الأشجار الخشبية والغابات واحدة من ركائز إحداث التوازن البيئي المطلوب، وعامل هام ومؤثر في امتصاص الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ما يعزز خطط الاهتمام بها، والتشجيع على زراعتها في غالبية دول العالم، لتقليل التداعيات السلبية الناجمة التغيرات المناخية.
وخلال حلولها ضيفةً على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”، تناولت الدكتورة مها فاروق – رئيس قسم بحوث الغابات والأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين، مركز البحوث الزراعية – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
الأشجار الخشبية
معدلات الملوحة المسموحة
في البداية تحدثت الدكتورة مها فاروق عن معدلات الملوحة المسموحة لزراعة الأشجار الخشبية، موضحةً أنه يتم التعامل مع هذا الملف وفق معايير صارمة للغاية، لاختلاف طبيعة كل نوع منها، وتباين قدراته على تحملها.
وأوضحت أن بعض أنواع الأشجار الخشبية تتميز بارتفاع قدرتها على تحمل الملوحة، وفي مقدمتها “التمركس” أو “الإثل” أو “العبل”، والذي يستطيع النمو في معدلات قد تصل إلى 10 إلى 12 آلف جزء في المليون.
وأشارت إلى انخفاض هذه الحدود بالنسبة لـ”الكازورينا” والتي تتحمل الملوحة حتى 5 إلى 6 آلاف جزء في المليون، والأمر عينه بالنسبة لأشجار الكافور، مع اختلاف وحيد، حيث تحتاج الأخيرة إلى كمية كبيرة من مياه الري، التي تتميز بشراهتها الشديدة لها.
ولفتت إلى بعض أنواع الأشجار الخشبية التي تتميز بارتفاع درجة مقاومتها لندرة المياه والجفاف، وأبرزها “الكونوكاربس” و”الكازورينا”، والتي أثبتت نجاحًا ملحوظًا في محافظة “المنيا”، حيث يمكن للمزارعين استخدامها كـ”مصدات للرياح”.
اشتراطات زراعة مصدات الرياح
وشدد “فاروق” على ضرورة وضع ملف الأشجار الخشبية كخيار جيد، يمكن الاعتماد عليه لحماية المحاصيل الزراعية المختلفة كـ”مصدات رياح”، وبخاصة بالنسبة للمحاصيل التي تتعرض لخسائر اقتصادية كبيرة ولا يمكن تعويضها بسبب الرياح.
ونصحت رئيس قسم الغابات والأشجار الخشبية بزراعة “الكازورينا” كحزام ومصدات للرياح، عند التأسيس لأي رقعة زراعية جديدة، نظرًا لضرورة القيام بتلك الخطوة قبل بدء المشروع بـ7 إلى 8 سنوات على الأقل، أسوة بما تم في مشروع أراضي الخريجين في ثمانينيات القرن الماضي.
وسلطت “فاروق” الضوء على واحدة من النقاط الهامة التي يتوجب الانتباه إليها فيما يخص ملف زراعة الأشجار الخشبية، مؤكدةً أنه يتوجب دراستها والتخطيط لها قبل الشروع في استصلاح الأراضي الجديدة، حتى لا تتعارض شبكات الري والبيفوت التي سيتم استخدامها، ما يحول دون إمكانية زراعتها واستخدامها كـ”أحزمة واقية” ومصدات للرياح، ويضاعف كُلفة محاولات تصحيح هذا الخطأ فيما بعد.
“الحل السحري لتوفير مياه الري ومضاعفة الإنتاجية”
كشفت “فاروق” عن الفوائد الاقتصادية المترتبة على زراعة هذه الأشجار كـ”أحزمة واقية”، مؤكدةً أنها تؤدي لزيادة ومضاعفة الإنتاجية المتوقعة من المحصول بنسبة 40%، علاوة على تحسين معدلات الجودة، بما يعوض عن ربحية الخطوط التي تمت الاستعانة بها لزراعة “مصدات الرياح”.
وأضافت أن زراعة هذه الأشجار كمصدات للرياح يستهلك 1% فقط من المياه، فيما تحقق وفرًا لا تقل عن 6%، نظرًا لإسهاماتها الفاعلة في تقليص معدلات البخر والفاقد من مياه الري، على عكس ما يعتقد البعض، بأنها تمثل حملًا إضافيًا على الأراضي الزراعية.
وأكدت “فاروق” أن هذه الأشجار يمكن أن تشكل مصدرًا يدر دخلًا إضافيًا للمزارعين، من عوائد بيع نواتج الإحلال والتجديد، أو بيع بعض الأشجار عند اكتمال نضج التاج، وزيادة حجمها عما كانت عليه في بداية الزراعة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
مستقبل زراعة الغابات والأشجار الخشبية في مصر
موضوعات قد تهمك..
مخلفات دودة القز والعذراوات.. 4 مكاسب اقتصادية من إعادة تدويرها كـ”علائق”
بدائل الأعلاف.. 3 فوائد مباشرة لاستخدام “أوراق التوت” كعلائق للدواجن
أوراق التوت.. نتائج مذهلة لاستخدامها كعلائق للماعز والجديان