قرون إناث الجاموس وعلوم الفلك واستخدامها في زراعة القطن العضوي، ملف شائك وغريب، قد يثير قدرًا كبيرًا من الدهشة لدى القراء، أو يبعث على السخرية والضحك لدى البعض الآخر، لكن الخبراء والمتخصصين دومًا لهم حُجة قوية ورأي مختلف، وبالأخص فيما يتعلق بالأمور العلمية التي لها علاقة بحياة الإنسان.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج العيادة النباتية، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور سعيد حمودة، الأستاذ بمعهد بحوث القطن، هذا الملف بالشرح والتحليل، ليكشف سر العلاقة بين قرون إناث الجاموس، واستخدام علوم الفلك والأبراج في زراعة القطن العضوي.
دراسات ألمانية لوضع لبنات علوم البايوديناميك
في البداية تحدث الدكتور سعيد حمودة عن زراعة القطن العضوي، والأسس العلمية التي يقوم عليها هذا النشاط، وكيفية استغلال التقنيات العضوية في زراعة هذا المُنتج الاستراتيجي، الذي يحمل طابع خاص بالنسبة للدول المستوردة للأقطان، والتي تبحث عن هذا المزيج المدهش بين الإنتاج المصري عالي الجودة، والمحصول الطبيعي الخالي من الملوثات ومتبقيات الأسمدة والمبيدات الكيميائية.
وتطرق إلى الدراسات الألمانية التي بدأت عام 1924، والمُندرجة اصطلاحًا تحت مُسمى علوم البايوديناميك، موضحًا أن هذا العلم يسعى للربط بين القوى الكونية وعلوم الفلك والأبراج، والأنشطة الزراعية المُختلفة التي يمارسها الإنسان على سطح الأرض.
حقيقة استخدام السحر وعلوم الفلك والأبراج في الزراعة
ولفت إلى أن هذه الدراسات استندت إلى القوى الكونية الخاصة بالأبراج، وتأثيراتها على الكائنات الحية ونموها وحيويتها ومن ضمنها النباتات، لتخلص إلى وضع أجندة خاصة بكل محصول، وسُبل تحسين إنتاجيته، وفق توقيتات محددة بشكل صارم، لا يدع مجالًا لأي تحريف أو تعديل، وهي استراتيجية قد يعتبرها البعض شيئًَا قريبًا من “السحر”، ولكن الحقيقة على عكس ذلك تمامًا، فهو علم قائم وله قواعد وأصول ومنهجية علمية أثبتتها التجارب.
وأوضح أن مرجعية علم البايوديناميك تستند لاستغلال قوة القمر والكواكب، والتي ثبت أن لها تأثير كبير يتجلى في ظاهرة المد والجذر لمياه البحار والمحيطات، وبالتبعية فإن لها أثرًا مماثلًا، على العصارة الخاصة بالنباتات، ونمو الجذور في التربة، وهي افتراضات تم وضعها قيد الاختبار، وفق آليات مُحددة، وتم التأكد من وجاهتها ورجاحتها من الناحية التطبيقية، ما دعى للتوسع في استخدامها، وتطبيقها على أغلب الأنشطة الزراعية.
موضوعات مُتعلقة:
القطن العضوي.. أهداف استراتيجية ومكاسب اقتصادية هائلة للمزارعين
الفراعنة أول من استخدموا علوم البايوديناميك
أكد أستاذ معهد علوم الأقطان أن الفراعنة هم أول من استخدموا تقنيات علوم البايوديناميك، موضحًا أن الدراسات الألمانية التي جرت مطلع القرن العشرين، استوحت واستندت إلى العقيدة والممارسات المصرية القديمة، التي كانت تتعامل بشكل مُذهل مع علوم الفلك والأبراج والقوى الكونية، وتسخر قواها لخدمة كافة أنشطتها الحياتية المُتعلقة بالزراعة والبناء والاقتصاد.
وأوضح أن هذه التقنيات والعقيدة المصرية القديمة اندثرت، قبل أن يسلط العلماء الألمان الضوء عليها مرة أخرى، ليستعينوا بها في وضع اللبنة الأولى لاستخدام علوم البايوديناميك في كافة الأنشطة وعلى رأسها المجال الزراعي، لعدد كبير من المحاصيل ومن بينها القطن.
لا يفوتك.. النظم المستدامة بين زراعة المحاصيل وتربية النحل
قرون إناث الجاموس وعلاقتها بزراعة القطن العضوي
قدم الدكتور سعيد حمودة تفسيرًا علميًا، لاستخدام قرون إناث الجاموس في عمليات الزراعة العضوية لمحصول القطن، موضحًا أن علوم البايوديناميك أكدت على وجود ارتباط وثيق الصلة، بين زيادة فاعلية الروث المُستخدم في تسميد التربة، وقرون إناث الجاموس التي تتمتع بخصائص كونية خارقة، نظرًا لاحتوائها على عدد من الخمائر والفطريات، التي تُحفز وتعزز من قدرة هذا الخليط على تحقيق الهدف المنشود، وفق توقيتات زمنية مُحددة بدقة.
تكنيك استخدام قرون إناث الجاموس في تخمير السماد
وأوضح أن الروث يتم وضعه داخل قرون إناث الجاموس، على أن يُدفن في باطن الأرض للتخمير لفترة زمنية تصل إلى 4 أشهر سابقة على استخدامه، وفق أجندة وتوقيتات مُحددة سلفًا، تبعًا لخريطة تأثير القمر والقوى الكونية عليها، والتي تختلف من بلد لآخر.
وأشار إلى أن الروث المكمور داخل قرون إناث الجاموس، يتم استخراجه بعد أربعة أشهر، لاستخدامه في تسميد الأرض المُزمع زراعتها بمحصول القطن العضوي، بعد إجراء بعد المعاملات الخاصة عليه.
ولفت إلى أن الفدان الواحد يحتاج إلى 200 جرام فقط من هذا الروث المطحون، موضحًا أن قرون إناث الجاموس يُعاد استخدامها مرة أخرى بذات الطريقة، لتخمير هذا الخليط السحري لدورة زراعية تالية.
إقرأ أيضًا:
إكثار النخيل عن طريق البذرة.. تعرف على رأي المتخصصين
زراعة التمور.. منجم غذائي ومكاسب تصل لـ240 ألف جنيه للفدان
علاج النيماتودا.. باحث يؤكد إمكانية القضاء عليها خلال 150 دقيقة