فول الصويا واحد من المحاصيل البقولية الصيفية التي حفرت لنفسها مكانًا في قائمة اهتمامات المزارعين، بعد الإجراءات الحكومية المتسارعة، للتوسع فيه والتشجيع على زراعته.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مقدم برنامج “نهار جديد” تقديم عاصم الشندويلي، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور طارق صابر – الأستاذ المساعد بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف الأهمية الاقتصادية لمحصول فول الصويا بالشرح والتحليل.
فول الصويا
الأهمية الاقتصادية
في البداية تحدث الدكتور طارق صابر عن الأهمية الاقتصادية التي يحظى بها محصول فول الصويا، نظرًا لكونه أحد المحاصيل البقولية الصيفية التصنيعية من الدرجة الأولى.
وأوضح أن أهمية محصول فول الصويا ترجع لاحتواء بذوره على نسبة 40% بروتين، بالإضافة إلى 20% من الزيوت، ما يجعله خيارًا مثاليًا، لتقليل الفجوة في تصنيع الزيوت.
وأكد “صابر” أن أبرز جوانب أهمية هذا المحصول الاستراتيجي، تكمن في تفوق البروتين الموجود فيه على سائر البروتينات النباتية الأخرى، بسبب أحتوائه على كافة الأحماض الأمينية اللازمة لتغذية الإنسان، فيما حمض اللايسين.
ولفت إلى أن إضافة هذا الحمض الأميني المتبقي، تعزز القيمة الغذائية الموجود بفول الصويا، بما يضاهي مثيلتها الموجودة بالبروتين الحيواني، وهو الأمر الذي يوضح مدى أهمية فول الصويا.
وأشار إلى أن قيمة هذا المحصول تتبدى في قدرته على تدعيم القوة الاقتصادية لأي دولة، ما يفسر مدى الاهتمام الذي يحظى به داخل الصين والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه أحد الحاصلات ثنائية الغرض، التي يتم الاعتماد عليها في صناعتي الأعلاف والزيوت على حد سواء.
وأضاف أن الصويا كان مهمشًا وخارج نطاق اهتمامات المزارعين، إلى أن تم ضمه لحزمة محاصيل نظام الزراعة التعاقدية، وهو الأمر الذي عدل من وضعيته ضمن الخيارات المتاحة على مدار الموسم.
مزايا إضافية
ربط “صابر” بين التوسع في زراعة فول الصويا، وتخفيض قيمة العملة الصعبة، عن طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي، وسد الفجوة الكبيرة ما بين إنتاج واستهلاك الأعلاف والزيوت.
وأوضح أن تحقيق الاكتفاء الذاتي، يقلل قيمة الفاتورة الاستيرادية، ما ينعكس بالإيجاب على ترشيد الإنفاق والاستيراد بالعملة الصعبة “الشحيحة”، ويعزز من قوة الاقتصاد المصري، وفقًا لمبادئ وقوانين العرض والطلب.
وتطرق “صابر” إلى الانعكاسات الإيجابية المترتبة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الصويا، وبالتبعية على حجم المشروعات التصنيعية القائمة عليها في مجالي الأعلاف والزيوت، ومن ثم تخفيض نسبة البطالة.
مزايا التوسع في الأراضي الجديد
أكد أن فوائد فول الصويا بالنسبة للمزارعين لها بُعد استراتيجي آخر، نظرًا لإسهاماته الكبيرة في تخصيب التربة، مُشيرًا إلى أن هذا المبدأ يعزز فُرص التوسع فيها بالأراضي الجديدة، الفقيرة في عناصرها الغذائية.
وأكد أن من ضمن أبرز مزايا هذا المحصول، النسبة الكبيرة من العقد البكتيرية التي تخلفها الصويا على جذورها داخل التربة الزراعية، والتي تقوم بتثبيت الآزوت وامتصاص النيتروجين من الهواء الجو، ما ينعكس بالإيجاب على المحصول التالي الذي تتم زراعته بعده.
وتابع “صابر” شرحه لمزايا الصويا، مشيرًا إلى انخفاض قيمة مقرراته السمادية الآزوتية، نظرًا لأنه يقوم بتثبت الآزوت بنفسه داخل التربة، ما يقلل فاتورة مدخلاته وتكاليف زراعته على المزارعين.
شاهد..
لا يفوتك..
نحل العسل.. مزايا اقتصادية ومنحة ربانية