يشكل محصول البصل أحد المحاصيل الاستراتيجية في مصر والعالم، نظرًا لقيمته الغذائية العالية ودوره الفعّال في دعم المناعة وتحسين الصحة العامة، كما يُعد من المحاصيل التصديرية المهمة التي تسهم في تعزيز الاقتصاد القومي، ما يستلزم من المزارعين والمستهلكين على حد سواء التعامل معه بحرص شديد خلال الزراعة والجني والتخزين، لتقليل الفاقد والمحافظة على جودته.
فطريات التخزين.. كيف نتعامل مع البصل المصاب؟
أوضح الدكتور محمد حسن، أستاذ أمراض النباتات بكلية الزراعة جامعة الفيوم، أن ظهور بقع سوداء على البصل المخزن في المنزل أو في الأسواق يعد من العلامات الدالة على وجود جراثيم فطرية، مؤكدًا أن أشهر تلك الفطريات هو “الأسبيرجلس”، وهو فطر رمي لا يُشكل خطورة على الصحة إذا تم التعامل معه بشكل صحيح.
وشدد على أهمية تنظيف الثمرة جيدًا والتخلص من الأجزاء المتعفنة قبل الاستخدام، موصيًا بعدم استخدام البصل المصاب بالكامل في حالة انتشار الفطر على مساحة كبيرة من الرأس.
البكتيريا في المخازن.. ما مدى الخطورة؟
تابع حسن حديثه بالإشارة إلى وجود بعض الأمراض البكتيرية التي قد تظهر أيضًا على البصل خلال التخزين، مشيرًا إلى أنها قد تسبب مشاكل صحية حال الإهمال في التعامل معها، موضحًا أن الوقاية خير من العلاج، وأن اتباع الإرشادات الفنية الخاصة بالتخزين والتداول السليم يساعد في تقليل فرص الإصابة، مدللًا على ذلك بأن الوقاية تبدأ من المزرعة وتنتهي عند مطبخ المستهلك.
الثقافة الشعبية في تخزين البصل.. الصواب و الخطأ؟
فسر الدكتور محمد حسن لجوء بعض ربات البيوت إلى تعليق البصل في الشرفات أو البلكونات بأنه أحد أفضل الطرق التقليدية للتخزين، معللًا ذلك بكون هذه الأماكن جيدة التهوية وتمنع تراكم الرطوبة.
وأشار إلى أن تعليق البصل بهذه الطريقة يعكس جزءًا من ثقافة مصرية أصيلة حافظت على جودة المنتج لعقود طويلة، مشددًا على ضرورة تجنب تخزين البصل في الأدراج أو الأماكن المغلقة لأنه يتلف بسرعة نتيجة غياب التهوية.
الاحتياج الفعلي أولى من التخزين العشوائي
نصح حسن بشراء الكمية التي يحتاجها المستهلك فقط دون تخزين كميات كبيرة، مشيرًا إلى أن التخزين الزائد دون وجود بيئة مناسبة قد يؤدي إلى فساد المحصول، مضيفًا أن تقليل الكميات المخزنة يسهم في تنشيط السوق ومنع الاحتكار، موصيًا بالاكتفاء بالكميات الضرورية لتفادي الفقد والفاقد الناتج عن التخزين الخاطئ.
الثوم المفروم.. خسارة غذائية وصحية
شدد الدكتور محمد حسن على خطورة ما وصفه بـ”الحداثة الغذائية المغلوطة” والمتمثلة في فرم الثوم وتخزينه لفترات طويلة، موضحًا أن عملية الفرم تؤدي إلى تكسير خلايا الثوم، مما يعرض مركب الأليسين الفعال للتأكسد، وهو ما يفقد الثوم جزءًا كبيرًا من قيمته الغذائية.
وأضاف أن الزيت الطيار الموجود في الثوم هو العنصر الأهم صحيًا، وأن تعريضه للهواء يقلل من فوائده بشكل كبير، مؤكدًا أن استخدام الثوم الطازج هو الخيار الأفضل من الناحية الصحية والغذائية.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات والحلقة الكاملة..
أمراض البصل والثوم وسبل مكافحتها
شاهد أيضًا..