محصول الأرز ودور معهد بحوث المحاصيل الحقلية وجهود الدولة للارتقاء بمعدلات الإنتاجية كانت من أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور مجاهد حلمي عمار – أستاذ تربية الأرز ووكيل معهد المحاصيل الحقلية لشؤون البحوث – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية رانيا البليدي، مقدمة برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
دور معهد بحوث المحاصيل الحقلية في الارتقاء بإنتاجية محصول الأرز
في البداية تحدث الدكتور مجاهد حلمي عمار عن دور معهد المحاصيل الحقلية، موضحًا أنه بمثابة القلب النابض لمركز البحوث الزراعية، نظرًا لمسؤوليته المباشرة عن غالبية المحاصيل الاستراتيجية، والتي يصل عددها إلى 31 محصولًا، في مقدمتها الأرز والقمح.
مهام معهد بحوث المحاصيل الحقلية
أوضح أن المهمة الأساسية لمعهد المحاصيل الحقلية تنضوي على أربع مهام ومحاور رئيسية:
- استنباط أصناف وهجن قصيرة العمر وموفرة للمياه، بالإضافة لارتفاع معدلات إنتاجيتها ومقاومتها للإصابة بالأمراض والآفات والإصابات الحشرية، علاوة على تحملها للإجهادات الحرارية الناجمة عن التغيرات المناخية.
- تقديم التوصيات الفنية والإرشادية الملائمة لكل صنف من الأصناف والهجن التي يتم إنتاجها بما يتلائم مع طبيعة المكان والبيئة التي ستتم الزراعة فيها بالتعاون مع المحطات البحثية المنتشرة بعموم محافظات الجمهورية
- إنتاج تقاوي المربي والأساس التي تمثل نواة إنتاج التقاوي المعتمدة داخل حقول المزارعين بالتعاون مع الجهات المعنية وفي مقدمتها الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي وشركات القطاع الخاص المصرح لها بالعمل في هذا المجال
- نقل التكنولوجيا البحثية والتطبيقية بشكل مبسط وسهل إلى عموم المزارعين عبر الحملات القومية والإرشادية التي تجوب محافظات الجمهورية بهدف الوصول لأعلى معدلات الإنتاجية بأقل تكلفة ممكنة
نبذة تاريخية عن تطور زراعة محصول الأرز
قدم “عمار” بعدها نبذة تاريخية بسيطة عن نشأة وتطور زراعة محصول الأرز داخل الأراضي المصرية، موضحًا أن محمد علي باشا كان أول من أسس لنشر هذا المحصول الاستراتيجي الهام عام 1812، على مساحة 4500 فدان، بمعدلات إنتاجية 600 كجم للفدان.
وأوضح وكيل معهد المحاصيل الحقلية أن البداية الحقيقية لبحوث الأرز كانت عام 1917، الذي شهد ظهور الإرهاصات الأولى لكيان بحثي يهتم بإيجاد الأصناف والسلالات والهجن الملائمة للبيئة المصرية، وتعزيز قدرتها على الوصول لأعلى معدلات الإنتاجية المتوقعة بحلول نهاية الموسم.
وأشار “عمار” إلى عام 1987 الذي شهد ذروة هذه الطفرة وتدشين مركز بحوث الأرز بمحطة سخا كفر الشيخ، وإيجاد مقر بحثي يجمع ويضم بين جنباته كافة التخصصات والخبرات العلمية الواجب توافرها للارتقاء بهذا المحصول الاستراتيجي الهام، من كافة التخصصات والمعاهد البحثية الأخرى كـ”الأمراض والوقاية والحشرات والحشائش”.
ولفت وكيل معهد المحاصيل الحقلية إلى ضعف معدلات الإنتاجية برغم اتساع الرقعة المخصصة لزراعة محصول الأرز، والتي تجاوزت حدود الـ2 مليون فدان، مع نهاية الثمانينيات ومطلع تسعينيات القرن، لافتًا إلى أن إنتاجية الفدان لم تتجاوز الـ2.4 طن للفدان.
مزايا إنتاج الأصناف قصيرة العمر وفوائدها الاستصلاحية
أشار “عمار” إلى الطفرة الحقيقية التي شهدها ملف زراعة محصول الأرز، والتي بدأت فعليًا من منتصف التسعينيات، بفضل نقل التكنولوجيا والبحوث التطبيقية إلى المزارعين، وإنتاج أصناف جديدة قصيرة العمر بما يقلص فترة مكوثها بالتربة من 160 إلى 115 أو 120 يومًا، مع الارتقاء بمتوسط الإنتاجية وصولًا إلى 4 طنًا للفدان.
وكشف عن المردود الاقتصادي والبيئي الناجم عن الطفرة المتحققة في ملف زراعة وإنتاج محصول الأرز، والتي تتماشى مع أهداف وخطط الدولة بترشيد استهلاك المياه، وهو ما تحقق بالفعل بفضل البحوث التطبيقية وإنتاج الأصناف الجديدة، والتي قللت المقننات المائية المستخدمة من 8.5 ألف إلى 5 آلاف متر مكعب.
وتحدث “عمار” عن فوائد زراعة محصول الأرز والذي يعد أكد الحاصلات الاستراتيجية الاستصلاحية الهامة، التي يتم الاعتماد عليها، للحفاظ على أراضي المناطق الشمالية، وحمايتها من ارتفاع مستوى مياه البحر وتسرب الملوحة إليها، ما حول هذا الحزام الجغرافي الهام من مجرد أراضي “هامشية”، إلى رقعة ذات درجة خصوبة عالية، يتم استغلالها في إنتاج كافة المحاصيل الزراعية الهامة.
وأكد وكيل معهد المحاصيل الحقلية على حجم الجهود والاهتمام الذي أولته الدولة للارتقاء بمحصول الأرز، والحفاظ على الرقعة الزراعية المخصصة له من أي تدهور، بفضل الجهود البحثية الساعية لإنتاج أصناف وسلالات وهجن جديدة ذات معدلات إنتاجية وجودة عالية، بداية من صنفي جيزة 177 الياباني وجيزة 178 الهندي الياباني، اللذان كان لهما السبق والريادة، مرورًا بباقي الأصناف التالية، والتي تجاوزت حدود الـ16 إلى 17 صنفًا تجاريًا.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات والحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
ثاقبات ساق الأرز.. الأراضي المعرضة للإصابة وسبل المكافحة المثلى
مكافحة لفحة الأرز والإجراءات الموصى بها لمزارعي صنفي “سخا 101 و104”