قبو يوم القيامة أو سفالبارد.. اسم قد لا يكون تردد على مسامع الكثيرين منا، ولا يدرك كنهه ومعناه سوى شريحة ضئيلة من العلماء المُتخصصين، برغم علاقته الوثيقة بوجود الجنس البشري على اختلاف عقائده وألوانه، ودوره الفاعل في تأمين الحياة لنا وللأجيال القادمة.
لهذه الأسباب توجب تسليط الضوء والاقتراب بشكل أكبر من قبو نهاية العالم، لفك شفرة هذا المكان، وثبر أغواره وإماطه اللثام عن أهميته الحقيقية بالنسبة للجنس البشري، والأسباب الداعمة لوجوده.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مُقدم برنامج “العيادة النباتية”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، كشف الدكتور محمد طه زلمة – باحث أول بقسم بحوث تكنولوجيا البذور، بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية – العديد من الحقائق الخاصة بما يُعرف بقبو يوم القيامة.
قبو يوم القيامة.. أمل البشرية الأخير للنجاة
في البداية أكد الدكتور محمد طه زلمة على أهمية الصرح المعروف بين شريحة العلماء والباحثين والمُتخصصين بقبو يوم القيامة، موضحًا أنه أحد دعائم استمرار حياة الجنس البشري على كوكب الأرض، وتأمين فُرص الأجيال القادمة في الحصول على الفُرصة ذاتها بالمستقبل.
الهدف الحقيقي من وجود قبو يوم القيامة
أوضح “زلمة” أن قبو سفالبارد يُعد واحدًا من أهم وأكبر بنوك حفظ الجينات ووالنسخ المُنتقاه من أمهات بذور أصناف الحبوب والحاصلات الزراعية على المستوى الدولي، لتأمينها من مخاطر الضياع والاندثار، الناجمة عن الكوارث الطبيعية كالسيول والزلازل والحرائق وغيرها، أو تلك المصنوعة بيد الإنسان مثل الحروب والنزاعات المسلحة.
موضوعات قد تهمك:
محصول المانجو.. أبرز التوصيات الفنية للزراعة بـ”الأراضي القديمة”
موقع ومقر قبو يوم القيامة
كشف أستاذ قسم بحوث تكنولوجيا البذور عن موقع قبو سفالبارد، مُشيرًا إلى وجوده على أعماق سحيقة تحت أرض جزيرة سبتسبرجن، الكائنة بالقرب من أرخبيل سالفابارد بالقطب الشمالي، لضمان حفظ الحبوب وبذور النباتات في درجات حرارة مُنخفضة جدًا تقيها من أي تقلبات أو انحرافات مناخية مُفاجئة.
إقرأ أيضًا:
المراعي البلدية.. شروط اعتمادها كمصدر لـ”العلف” ومزايا “الفرم والتقطيع”
اليوريا.. فوائدها وشروط استخدامها في علائق المجترات والحيوانات وحيدة المعدة
“قبو يوم القيامة”.. دور هام لعلاج آثار “الحرب السورية”
لفت “زلمة” إلى الدور الذي لعبه قبو سفالبارد، لعلاج الآثار التي خلفتها الصراعات والحروب الناشبة بين أطراف الأزمة السورية، حيث ساهمت في إمداد المزارعين هناك، بعدد من أمهات البذور الخاصة بالمحاصيل المُتضررة، التي تواجه إعادة زراعتها مرة أخرى عقبات كبيرة.
وتقع مسؤولية إدارة مقر قبو يوم القيامة وفقا للشروط الورادة في مذكرة التفاهم الثلاثية، الموقعة بين الحكومة النرويجية والصندوق الاستئماني العالمي لتنوع المحاصيل (GCDT) ومركز الموارد الوراثية لدول الشمال (NordGen).
ويضم قبو يوم القيامة قُرابة الـ1 مليون عينة بذور تمثل 6 آلاف نوع من النباتات والحاصلات الزراعية المُختلفة، لتأمين بقائها للأجيال القادمة، وضمان فُرص إعادة زراعتها في أي وقت، حال تعرض دولة المنبع لأي ظرف طارىء.
شاهد: