لتقليل الإجهاد الحراري على الموز.. الفوارق الفنية بين معاملات ري "الخلفات والأمهات"

محصول الموز وأهم الإجراءات والاحتياطات التي يتوجب اتخاذها، وأبرز الأخطاء الشائعة خلال موجات الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، كانت من أهم المحاور التي تطرق إليها الدكتور عبد الحميد الشاهد – أخصائي الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.

تداعيات التغيرات المناخية على محصول الموز

في البداية تحدث الدكتور عبد الحميد الشاهد عن تأثير التغيرات المناخية على زراعات ومحصول الموز، بوصفه أحد الحاصلات تحت الاستوائية، والتي تحتاج لمعاملة خاصة، في ظل الارتفاع غير المحدود لدرجات الحرارة، للحيلولة دون الإضرار بالنباتات، أو ظهور أي تأثيرات عكسية على حجم الإنتاج والحصاد المتوقع بحلول نهاية الموسم.

أبرز الأخطاء الشائعة في معاملات التسميد

نبه أخصائي الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين إلى أبرز الأخطاء الشائعة التي يقع فيها مزارعي الموز، ولاسيما خلال موجات الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ظنًا منهم بأنها الإجراء الصحيح لتقليل الإجهاد الحراري الواقع على النبات، موضحًا أنها تتجلى بشكل أكبر على الأمهات في مراحل النمو الأولى.

وأوضح “الشاهد” أن في مقدمة هذه الأخطاء تنفيذ معاملات التسميد الآزوتي خلال موجات ارتفاع درجات الحرارة، ما يؤدي لتسريع وتيرة نمو النباتات، في فترة زمنية أقل من نظيرتها بالظروف الطبيعية الاعتيادية، وهي المسألة التي تضاعف من حجم الضرر الواقع عليها.

وقدم أخصائي الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين شرحًا مبسطًا لتأثير وأضرار التسميد الآزوتي على الموز، خلال نوبات الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، موضحًا أنه يضاعف معدلات نمو النباتات ويدفع لخروج الأوراق مع عدم تفتحها، ما يعرضها لظهور بقع احتراق في الجهة المقابلة لأشعة الشمس.

وفسر “الشاهد” ظاهرة احتراق أوراق الموز، بأنها ناجمة عن خروج الأوراق وتسارع وتيرة نموها بشكل استثنائي، مع عدم نضج أنسجتها الداخلية وغضاضتها، وهي المسألة التي تحول دون قدرتها على تحمل ومقاومة ارتفاع درجات الحرارة.

قواعد معاملات ري “الخلف”

تطرق أخصائي الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين إلى ثاني أبرز الأخطاء شيوعًا بين مزارعي الموز، والمتعلقة بالإفراط في معاملات الري، والتي تتبدى تداعياتها بشكل ملحوظ على المزارع التي تنتشر فيها “الخلف”.

وأوضح “الشاهد” أن الخلف تتسم بمجموعها الخضري الكبير، وانتشار مجموعها الجذري داخل مسام التربة – طوليًا وعرضيًا – ما يضاعف قدرته على امتصاص احتياجاتها المائية بسهولة، برغم ظهور علامات تأثر الطبقة السطحية للتربة، وفقدانها لجزء من رطوبتها بفعل ارتفاع درجات الحرارة.

ولفت أخصائي الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين إلى ميزة المجموع الخضري الكبير الذي تتمتع بها الخلف، مؤكدًا أنها تعزز قدرتها على تظليل التربة وتقليل الإجهاد الحراري الواقع عليها، وتخفيف معدلات فقد الرطوبة بالتبعية.

وأشار “الشاهد” إلى ميزة إضافية تمتع بها الخلف، مؤكدًا أن حجمها ومجموعها الخضري الكبير يعزز قدرتها على مقاومة التغيرات المناخية، وتداعياتها المتمثلة في موجات ارتفاع درجات الحرارة، والإجهاد الحراري الواقع على النبات.

وسلط أخصائي الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين الضوء على عوامل القوة التي تتمتع بها “الخلف”، والتي تقلل من الإجهاد الحراري، وحجم الضرر الواقع عليها بفعل ارتفاع درجات الحرارة، وأوجزها في ثلاثة نقاط:

المجموع الجذري الكبير المنتشر طولًا وعرضًا داخل التربة
المجموع الخضري الكبير الذي يخفف من وطأة الإجهاد الحراري الواقع على النبات والتربة
حجم النبات كبير بالدرجة بالشكل الذي يسمح له بتغطية التربة والساق الكاذبة، ويعزز مقاومته للتغيرات المناخية والإجهاد الحراري

قواعد ري مزارع الأمهات وأبرز التوصيات الواجبة

تطرق “الشاهد” إلى مزارع الأمهات، ومدى تأثرها بتداعيات التغيرات المناخية، مؤكدًا أن حجم مجموعها الجذري والخضري يكون صغير، بالدرجة التي تحول دون قدرتها على تحمل الإجهاد الحراري الواقع عليها، بفعل نوبات الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وهي المسألة التي تتطلب وجود الوعي الكافي، بطبيعة النبات وطريقة التعامل معه، لمساعدته على تعويض الفقد المائي الذي يتعرض له.

ونصح أخصائي الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين بتقسيم مناوبات الري والمقننات المائية الموصى بها لأمهات الموز على دفعتين، الأولى في ساعات الصباح الباكر، والثانية بعد ساعات الغروب، لتخفيف حدة الإجهاد الحراري، وتعويض الفاقد الرطوبي.