فول الصويا واحد من المحاصيل التي لاقت اهتمامًا كبيرًا من المُزارعين والمُستثمرين وجمهور المُستهلكين على حد سواء، نظرًا لفوائده الغذائية والصحية، علاوة على دخوله بقوة كمكون أساسي، في العديد من الصناعات والأنشطة، الخاصة بمشروعات الإنتاج الحيواني والداجني والمُنتجات الغذائية.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور صمويل برتي راغب – رئيس بحوث بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية قسم الفول – عن محصول فول الصويا، وآليات واستراتيجيات النهوض به، ضمن باقة المحاصيل الزيتية الاستراتيجية.
نبذة تاريخية عن محصول فول الصويا
في تحدث الدكتور صمويل برتي راغب عن التغير الكبير الذي طرأ على ثقافة المزارعين، بالشكل الذي دعاهم للاهتمام بالتوسع في زراعة محصول فول الصويا، وبخاصة بعد معرفة قيمته الاقتصادية والغذائية، وفوائده الصحية الضخمة، علاوة على استخداماته المُتعددة في الكثير من الصناعات، التي تعتمد عليه اعتمادًا رئيسيًا.
ولفت إلى أن الاحتكاك الأساسي بمحصول فول الصويا بدأ في سبعينيات القرن الماضي، بزراعته على مساحات محدودة من إجمالي الرقعة الزراعية ببعض المحافظات المصرية، قبل أن تتسع دائرة انتشاره رويدًا رويدًا، نظرًا لدخوله كمكون أساسي في العديد من الصناعات والمشروعات.
أسباب تقلص مساحة الرقعة المُنزرعة بمحصول فول الصويا
فسر “راغب” عدم اهتمام المُزارعين بمحصول فول الصويا، خلال الأربعة عقود الماضية بكونه أحد الحاصلات التي كانت تشهد ارتفاع نسبة إصابتها بالآفات الحشرية، وفي مُقدمتها دودة ورق القطن، التي كانت تُسبب خسائر اقتصادية ضخمة، ما أدى لتراجع وتقلص المساحات المُنزرعة به.
جهود مركز البحوث الزراعية
وثمن الجهود التي بذلها أساتذة وباحثي مركز البحوث الزراعية، في توفير تقاوي واستنباط أصناف جديدة من الصويا، عالية المُقاومة ضد الإصابات الحشرية والآفات كدودة ورق القطن، ما أدى لعودة هذا المحصول الاستراتيجي الهام، لبؤرة اهتمامات المُزارعين مرة أخرى، علاوة على حزمة الإجراءات والقرارات التي اتخذتها الدولة، للتشجيع على التوسع الأفقي في زراعته.
الأهمية الاقتصادية لمحصول فول الصويا
وألقى “راغب” الضوء على الأهمية الاقتصادية التي يتمتع بها الفول الصويا، والتي عزاها لاحتوائه على عنصرين في غاية الأهمية هما البروتين والزيوت، وبنسب كبيرة مقارنةً بما عداه من المحاصيل التقليدية المُتعارف عليها، ما ساهم في تسليط الضوء بشكل أكبر عليه.
موضوعات ذات صلة:
محصول فول الصويا .. 4 توصيات فنية يجب مراعاتها خلال شهر يونيو – قناة مصر الزراعية
محصول فول الصويا.. مُعاملات ما قبل الزراعة “من الألف إلى الياء”
فول الصويا.. مصنع طبيعي للبروتينات والزيوت
انتقل الدكتور صمويل برتي راغب إلى مكونات فول الصويا، والتي تتميز بارتفاع نسب البروتين والزيوت فيها، حيث تصل نسبة البروتين إلى 40%، فيما يمثل الزيت 20%، وهي نسب مُرتفعة مُقارنةً بما عداها من المحاصيل التقليدية، ما دعا لاهتمام الدولة بها، وعمل أجهزتها المعنية كوزارة الزراعة ومراكزها البحثية، على زيادة وعي المُزارعين بفوائد زراعة هذا المحصول الاستراتيجي الهام.
أزمة الزيوت ورفع نسبة المكون المحلي
وأوضح أن ارتفاع مُعدلات الاستهلاك المحلي، والتي وسعت نطاق ما تستورده مصر من الزيوت إلى حدود الـ97%، أدى لوجود إرادة قوية لدى القيادة السياسية، لتبني استراتيجية جديدة، تعمل على استثمار الصويا وغيره من المحاصيل الزيتية، لتقليل حجم الفجوة الغذائية، والارتفاع تدريجيًا بنسب المكون المحلي في صناعة الزيوت، لحماية الأمن القومي الغذائي، ولا سيما مع التغيرات السياسية والاقتصادية الأخيرة، والتي أدت لتسريع وتيرة تنفيذ هذه الخطط الطموحة.
إقرأ أيضًا:
فول الصويا.. أسباب رفض المصنع للمحصول وأفضل التوصيات لتلافيها
بروتين فول الصويا والعلف الحيواني
ولفت الدكتور صمويل برتي راغب إلى أن استخداماته وفوائده الاقتصادية، لا تتوقف عند حدود الاستفادة منه، فيما يخص صناعة الزيوت، وإنما تمتد إلى محتواه المُرتفع من البروتين، حيث يتم خلطه بالذرة الصفراء، كعلف لمشروعات الإنتاج الحيواني والداجني، والتي نستورد منها كمية ضخمة، علاوة على دخوله كمكون أساسي في صناعات اللحوم، والعديد من المُنتجات الغذائية الأخرى.
الاستخدامات المنزلية.. نصائح خاصة لربات البيوت
نصح الدكتور صمويل برتي راغب ربات البيوت والأمهات باستخدام المُنتجات التي تحتوي على فول الصويا بنسب كبيرة، نظرًا لفوائده الصحية والغذائية، وأهميته في مُقاومة الأمراض السرطانية، ما دعا شركات الأدوية للاتجاه صوب الاعتماد عليه في هذا الشق بشكل كبير.
وأوضح أن المراكز البحثية التابعة لوزارة الزراعة، لديها قسم كامل لإنتاج المصنوعات الغذائية الخاصة بـ”الصويا”، ومنها الألبان – للأطفال الذين يُعانون من الحساسية ضد بعض مُشتقات اللبن – والآيس كريم والدقيق بالإضافة لبعض المُنتجات البروتينية الأخرى.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: