زراعة محاصيل الموالح وتداعيات التغيرات المناخية وانعكاساتها السلبية على حجم الحصاد، وسبل تفاديها والتغلب عليها في الأراضي المروية بالغمر، لتقليل حد الضرر الاقتصادي، وتحقيق أفضل معدلات الإنتاجية، كانت أحد أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور وليد أبو بطة – أستاذ الفاكهة بمعهد بحوث البساتين – متناولًا هذا الملف الهام بالشرح والتحليل، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
تداعيات التغيرات المناخية على محاصيل الموالح
في البداية تحدث الدكتور وليد أبو بطة، عن تداعيات التغيرات المناخية على محاصيل الموالح، وبخاصة الأراضي والمزارع المروية بنظام الغمر، وأبرز المشاكل والعقبات التي يتوجب مواجهتها بشكل علمي، للخروج بأفضل النتائج ومعدلات الإنتاجية الاقتصادية المأمولة.
ظاهرة “تساقط يونيو”
أوضح “أبو بطة” أن هناك بعض الظواهر المتعارف عليها، والتي عدلت التغيرات المناخية منها، بشكل يستوجب زيادة وعي المزارعين، بطرق التعامل الصحيح معها، للحيلولة دون تداعياتها السلبية على حجم الحصاد المتوقع بحلول نهاية الموسم ومرحلة الحصاد، مشيرًا إلى “تساقط يونيو” بوصفه أحد أهم هذه الظواهر.
ولفت أستاذ الفاكهة بمعهد بحوث البساتين إلى تداعيات التغيرات المناخية على ظاهرة “تساقط يونيو”، مؤكدًا أنها ساهمت في تبكيرها عن موعدها المعتاد، والذي كان يحدث عادة خلال الفترة من 15 إلى 18 يونيو.
وفسر “أبو بطة” ظاهرة تساقط يونيو أو “النقطة” كما يصطلح عامة المزارعين على تسميتها، بأنها تحدث بشكل طبيعي خلال مرحلة العقد، بحيث تمثل الثمار المتبقية على الأشجار حجم الحصاد المتوقع بحلول نهاية الموسم.
وأوضح أن هذه الظاهرة مرتبطة بتغير حجم الثمرة، وانتقالها من مرحلة الحجم متناهي الصغر “الزيتونة” مرورًا بحجم الليمونة وحبة الطماطم، وصولًا للحجم الطبيعي المتعارف عليه، مع اكتسابها لخصائص الطعم واللون والرائحة، وذلك خلال الفترة من شهر يونيو إلى أغسطس.
إجراءات وتوصيات واجبة
شدد “أبو بطة” على ضرورة الانتباه إلى هذه المسألة، موضحًا أن التغيرات المناخية عدلت من موعد حدوثها، مع زيادة معدلات التساقط المتوقعة، والتي قد تمتد إلى ثمار الموالح التي كان من المفترض بقائها كجزء من حجم الحصاد الاقتصادي المتوقع.
وأكد أستاذ الفاكهة بمعهد بحوث البساتين أن التغيرات المناخية وزيادة معدلات الإجهاد الحراري المفروضة على النبات، تضاعف من معدلات التساقط المتوقعة، بشكل يوجب على المزارعين ضرورة التدخل ببعض الإجراءات الوقائية، لتقليل نسبة الخسائر الاقتصادية.
وشدد “أبو بطة” على ضرورة توفير المقننات المائية والسمادية المطلوبة، مع تطبيق عمليات مكافحة الأمراض والآفات على النحو الموصى به في الأراضي الموالح المروية بالغمر، لتجاوز تداعيات التغيرات المناخية، وتبعاتها الأكيدة على زيادة معدلات التساقط، للحد منها والوصول لأفضل النتائج الممكنة.
معاملات الري
نصح أستاذ الفاكهة بمعهد بحوث البساتين بتطبيق معاملات الري على جانبي الخط “البتنين” على الحامي، وتقريب فترات الري، مع الالتزام بالمقننات الموصى بها دون إفراط أو إغراق، لتعويض معدلات الفقد المائي، وتقليل الإجهاد الحراري الواقع على النبات.
مخاطر التغريق والتعطيش
حذر “أبو بطة” من مخاطر الإفراط في تطبيق معاملات الري في الأراضي المروية بالغمر، والتي تهدد بالإصابة بأعفان الجذور ومضاعفة معدلات التساقط، مع توخي الحذر من الوقوع في خطأ التعطيش، للحيلولة دون حدوث بعض التغيرات الفسيولوجية وأبرزها ظاهرة “التشقق”.
وأكد أستاذ الفاكهة بمعهد بحوث البساتين أن التعطيش والإغراق يؤديان لتشقق جدر الخلايا الضعيفة للثمار، وهي المسألة التي يتوجب مراعاتها خلال تطبيق معاملات التسميد في الأراضي المروية بالغمر، عبر إضافة عنصري الكالسيوم والبوتاسيوم، لمضاعفة درجة صلابة جدار الخلية أو الثمار، لافتًا إلى تبعات وجود أي خلل فيها، والذي يؤدي لحدوث مثل هذه المشاكل الفسيولوجية لاحقًا.
نصائح خاصة بمعاملات التسميد
نصح “أبو بطة” مزارعي الأراضي المروية بالغمر بتبكير موعد إضافة الدفعة الأخيرة من التسميد الآزوتي، لتوفير الاحتياجات البروتينية اللازمة لقيام النبات بكافة عمليات البناء، وامتصاص كميات المياه، اللازمة للوصول لمعدلات التحجيم المنضبطة.
وأوصى أستاذ الفاكهة بمعهد بحوث البساتين مزارعي الأراضي المروية بالغمر باستكمال برنامج التسميد على النحو الموصى به، وذلك بإضافة البوتاسيوم بمعدل 50 أو 25 كجم بحد أدنى للفدان مع الرية الثانية، لتكوين المواد الصلبة الذائبة والحلاوة وزيادة درجة صلابة قشرة الثمار، يليها إجراءات التسميد بعنصر الماغنسيوم مع الرية الثالثة، مع الالتزام بالفاصل الزمني بين كل مرحلة بما يعادل 10 أيام.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات الفنية والحلقة كاملة..
التغيرات المناخية وتأثيرها على زراعة محاصيل الموالح
موضوعات قد تهمك..
القواعد العامة لنجاح “تزهير الليمون” واشتراطات وفوائد عملية “التحليق”
محاصيل الموالح.. نصيحة فنية توفر 35% من المقننات المائية للأراضي المروية بـ”الغمر”