاتها من مصادر البروتين الحيواني الأخرى
إقرأ أيضًا:
تربية الإبل.. السن الأمثل للتزاوج والتلقيح وعلاقته بوزن الحيوان
الإبل.. معدلات تحويل اللحم وعلاقتها بالظروف الرعوية ودلالاتها الاقتصادية
مصادر استيراد الإبل
كشف الدكتور علاء الدين بدوي عن مصادر استيراد الإبل الواردة إلى البلاد، مُشيرًا إلى أن 95% منها تصل إلينا عن طريق السودان، فيما لا تتجاوز النسبة الواردة من الأراضي الليبية والمعروفة تجاريا باسم “الجمال المغربي” حدود الـ5%، وتختلف صفاتها الشكلية والتركيبية عن الصنف الأول بعض الشيء، فتكون أقصر في الطول ولونها مائل إلى الحمرة، علاوة على قابليتها الجيدة للتسمين.
لحم الإبل.. الحل السحري لسد الفجوة الغذائية
واصل الدكتور علاء الدين بدوي شرحه لمزايا الاستثمار في مشروعات الإنتاج الحيواني الخاصىة بالجِمال، موضحًا أن لحم الإبل هو الخيار الأمثل لسد الفجوة الغذائية بأقل تكلفة متاحة، نظرًا لانخفاض قيمة مُدخلاته، المتمثلة برامج التسمين والتغذية، علاوة على ارتفاع درجة مقاومة الجِمال للتقلبات المناخية الحادة، وتكيفها مع نقص المياه أو ملوحتها.
تسمين الإبل.. “بدوي”: مشروع اقتصادي مضمون لتقليل فاتورة الاستيراد الباهظة
طرح أستاذ تغذية الحيوان فكرة إنشاء مشروع قومي لتربية وتسمين الإبل، كبديل عصري وخيار اقتصادي فاعل، لتخفيض فاتورة استيراد اللحوم من الخارج، موضحًا أن رفع حد استيراد الجمال من 250 ألف إلى مليون رأس، وتنفيذ برامج التسمين الموصى بها، يصل بنا إلى تدبير نسبة كبيرة من احتياجات السوق المحلي – 250 ألف طن سنويًا – بالتوازي مع حجم الإنتاج المحلي من لحوم الأبقار الذي يصل يتراوح ما بين 570 إلى 580 ألف طن.
ناشد “بدوي” بوضع فكرة هذا المشروع، ضمن الخطط التنموية التي تسعى الدولة لتطبيقها، لسد الفجوة الغذائية، مؤكدًا على إمكانية تنفيذها بالمناطق الجديدة مثل توشكى أو شرق العوينات، لافتًا إلى عوائدها الاقتصادية المضمونة، والتي تخفض كلفة استيراد اللحوم الحية إلى حدودها الدنيا، ما يوفر إمكانية توجيه فائض العملة الصعبة إلى مشروعات تنموية أخرى.
لا تفوتك مشاهدة هذا الفيديو: