يُعد محصول المانجو، الذي يُطلق عليه “ملكة الفاكهة” ويحظى بشعبية واسعة بين الملايين في كل مكان، واحدًا من أهم المحاصيل الاستوائية في مصر، التي تُعرف بتميز أصنافها المحلية عالميًا، حيث تستحوذ على مكانة قوية في المشهد التصديري، ما يستلزم دراية ووعيًا وإرشادًا زراعيًا متخصصًا لضمان أعلى إنتاجية وجودة، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تؤثر بشكل كبير على مراحل نموه الحرجة، وهو الملف الذي تناولته الدكتورة ولاء سمير يسري، الباحث أول بقسم بحوث الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين بالشرح والتحليل، خلال حلولها ضيفةً على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
نصائح هامة لتأسيس مزرعة المانجو الجديدة
اختيار الموقع والتربة
تطرقت الدكتورة ولاء سمير يسري إلى أهمية البدء في تأسيس بستان المانجو على أسس صحيحة، موضحة أنه يجب تجنب اختيار الأماكن ذات المنسوب الأرضي المنخفض، معللة ذلك بأن هذه المناطق تتجمع فيها كتل الهواء الباردة، ما يجعلها عرضة لتدمير الصقيع الذي تتأثر به المانجو بشدة، مشيرة إلى أن هذا أثر سلبًا على إنتاجية المانجو في وادي النطرون على سبيل المثال.
وأضافت أنه يجب اختيار نوع التربة المناسب، فالتربة الطمية الصفراء الخفيفة جيدة الصرف هي الأفضل، محذرة من زراعة المانجو في الأراضي الثقيلة أو الطينية الثقيلة، لأنها تسبب تراكم المياه وتعفن الجذور وسوء تهوية، وأن الأراضي الصحراوية الخفيفة جيدة الصرف (مثل النوبارية) قد تحقق إنتاجية عالية جدًا.
أهمية تحليل المياه والأصول الجيدة
شددت الدكتورة ولاء سمير يسري على أهمية إجراء تحليل للتربة والمياه المستخدمة في الري قبل البدء في الزراعة، وذلك للتأكد من نسبة الأملاح، موضحة أن المانجو من المحاصيل الحساسة للملوحة، وأن زراعتها لا يُنصح بها إذا زادت نسبة الأملاح في مياه الري عن 1000 جزء في المليون (ppm)، معللة أن الأملاح تتراكم بمرور الوقت وتؤثر سلبًا على النبات.
وأوصت باستخدام شتلات مطعمة على أصول جيدة ومعروفة، مثل أصل السكري، الذي أثبتت دراساتها أنه من أفضل الأصول، خاصة في الأراضي الخفيفة، وأنه يتمتع بقدرة جيدة على تحمل الملوحة حتى 500 أو 600 أو حتى 800 جزء في المليون.
مواصفات الشتلات الجيدة واختيار المشتل
أكدت الدكتورة ولاء سمير يسري على الأهمية القصوى لاختيار مشتل معتمد وموثوق به وذو سمعة جيدة عند شراء الشتلات، حتى لو كانت أغلى ثمنًا، معللة أن هذه الخطوة هي أساس نجاح الزراعة كونها زراعة معمرة.
وعددت مواصفات الشتلة الجيدة بأن يكون طولها لا يقل عن 70-80 سم، وألا يقل ارتفاع منطقة الطعم عن 40 سم، وأن يكون ارتفاع منطقة الأصل حوالي 35-40 سم.
وتابعت توصياتها بضرورة أن تحتوي الشتلة على دورين من النمو الخضري، مع ضرورة فحص منطقة الالتحام بين الأصل والطعم للتأكد من اكتمال الالتحام.
وحذرت من بعض المشاتل التي قد تحتوي شتلاتها على ظاهرة “الساكسفونيا” (التفاف الجذور)، والتي تمنع الشتلة من النمو والإثمار الجيد.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة وحزمة التوصيات الكاملة..