فول الصويا واحد من المحاصيل الاستراتيجية الهامة، التي تزايدت الحاجة إلى التوعية بأهمية التوسع في زراعتها، نظرًا لدخوله كمكون رئيسي في العديد من الصناعات الغذائية، بالإضافة لكونه أحد مصادر إنتاج الزيوت، التي تُعد قاسمًا مُشتركًا وسلعة أساسية لغالبية الأسر المصرية.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية إسراء عادل، مُقدمة برنامج “الزراعية الآن” المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور صامويل راغب – أستاذ البقوليات بمعهد المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية – عن محصول فول الصويا، وفوائده الاقتصادية والصحية.
فول الصويا.. فوائد اقتصادية غير محدودة
في البداية أكد الدكتور صامويل راغب على أهمية محصول فول الصويا، نظرًا لفوائده الغذائية العالية، علاوة على كونه أحد النباتات الغنية بالزيوت، التي تقوم عليها العديد من الصناعات الغذائية، ناهيك عن الاستخدامات المنزلية التي تلبي احتياجات قطاع عريض من الأسر المصرية.
وأوضح أن بذور فول الصويا تحتوي على قُرابة الـ20% من الزيوت، بالإضافة لما يُعادل 40% من البروتينات المُهمة للإنسان، ما يعني أن له استخدامات مُتعددة في هذين الشقين، علاوة على مُخلفات عصر البذور، والتي تتحول إلى ما يُعرف بالكُسب، والذي يتم خلطه بالذرة الشامية، ليكون أحد المكونات الرئيسية لعليقة وعلف، رؤوس الماشية والأغنام والدواجن، وكافة مشروعات الإنتاج الحيواني والداجني.
مكون أساسي في صناعات اللحوم
وأشار أستاذ البقوليات إلى أن فوائد محصول فول الصويا لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما يتسع مداها للدخول كمكون رئيسي هام، للعديد من الصناعات الغذائية الخاصة باللحوم، وفي مُقدمتها الهامبورجر واللانشون، نظرًا لما يُضفيه من قيمة غذائية بروتينية لهذه المُنتجات.
منتجات ألبان خاصة لمرضى الحساسية
ولفت “راغب” إلى أن فول الصويا يدخل أيضًا في صناعات الألبان، كبديل صحي وآمن للأطفال الذين يُعانون من الحساسية ضد بعض أنواع الألبان الطبيعية المعروفة، ليوفر لهم احتياجاتهم من البروتين والمواد الدهنية على النحو الأمثل.
موضوعات قد تهمك:
محصول الخرشوف.. كل ما تريد معرفته من الألف إلى الياء
ضعف الإنتاجية وتدني المقابل المادي ودودة ورق القطن.. أبرز التحديات
انتقل الدكتور صامويل راغب إلى نقطة بالغة الأهمية، ألا وهي أبرز التحديات التي واجهت مُزارعي محصول الصويا، مؤكدًا أن جذور هذه المشكلة تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، والتي لم تتجاوز فيها إجمالي المساحة المُنزرعة حدود الـ3 آلاف فدان، فيما توقف حجم الإنتاجية عند حدود الـ300 كجم للفدان.
وأوضح أن أبرز العقبات التي أدت للإحجام عن زراعة محصول فول الصويا تمثلت في حجم الأضرار التي شكلتها دودة ورق القطن على هذا النبات، والذي كان بمثابة الغذاء الأمثل لها، ما أدى لخسائر فادحة للمُزارعين، علاوة على ضعف إنتاجية الفدان وصعوبة تسويقه وتدني المُقابل المالي المعروض، وهو الأمر الذي أدى لخروج هذا الصنف خارج دائرة اهتماماتهم، واستبعادة من الأجندة الزراعية الخاصة بهم طوال الموسم.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
دور وزارة الزراعة في الطفرة الزراعية الخاصة بمحصول فول الصويا
ألقى الدكتور صامويل راغب الضوء على الجهود التي بذلتها وزارة الزراعة ومراكزها البحثية، لإنتاج أصناف جديدة مُقاومة للإصابات الحشرية، علاوة على الأنشطة التوعوية بأهمية محصول فول الصويا، بالإضافة لحزمة الإجراءات التي اتخذتها، لتشجيع والتوسع في زراعته “أفقيًا ورأسيًا”.
وأوضح أن علماء وباحثي وزارة الزراعة توصلوا لإنتاج العديد من الأصناف المُقاومة لدودة ورق القطن، بالتهجين مع السلالات التي يتم استيرادها من الخارج، علاوة على زيادة متوسطات الإنتاجية، لتتراوح ما بين 1.5 إلى 2 طن للفدان، شريطة تنفيذ التوصيات الفنية الواردة بشأنها، وهو الأمر الذي مهد الطريق، أمام عودة فول الصويا لدائرة اهتمامات المُزارعين.
إقرأ أيضًا:
تغذية رؤوس الماشية بعد النقل للمزرعة.. خطأ شائع يرتكبه المُربون
الزراعة التعاقدية والتعامل بسعر السوق
وكشف أستاذ البقوليات بمركز بحوث المحاصيل الحقلية عن أبرز القرارات التي اتخذتها وزارة الزراعة لتصحيح مسار محصول فول الصويا، ووضعه على القائمة الصنفية للمُزارعين، والتي تمثلت في اعتماد مبادىء الزراعات التعاقدية، مع تحديد الحد الأدنى لسعر التوريد بـ8 آلاف جنيه، مع ربطه بالأسعار العالمية القابلة للزيادة، موضحًا أن سعر السوق الحالي وصل إلى 14 ألف جنيه للطن.
مزايا محصول فول الصويا
قدم “راغب” بعض الحلول والتوصيات، التي قد لا يعرفها بعض المُزارعين، والتي تُسهم في خفض سقف وقيمة المُدخلاته لحدودها الدنيا، موضحًا أن الاعتماد على البكتيريا العُقدية، يُعزز قدرة جذورالنبات في استخلاص وتخليق احتياجاته النيتروجينية من باطن التُربة، ما يوفر على المُزارع الاستعانة بالأسمدة والنترات، ويرفع من هامش الربحية المُتحققة في نهاية الموسم.