قصب السكر واحد من أهم المحاصيل الاستراتيجية، التي أولتها الدولة كامل اهتمامها، نظرًا لكونه أحد الركائز الرئيسية للعديد من الصناعات الهامة، وهي المسألة التي تفرض على المزارعين اهتمامًا أكبر، بتطبيق كافة التوصيات الفنية والوقائية، للوصول لحد الإنتاجية المأمولة في نهاية الموسم.
وخلال حلوله ضيفًَا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبدالناصر بدوي عينر – رئيس قسم أمراض الذرة والمحاصيل السكرية – ملف أهم أمراض قصب السكر وطرق العلاج بالشرح والتحليل.
قصب السكر
نبذة عامة
في البداية تحدث الدكتور عبدالناصر بدوي عينر عن صناعة السكر بشكل عام، موضحًا أنها تتم عبر استخلاصه من محصولين أساسيين، الأول هو قصب السكر الذي تنتشر زراعته في 80 دولة حول العالم، أبرزها الهند والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، فيما يحتل بنجر السكر المرتبة الثانية عالميًا بعد القصب.
وأوضح أن إجمالي المساحة المنزرعة بمحصول قصب السكر في مصر تصل إلى 360 ألف فدان، تتركز أغلبها في محافظات صعيد مصر، لافتًا إلى أهميته الاقتصادية الكبيرة، نظرًا لكونه أحد الركائز الرئيسية، التي تقوم عليها ما يقرب من 25 صناعة.
الأهمية الاقتصادية
أشار “عينر” إلى سبل الاستفادة من متبقيات قصب السكر، مؤكدًا أنها تدخل في العديد من الصناعات أهمها استخلاص المولاس، الذي يتم الاعتماد عليه في صناعة الخل والكحول والخميرة، علاوة على دخول المخلف الجاف في صناعة الخشب الحبيبي والورق، بالإضافة لاستخداماتها الأخرى كعلائق في مشروعات الإنتاج الحيواني.
وأضاف “عينر” أن زراعة قصب السكر تجود في الأجواء الاستوائية وشبه الاستوائية، ما ساهم في التوسع بزراعته بمحافظات الجنوب، وأبرزها أسوان وقنا والأقصر وسوهاج والمنيا، علاوة على تركز مصانع السكر في المناطق المتاخمة لهذه المحافظات، وأشهرها “أبو قرقاص، جرجا، كوم أمبو، أسوان، نجع حمادي، الأقصر”.
تفوق مصري واضح
لفت رئيس قسم أمراض الذرة والمحاصيل السكرية إلى النجاح الذي حققه قطاع الزراعة، عبر الاقتراب من نسبة الاكتفاء الذاتي، موضحًا أن إجمالي ما يتم تصنيعه محليًا يصل إلى 2.8 مليون طن، فيما يصل الاستهلاك إلى 3.4 مليون طن سنويًا.
وكشف “عينر” أن متوسط إنتاج قصب السكر في مصر يتفوق على المتوسطات العالمية المتعارف عليها، والتي تتوقف عند حدود الـ27 طن للفدان، فيما ترتفع هذه المعدلات لحدود الضعف في محافظاتنا، والتي استطاعت الوصول إلى 47 طن للفدان.
التفحم السوطي
أكد رئيس قسم أمراض الذرة والمحاصيل السكرية أن اهتزاز وتراجع إنتاجية الفدان عن هذه المعدلات قد يكون لأسباب مرضية أو ظواهر فسيولوجية أو بعض المسببات المرضية، أو نتيجة إهمال تنفيذ بعض التوصيات الفنية المتعارف عليها.
وتطرق “عينر” إلى أبرز الأمراض التي تهدد محصول قصب السكر، وفي مقدمتها “التفحم السوطي”، الذي ظهر للمرة الأولى عام 1982، محققًا خسائر اقتصادية تتراوح بين 20 إلى 60% من حجم الإنتاجية المتوقعة بحلول نهاية الموسم.
وأوضح أنه يتم التعامل بشكل طبيعي مع الإصابة بمرض التفحم السوطي وفقًا للإرشادات والتوصيات الفنية الواردة بهذا الشأن حال تراوح الإصابة بين 1 إلى 5%، من إجمالي المساحة المنزرعة والمحصول.
الإجراءات والتدابير الواجبة
أكد أن المسألة تختلف كليًا حال تخطي الإصابة لنسبة الـ5%، مشددًا على ضرورة الالتزام بتطبيق التوصيات الواردة بالقرار الوزاري المنظم لهذا الشأن، والتي يمكن إيجازها في النقاط التالية:
- تقليع كامل المحصول
- حرق المحصول بالكامل
- غمر التربة بالمياه لمدة 10 أيام على الأقل
- حرث الأرض بعد جفافها بشكل جيد
- زراعة أي محاصيل أخرى غير القصب لعام أو عامين على أقل تقدير
وحذر “عينر” من تبعات وتداعيات إهمال تنفيذ التوصيات الفنية الواردو بشأن تفاقم الإصابة بمرض “التفحم السوطي”، وتجاوزها لحدود الـ5%، مؤكدًا أنها لتضاعف معدلات الإصابة خلال الموسم التالي، علاوة على زيادة فرص انتقال العدوى والمسبب المرضي إلى المزارع المحيطة عبر الهواء.
لا يفوتك مشاهدة الفيديو..
موضوعات ذات صلة..
التفحم السوطي في قصب السكر.. العلامات الـ10 للإصابة والمُبيدات المعتمدة للمُكَافحة
التغيرات المناخية.. “فهيم” يقدم حزمة من التوصيات لتجاوز تداعيات “القبة الحرارية”