الليزر واستخداماته وتطبيقاته المختلفة في كافة المجالات، وطرق استثماره والاستفادة منه في القطاع الزراعي، كانت واحدة من أهم المحاور التي تطرق إليها الدكتور وليد توفيق – الأستاذ بمعهد علوم الليزر في جامعة القاهرة – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
تحليل مكونات التربة باستخدام الليزر
أوضح الدكتور وليد توفيق، الأستاذ بمعهد علوم الليزر في جامعة القاهرة، كيفية تحليل مكونات التربة لتحديد تأثير الملوثات على النباتات، حيث تم تقسيم التربة إلى طبقات مختلفة وتحليل نسب التلوث في كل طبقة، سواء كانت الطبقة السطحية أو على أعماق تصل إلى 10 سنتيمترات، نصف متر، أو حتى متر ونصف، مؤكدًا أن هذا التحليل ضروري لتحديد مدى تأثير التلوث على جذور النباتات، حيث تختلف النباتات في أعماق جذورها، مما يؤثر على مستوى تعرضها للملوثات في التربة.
تداعيات التلوث على الأراضي الزراعية
تناول “توفيق” تجربته الشخصية في منطقة حلوان، حيث كان يقيم قبل أن يضطر إلى الانتقال بسبب التلوث الناتج عن مصانع الحديد، موضحًا أنه ومع توسع العمران بالقرب من هذه المصانع، ازداد التلوث في الأراضي الزراعية المحيطة بها، مما أثر بشكل سلبي على جودة المحاصيل، وهو الموضوع الذي كان محلًا لدراسة أجراها بنفسه على مساحة خمسين فدانًا حول المصنع، حيث تم قياس نسب الرصاص والحديد في التربة، وأظهرت النتائج وجود مستويات مرتفعة جدًا من هذه المعادن الثقيلة بسبب الأبخرة الناتجة عن عمليات التصنيع.
مقاومة النباتات لبعض الملوثات
خلال البحث، اكتشف الدكتور وليد التوفيق أن بعض النباتات قادرة على مقاومة أنواع معينة من التلوث، مثل البصل الذي أظهر مقاومة خاصة للحديد، حيث لم يمتص هذا المعدن من التربة بالرغم من وجوده بنسب مرتفعة. وأشار الدكتور وليد إلى أن هذا النوع من الاكتشافات قد يساهم في تطوير استراتيجيات لتحسين جودة الأراضي الزراعية الملوثة، من خلال زراعة نباتات معينة قادرة على مقاومة الملوثات.
دراسة التلوث في منطقة الدلتا وتأثير المصانع
انتقل الأستاذ بمعهد علوم الليزر في جامعة القاهرة للحديث عن الدراسات التي أجريت في منطقة الدلتا، حيث أجرى وفريقه مسحًا شاملًا للمصانع والمزارع المحيطة بها، وعلى الرغم من قلة عدد المصانع في المنطقة، إلا أنهم وجدوا مصانع للأسمدة والكيميائيات داخل نطاقات زراعية، مما أثار تساؤلات حول مصدر التلوث، والتي كانت مثارًا لعدة احتمالات، منها تأثير المصانع، أو التلوث الناتج عن حركة السيارات، أو حتى ممارسات الري الخاطئة مثل استخدام مياه الصرف الصحي، مشيرًا إلى أهمية تحليل كل مصدر على حدة لتحديد مدى تأثيره على التربة والنباتات.
تأثير الرياح الشمالية على مستويات التلوث
اختتم “توفيق” حديثه بالإشارة إلى دراسة جديدة أجريت حول مصنع كبير للأسمدة في شرق الدلتا، حيث تم أخذ عينات من التربة المحيطة بالمصنع على أعماق مختلفة، لافتًا إلى نتائج هذه التحاليل والتي كشفت عن وجود تفاوت في مستويات التلوث بين الجهة اليمنى واليسرى للمصنع، وهو التباين الذي كان مثارًا للتساؤلات، فيما أكدت كافة الأبحاث التي أجريت حولها أن الرياح الشمالية الثابتة في مصر هي التي تسبب توزيع الأبخرة والملوثات بشكل غير متساوٍ بين الجانبين، ما كان اكتشافًا غير متوقع في البداية، لكنه قدم تفسيرًا منطقيًا للتفاوت في مستويات التلوث.
العوامل الطبيعية ودورها في توزيع التلوث
أنهى الأستاذ بمعهد علوم الليزر في جامعة القاهرة حديثه بالتأكيد على أن العوامل الطبيعية، مثل الرياح واتجاهها، تلعب دورًا حاسمًا في توزيع التلوث، مشيرًا إلى أن الرياح الشمالية الثابتة في مصر تؤدي إلى توجيه الأبخرة والملوثات من المصانع بشكل متزايد نحو مناطق معينة، مما يجعل هذه العوامل ضرورية للدراسة عند تقييم تأثير المصانع على الأراضي الزراعية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
تكنولوجيا النانو في المجال الزراعي .. باحث يوضح اقتصادياتها
“باحث”: تقنية “النانو تكنولوجي” تضمن تنقية مياه الترع خلال ساعتين فقط
استخدام تقنية النانو كمحاولات لإيجاد علاج بديل وأمن وفعال لـ البروسيلا