رحب السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بممثلي المنظمات الدولية في مصر وتقدم لمنظمة الأغذية والزراعة بالتهنئة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغذاء، خاصة وأنه يأتي في توقيت يواجه فيه العالم أجمع تحديات كبيرة خاصة في ظل تفشي جائحة كورونا، والتي أكدت على أهمية وحاجة دول العالم للعمل سوياً ليس فقط لمواجهة الجائحة، ولكن من أجل التخفيف من الآثار الاقتصادية والإجتماعية والبيئية التى ترتبت عليها.
جاء ذلك خلال الاحتفالية التي نظمتها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بيوم الأغذية العالمي 2021 الذي يقام هذا العام تحت شعار “أفعالنا هي مستقبلنا.. إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل”
كلمة السيد القصير وزير الزراعة خلال الاحتفال بيوم الغذاء العالمي
وقال القصير، إن الأغذية والزراعة هما العاملان الرئيسيين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لذلك، فالمطلوب من الجميع تعزيز النظم الغذائية والزراعية المستدامة في جميع أنحاء العالم؛ لتخفيض عدد الفقراء والجياع، والحد من التغيرات المناخية مع الحفاظ على مواردنا الطبيعية للأجيال القادمة.
وأضاف أن التحديات التي تواجه استدامة نظم الغذاء عديدة، ومتشعبة، ومتداخلة، وتتفاوت حدتها من إقليم لآخر ومن دولة لأخرى، غير أن مساحة التوافق الأكيدة بين جميع الدول هي أن الوضع الحالي ودرجة انتشار ظاهرة الجوع وسوء التغذية من ناحية والأمراض الناتجة عن البدانة والأنماط الاستهلاكية غير الصحية من ناحية أخرى، تستوجب منا جميعاً التكاتف والإسراع بوتيرة العمل اللازمة؛ لعلاج هذه الأوضاع؛ تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة، من خلال وضع خطط، واستراتيجيات كفيلة بتطوير أساليب، ونظم الزراعة، وأيضاً تحسين النظم الغذائية؛ لتكون أكثر شمولاً، ومرونةً، وصحية، ومستدامة، وبأسلوب سهل، وميسور، وفي متناول الجميع، تستهدف الحد من سوء التغذية، ومضاعفة الإنتاج، وتقليل الهدر، والفاقد، والقدرة على التعامل مع التغيرات المناخية.
وقال وزير الزراعة إن مصر هي واحدة من الدول القليلة التي تجاوز سكانها المائة مليون نسمة، كما أنها إحدى الدول التي تعتمد على الواردات الغذائية للوفاء بنسبة كبيرة من الطلب المحلي على المواد الغذائية الأساسية، خاصة القمح والذرة، ومن ثم فإن أمن مصر الغذائي واستدامة نظم الغذاء بها قضية وجودية بالنسبة للشعب المصري، خاصة في ظل التحديات العديدة التي تعوق توفير الغذاء الصحي والآمن والمغذي للجميع ، ولعل في مقدمة هذه التحديات الفقر المائي الذي تعاني منه مصر، وظاهرة التصحر ومتطلبات التوسع العمراني خاصة الاجتماعي منه ، ومواجهة أمراض سوء التغذية خاصة بين الأطفال، مع تعديل أنماط الاستهلاك.
وأضاف لابد من الإشارة إلى تأكيدات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية فى كلمته خلال مشاركته في قمة نظم الغذاء الأخيرة، على أن خطر المجاعة يحد من قدرة الدول والحكومات على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بكافة مشتملاتها، مع تأكيد سيادته على تأسيس نظم غذائية أمنه ومستدامة تحقق الأمن الغذائي لمجتمعاتنا.
جهود الدولة المصرية في سبيل تحقيق الأمن الغذائي
واستعرض القصير خلال الاحتفال باليوم العالمي للغذاء جهود الدولة المصرية في سبيل تحقيق الأمن الغذائي، وتحسين مستوى معيشة السكان من خلال العديد من المحاور، ويأتي على رأسها محور التوسع الأفقي لزيادة مساحة الرقعة الزراعية مع تنويع مصادر المياه وترشيد استخداماتها ، يضاف إلى ذلك محور التوسع الرأسي الي يستهدف استنباط اصناف محسنة ذات انتاجية عالية واحتياجات مائية أقل ومبكرة النضج مع الاهتمام بتطوير آليات التخزين والنقل والحد من الفاقد مع التوسع في سلاسل الامداد وانشاء هيئة سلامة الغذاء وتطوير منظومة الحجر الزراعي والاهتمام بالصحة النباتية والحيوانية والسمكية.
وفي نهاية كلمته، وجه الشكر لكل المزارعين والفلاحين في ربوع الوطن على ما قدموه من جهد في سبيل المساهمة بقدر كبير في توفير الغذاء، خاصة في ظل جائحة كورونا، مع تقديم النصيحة لهم للالتزام بالتوصيات الفنية الصحيحة في أساليب ومواعيد الزراعة، والتحول إلى نظم الري الحديثة في إطار المبادرات التي تقدمها الدولة، مع التوقف تماما عن أي تعديات على الأرض الزراعية للحفاظ على ما تبقى منها.
جهود الباحثين في المجال الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي
كما أشاد بجهود الباحثين بالمراكز البحثية بوزارة الزراعة وكل العاملين بها، وطالبهم بمزيد من الجهد في المرحلة القادمة، والتعاون بشكل جماعى في إطار خطط استراتيجية تستهدف وضع خطط قصيرة ومتوسطة المدى؛ للمساهمة بشكل فعال يلمسه الجميع على أرض الواقع نحو معالجة التحديات القادمة، خاصة المرتبطة بالتغيرات المناخية، وترشيد المياه، والتوسع الرأسي، ومواجهة ظاهرة التصحر، وآليات التعامل مع ملوحة التربة، ومكافحة الآفات والأمراض، خاصة العابرة للحدود، مع التركيز على مكافحة سوسة النخيل، ودودة الحشد الخريفية، وذبابة الفاكهة في إطار برامج محددة التوقيتات والالتزامات.
وطالب وزير الزراعة أيضا كل شركاء التنمية للنظر في زيادة الاستثمارات في إجراءات التكيف مع تغير المناخ، وتعزيز النظم الغذائية، وتمويل سلاسل القيمة، وتدعيم كل ما يتخذ من إجراءات؛ للحد من الفقر والجوع، وتعزيز الأمن الغذائي لمجتمعات وبيئات أفضل مع تشجيع وتدعيم الممارسات الزراعية المستدامة، التي تحمى التنوع البيولوجي، وتزيد من الحلول القائمة على الطبيعة.
أقرأ أيضا: وزير الزراعة يشارك في الاحتفال باليوم العالمي للغذاء